من "بلفور" إلى السيسي.. فلسطين في خطر!
(05/11/2016)
كتب: سيد توكل
مقدمة
المدرسة "البلفورية" التي ما زالت تستقبل أعضاءها من كافة الجنسيات، كل من يقف في وجه تحرر شعب أو ثورة ضد نظام قمعي ظالم، هو عضو يدري أو لا يدري في مدرسة وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور، الذي تسبب في معاناة شعب استمرت نحو 99 عامًا.
إقامة مناسك الرجم سنويا بحق "البلفور" البريطاني، ليت هي الحل لا في فلسطين ولا الدول العربية التي ابتليت بأنظمة داعمة لليهود والاحتلال، وذلك لأن أباليس "بلفور" المنتشرين في جسد الأمة أكثر كفرًا من بلفور بحقوق الشعوب، ومع ذلك يشاركون في الرجم معتقدين أن ذلك يطهرهم من ذنوبهم!.
لا تنحصر المؤامرة والوعد المشؤوم في بريطانيا ووزير خارجيتها، بل تتخطى ذلك إلى الانقلابات العسكرية التي قادها عبد الناصر، ومن بعده خلفاؤه إلى أن وصلنا إلى الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي، الذي وقف بكل قوة مع حقوق الشعب الفلسطيني، وناصر غزة وفتح لها بابًا من الأمل.
السيسي يكمل وعد بلفور!
بعثت دبلوماسية إسرائيلية بارزة برسالة دعم وتأييد غير مسبوق لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كشفت في طياتها عن إعجابها الكبير بأدائه، وموقفه المعادي لحركة حماس، وتقارب نظامه مع إسرائيل.
وروت فسرمان لاندا الذي سبق وعملت في سفارة الاحتلال بالقاهرة بين الأعوام 2003 – 2007، والتي خاطبت السيسي بـ"سيدي الرئيس" قالت إنه أذهل الإسرائيليين برجاحة عقله، في القضاء على الإرهاب، ودعم خطط اقتصادية جديدة، وكذلك في محاصرة العنف ضد النساء وزيارة المتضررات من التحرش الجنسي.
كما امتدحت الدبلوماسية الصهيونية الشابة في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" حمل عنوان "يا سيسي شعب إسرائيل معك.. رسالة مفتوحة للرئيس" خطاب السيسي في مؤتمر إعمار غزة، وتوجه بشكل مباشر للإسرائيليين، وختمت مقالها المثير للجدل بالقول "أشد على يدك وأتلو صلاة لحفظ وتعزيز العلاقات بين دولتينا وبين شعبينا".
معاناة من السيسي والاحتلال
وما زال الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال الصهيوني ونظام الانقلاب في مصر معًا، ويريد الانعتاق منه بكل ما يملك من طرق وإمكانيات حتى يصل للتحرير وأنه محب للحياة ومن حقه العيش كباقي شعوب الدنيا، فالشعب الفلسطيني واجه الاحتلال أكثر من ستة عقود من ظلم وتشريد وتمييز عنصري وهي معاناة مستمرة تمر تحت سمع وبصر نظام العسكر في مصر، ورغم ذلك شارك العسكر في حصار غزة.
فهناك جرائم إعدام يومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في كل أنحاء فلسطين، وهناك أكثر من 12 مليون فلسطيني لاجئ خارج فلسطين واللاجئون جزء من واقعنا وأغلبهم يعيشون في ظروف صعبة وفي مخيمات لا تصلح للسكن الآدمي، وهناك اكثر من 7000 أسير خلف قضبان سجون الاحتلال النازية.
وهناك استمرار مبرمج لتهويد القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية واستمرار الكيان الصهيوني، بتفريغ الأرض من الفلسطينيين، والجدار الفاصل مقام على اراضي فلسطين وصادر قسمًا كبيرًا منها وحول مدنها وقراها إلى سجون وجعلها كنتونات وأشلاء متناثرة ونهب الجدار الارض وسرق الموارد الطبيعية، وحرم الشعب الفلسطيني من الأراضي الزراعية باسم القوة والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وأصبح الجدار عائقًا دون حل سياسي.
وهناك أحداث وشواهد تجعل جنرالات الانقلاب في مصر، وعلى رأسهم السيسي شركاء لـ"بلفور" في الجريمة، من ذلك ردم أنفاق المقاومة وغمرها بماء البحر، واغلاق معبر رفح، والكثير لا يعلم أن وعد نابليون لليهود ودعوتهم ليقيموا دولة لهم في فلسطين قد سبق وعد بلفور بسنوات عديدة.
فقد اهتم نابليون باليهود في فرنسا وأعطاهم جميع الحقوق المدنية التي كانوا يعانون من الحرمان منها، وعندما حاصر نابليون عكا ولم يستطع اقتحامها في 1799 أعلن عن دعوته ليهود أوروبا وآسيا بالتوحد والقدوم إلى "فلسطين" لإقامة كيانهم الصهيوني (إسرائيل) على أرضها، وبذلك يكون وعد نابليون قد سبق وعد بلفور بحوالي 118 سنة.
ما زلنا نعيش آثار الخطيئة التي امتدت لـ99 عامًا، لكننا ننظر للمستقبل في انتظار العقاب اذا لم يقوم المصريين باسقاط الانقلاب العسكري، الذي يدعم اسرائيل ويقف حائط صد أمام تحرر المصريين أنفسهم، ويقوم الآن بتدمير مصر سياسيا واقتصاديا وحتى عسكرياً.
المصدر
- تقرير: من "بلفور" إلى السيسي.. فلسطين في خطر! موقع بوابة الحرية والعدالة