مندوب اليمن بالجامعة العربية: الإخوان في طليعة الثوار
كتب- أسامة عبد السلام:
أكد السفير عبد الملك المنصور، مندوب اليمن بالجامعة العربية، أن شباب الإخوان المسلمين يتصدرون طليعة الثوار باليمن، وقال: "الإخوان أسهموا في صناعة جيل من شباب الثورة اليمني لا يقهر أبدًا، غرسوا فيه الفضيلة وحب الخير إلى الناس، والوقوف بجانب الحق؛ حيث تصدَّر صفوف الاحتجاجات دون خشية القتل أو الاعتقال".
وأضاف- خلال ندوة "مستقبل الثورة اليمنية وتحدياتها" التي نظمها مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي، ظهر اليوم- أن الثورة اليمنية وتوحد قوى الشعب على مبادئها الشرعية كشفت الوجه الجميل للأصالة اليمنية، وحطمت الديكتاتورية الظالمة.
وأوضح د. سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الثورات العربية قامت لأهداف مركزية، وهي استعادة ريادة الأمة، ونهضة الشعوب، وفضح الوجه القبيح للحكام، مطالبًا الثوار بالصمود، وحماية الثورة، والسعي في يقظة كاملة لتحقيق مبادئها، وعدم الالتفاف عليها.
وقال: الشعب المصري احتضن ثورة 25 يناير، وكان دافع استمرارها الشباب؛ حيث إن ثورات الشعوب العربية صححت المعادلة في أن الشعب أصبح لا يمكن تجاهله أبدًا، مضيفًا أن الحركة الإسلامية صارت هي أيضًا رقمًا لا يمكن تخطيه، بعد أن أسهمت بشكل كبير في دعم شرارة الثورات في مصر، وتونس، واليمن، وسوريا، وليبيا.
وطالب الثورات العربية بالتخطيط لمراحل استباقية قبل إسقاط الحكام؛ لتمكين الشعب من السيطرة على المرحلة الانتقالية، ومنع العابثين من فلول الأنظمة الحاكمة من التلاعب بإرادة الشعوب، والالتفاف عليها لمصالح شخصية، وصناعة الإجماع والتوافق والتشبيك بين القوى على مبادئ محددة؛ حتى تمتلك عناصر التأثير والفعالية؛ للحيلولة دون انقسام وتفتت الشعب.
ودعا د. صفوت حجازي، الداعية الإسلامي وعضو مجلس أمناء الثورة، الثورات العربية إلى تشكيل اتحاد مستقل للشعوب العربية بعد أن وقعت الجامعة العربية في مواقف مخزية نتيجة صمتها عن الثورات العربية، ومن قبل استبداد الحكام وعمالتهم للصهاينة والأمريكان على حساب الشعوب، موضحًا أن توحُّد الشعوب العربية في هذه المرحلة ذو أهمية قصوى؛ لتحقيق حلم تشكيل اتحاد الشعوب العربية، وكسر الحدود بينهم.
وأشار علي الصراري، القيادي بائتلاف أحزاب اللقاء المشترك اليمنية، إلى أن الثورة اليمنية امتداد لثورة مصر في 25 يناير؛ حيث لم تنفجر شرارة الثورة اليمنية إلا عقب انتصار الثورة المصرية يوم 11 فبراير؛ بإسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك، فقرر اليمنيون وقتها النزول إلى الساحات بهجة بسقوط المخلوع طوال ليلتها، ثم أعلنوا في اليوم التالي الاعتصام، رافعين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".
وأضاف أن الثورة اليمنية نشأت من أصداء نجاح الثورة المصرية؛ احتجاجًا على تمديد وتوريث الحكم، والوقوف في وجه الظلم والفساد، بعد أن عانى الشعب اليمني من الاستبداد، وتحويل دولة الشعب إلى دولة الشخص الواحد، وبعد أن حول الديكتاتور اليمني البلاد إلى حروب قبلية، انتهك فيها الحرمات، واستباح الدماء، وقتل عشرات الآلاف من معارضيه بقذائف الصهاينة والأمريكان في الجنوب وقرى اليمن كافة.
وقال: منذ الوهلة الأولى للثورة اليمنية أطلق الديكتاتور الرصاص صوب صدور الشباب، وهم يهتفون "سلمية.. سلمية"، وأبى الثوار إلا أن يلتزموا بمبادئ الثورة المصرية في سلميتها وحضارتها، بينما تآمر النظام الديكتاتوري على سلميتها؛ بتحريض رؤساء القبائل على الاقتتال بزعم حماية اليمن؛ لكنه فوجئ أن القبائل اتفقت على إلقاء السلاح، وتضامنت مع الثورة في الميادين كافة.
وأكد د. بكيل الزنداني، الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة صنعاء، أن الثورة اليمنية تواجه تحديات داخلية وخارجية، من أهمها الانقسام الحاصل في المؤسسة العسكرية؛ بسبب التلاعب في تشكيلها من جانب النظام، وأزمة الانقسام في الجنوب، وأزمات الفساد والفقر والإرهاب والتوريث والأمن، فضلاً عن التدخل الأجنبي، موضحًا أن الثوار على يقظة كاملة بالأحداث المتوالية، ويتحمَّلون المسئولية، ويرفضون الالتفاف على طموحات ومطالب الثورة.
وشدد د. أمين مقبل علي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمام والأمين العام لهيئة علماء اليمن، على أن العلماء وقفوا جانب الثورة منذ بدايتها في الميادين كافة؛ للمطالبة بإزالة الظلم، ورد الحقوق إلى أصحابها، وإصلاح الأوضاع المعيبة التي تضرر منها المواطنون، واستقلال القضاء ونزاهته، ومواجهة الفساد بعقوبات رادعة، وإلغاء التوريث والتمديد في الحكم.
وأضاف أن الثورة في بدايتها كانت ضعيفة، فقرر العلماء تشكيل لجان منهم في جميع القرى والمدن؛ لتوعية جموع الشعب بضرورة التكاتف مع الثوار؛ لأن أفضل الجهاد في سبيل الله كلمة حق عند سلطان جائر؛ فبدأت الانشقاقات عن النظام الحاكم تتوالى بجميع مؤسسات الدولة؛ حتى وصلت إلى المؤسسة العسكرية؛ للتضامن مع الثورة اليمنية.
وأكد د. جعفر عبد السلام، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، أن الجامعة العربية سقطت بسقوط الحكام، ويجب إلغاؤها لإسهامها بشكل كبير في تكريس الاستبداد والفساد، والتواطؤ مع أعداء الأمة ضد الشعوب، مطالبًا بتشكيل اتحاد عربي جديد يحقق طموحات الثورات العربية، ويسقط جميع الوجوه الزائفة؛ حتى تطهير البلاد وبدء نهضتها.
وطالب الشعب باليقظة ومراقبة الأنظمة الحاكمة، وتوحيد الثورات العربية في رابطة كبيرة تتفق على مبادئ واحدة نحو تحقيق الوحدة الكاملة للشعوب، ومواصلة الثورات وحمايتها من مؤامرات الإجهاض وعرقلة مكتسباتها.
وقال د. رفعت العوضي، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر: إن الثورات العربية تهدف إلى تحرير الإنسان؛ حيث إن الحرية السياسية مرتبطة بالحرية الاقتصادية والحرية الاجتماعية، فضلاً عن ارتباطها أيضًا بالتقدم والمؤسسية التي لا تتحقق سوى بالتكاتف من أجل إنهاء حكم الفرد.
وأوضح د. العوضي أن الاستبداد كان يضع عوائق خرسانية بين الشعوب وحضارتها؛ لأن الحضارة تجعل الحاكم عنصرًا من الشعب ينفذ مطالبه، فضلاً عن أن الاستبداد حال بين الشعوب وتفعيل المواقع المكانية والجغرافية والموارد الاقتصادية، وحوَّل المواطنين إلى سلع تصنع حضارات الدول الغربية، ولا تُسهم بقدر أنملة في صناعة حضارات بلادها.
المصدر
- خبر: مندوب اليمن بالجامعة العربية: الإخوان في طليعة الثوار موقع اخوان اون لاين