ممدوح الولي يكتب: مصر لن تخضع للإرهاب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ممدوح الولي يكتب: مصر لن تخضع للإرهاب

12-05-2014

الاستاذ.ممدوح الولي

على طول كوبري السادس من أكتوبر الممتد بين محافظتي القاهرة والجيزة، انتشرت ملصقات لأحد الأحزاب المغمورة، يدعو فيها لتأييد قائد الانقلاب كرئيس للبلاد، وهو أمر يثير عدة تساؤلات.

التساؤل الأول هل حصل الحزب المغمور على موافقة المحليات على تلك الملصقات؟، وهل دفع الرسوم المقررة لذلك؟، فعندما كنت نقيبًا للصحفيين كنا نسعى لتأجير عددًا من الأدوار الخالية بمبنى النقابة، وخلال سعينا لإقامة مزاد علني لتأجير الأدوار، قمنا بتعليق لافتة من القماش على مبنى النقابة بموعد المزاد.

وفوجئت بخطاب شديد اللهجة بتوقيع محافظ القاهرة، يطلب منا سرعة إزالة اللافتة القماش لأننا لم نحصل على تصريح مسبق من المحافظة بتعليقها، كما لم ندفع الرسوم المقررة لتعليقها، رغم أنها على مبنى النقابة ولأمر يخص النقابة.

فهل يجرؤ محافظ القاهرة ويطالب الحزب المغمور بدفع الرسوم المقررة لتعليق ملصقاته على الكوبري؟، وهل نسي المحافظ تصريحاته المتكررة عن الملصقات التي تشوه وجه العاصمة، وما تقوم به المحافظة من حملات متكررة لإزالة الملصقات من على الجدران، أم أن هذا فقط قاصر على كتابات الرافضين للانقلاب؟

- التساؤل الثانى إذا كان من حق الحزب المغمور تعليق ملصقاة المؤيدة لترشيح قائد الانقلاب، فهل من حق رافضي ترشيح قائد الانقلاب تعليق ملصقات مماثلة بعد دفع الرسوم؟ أعتقد أن هذا أمر مستبعد تمامًا، وسيكون مصير من يخاطر بطلب مثل هذا، إبلاغ سلطات الأمن عنه لسرعة القبض عليه.

وذلك في دلالة واضحة على مناخ الديموقراطية الذي تعيشه البلاد منذ الثالث من يوليو حيث الرأي الواحد، والتنكيل والبطش بالمعارضين للانقلاب لمجرد الإشاره باليد بأربعة أصابع، أو حمل ورقة عليها شعار رابعة العدوية، أو كتابة رأى معارض للانقلاب على شبكات التواصل الاجتماعي، أو وجود شعار رابعة في حقيبة السيارة الخاصة، أو وجود صورة لمظاهرة على الموبايل الشخصي.

- وفى ضوء الشعار الذي استخدمه الحزب المغمور في ملصقاته المؤيدة لقائد الانقلاب بعنوان " مصر لن تخضع للارهاب"، وباعتبار أن تعريف الإرهاب حسب وجهة نظرهم هو عمليات القتل والإصابة ، يصبح السؤال الأهم من الذي يقوم بعمليات الإرهاب منذ الثالث من يوليو وحتى الآن؟

من الذي قتل المعتصمين السلميين في رابعة العدوية والنهضة، وقتل المتظاهرين السلميين عند نادي الحرس الجمهوري وعند المنصة، وفي ميدان رمسيس والدقي وميدان مصطفي محمود والمطرية وعين شمس وشبرا والسادس من أكتوبر، وفي العديد من المدن والقرى المصرية، وفي حرم الجامعات، أليسوا هم أفراد من الشرطة والجيش والبلطجية؟

ومن الذي قام بسلب ونهب المحلات التجارية والصيدليات الخاصة برافضي الانقلاب؟، ومن الذي يطلق الغاز والخرطوش والرصاص الحي أحيانًا على المتظاهرين السلميين؟، ومن الذي أحرق الجثامين والمساجد والمستشفيات الميدانية؟ ومن الذي استولى على وسائل الإعلام واستبعد المعارضين للانقلاب؟.

ومن الذي تدخل لتغيير مجالس النقابات المهنية غير المؤيدة للانقلاب؟ ومن الذي استخدم الطائرات والجرافات والمدرعات لضرب المتظاهرين وسكان القرى، ومن الذي يقوم بتعذيب المعتقلين ويهدر حقوقهم القانونية ويوقفهم في أقفاص زجاجية ويصدر أحكام الإعدام الجماعية ؟.

ومن الذي اعتقل الطالبات والطلاب وفصلهم من الجامعات ومن الذي اعتقل وفصل أساتذة الجامعات؟ أليست كل هذه مظاهر اللإرهاب، ومعروف من يقوم بها كل يوم؟، لصالح هدف جلوس قائد الانقلاب على كرسي الرئاسة.

- بل أننا نطالب بمعرفة من قتل الجنود والضباط في العديد من المواقع، في ضوء تجربة الجزائر المعروفة خلال الحرب الأهلية هناك، حيث قامت المخابرات الجزائرية بقتل الجنود للإلصاق التهمة إعلاميًا بالمعارضين للنظام ، وهو أمر حدث في مصر من قبل جمال عبد الناصر منذ الخمسينات من القرن الماضي ، بشهادة خالد محي الدين وعبد الكريم البغدادي.

- لذا نحن على يقين أن مصر لن تخضع للإرهاب الذي تمارسه سلطات الانقلاب حاليًا، ولن يستكين هذا الشعب أمام ذلك الجبروت والطغيان المستمر منذ عشرة أشهر، ولقد لخص الشرفاء الموقف خلال ثورتهم التي امتدت لغالب المحافظات، في شعار بسيط ومعبر حين يهتفون عادة بأن " الانقلاب هو الارهاب ".

المصدر