ممدوح الولي يكتب: احترموا إرادة الشعب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ممدوح الولي يكتب: احترموا إرادة الشعب


29-05-2014

الاستاذ.ممدوح الولي

رسائل عديدة أرسلها المصريون لقائد الانقلاب وأعوانه طوال الشهور الماضية، لكن الكبر والغرور أعماهم عن قراءتها بشكل صحيح، فكانت النتيجة هذا السقوط المدوي الذي لم يتخيله أحد حتى من أنصار الشرعية، بالوصول إلى تلك النسبة من المقاطعة للانتخابات في أنحاء البلاد.

فاستمرار هذه التظاهرات لأكثر من عشرة أشهر رغم القتل والسحل والاعتقال والفصل، كانت رسالة واضحة لرفض الانقلاب ورموزه من قبل المصريين، مع امتداد تلك المظاهرات إلى الريف المصري في ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ المصري.

وقلة عدد من سجلوا أسماءهم في غير دوائرهم الانتخابية من الوافدين من المحافظات كانت رسالة لها دلالتها، وتقرير مركز معلومات رئاسة مجلس الوزراء الذي أشار بتراجع الثقة بالنظام منذ يناير الماضي.

وانخفاض عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بالخارج، رغم عدم اشتراط التسجيل المسبق بما يتيح التصويت لكل مصري بالخارج، ورغم السماح لأي مصري مسافر ولو ليوم واحد أن يصوت في مكان تواجده.

ورغم مد التصويت ليوم إضافي بخلاف الأيام الأربعة، ورغم توفير وسائل النقل والوجبات والقبعات والهدايا في بعض الأماكن، ورغم استخدام النغمة الطائفية في أماكن أخري.

- رغم كل تلك الرسائل كانت العنجهية والكبر والاستعلاء على المواطنين، بمخاطبتهم من خلال الفيديو كونفرانس وشاشات الفضائيات، والإفراط في لوحات الدعاية بالطرق والكبارى رغم عدم وجود منافسة، واستخدام طائرة للمرة الأولى للدعاية.

ونسى قائد الانقلاب وأعوانه مشاعر آلاف الأسر التي فقدت عائلها أو ابنها أو ابنتها في مجازره المتعددة، ونسى مشاعر وآلام أسر آلاف المصابين وآلاف المعتقلين ومشاعر أسر المطاردين، ومن فصلوا من أعمالهم وكلياتهم، ومن تم التحفظ على أملاكهم، ومن تم الاستعانة بالبلطجية لتدمير بيوتهم ومحلاتهم.

- كما نسى هؤلاء أن البسطاء قد كشفوا أكاذيبهم حين انتهت أزمة البنزين والكهرباء فور وقوع الانقلاب، وكشفوا أكاذيبهم حين قالوا إن انقلابهم لم يكن لغرض أو مصلحة ثم ترشحوا للرئاسة، وحين وعدوا بالحرية فزاد القمع وكتم الأصوات في عهدهم، حتى تحول البلد إلى سجن كبير.

ونسي أن المصريين قد ذاقوا طعم الحرية خلال ثورتهم في يناير 2011، ولن يرضوا بغير العزة والكرامة، ونسوا أنهم لم ينجحوا في حل أية مشكلة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية خلال الشهور الأحد عشر الماضية، بل زادت المشاكل تعقيدًا في عهدهم رغم المعونات الخليجية السخية، فزادت معدلات الفقر والبطالة والتضخم.

وظن أنه بالرقص الغناء من قبل عدد من الفنانين يمكن أن يخدع شعبًا أبيًّا حرًّا، وأنه من خلال إعلاميين أفاقين ملوثين يمكن أن يكرر خديعة 30 يونيو.

وهاهم البسطاء من المصريين لا يصدقون ما قاله قائد الانقلاب أنه سيغادر إذا رأى أن الشعب لا يريده، فلو كان صادقًا في وعده لما أعطى للموظفين أجازة مفاجئة لدفعهم للتصويت رغم اتضاح الأمور.

ولما هددهم من خلال اللجنة العليا بالانتخابات بالتحويل للنيابة ودفع الغرامة المالية بسبب عدم التصويت، ولما سمح لأتباعه باتهامهم بالخيانة لمجرد أنهم لم يخرجوا للانتخابات التي يعرفون أنها مسرحية هزلية.

- فهل يستجيب قائد الانقلاب لإرادة الشعب ويغرب عن المشهد تمامًا، في أقرب طائرة إلى السعودية أو الامارات لينجو بنفسه، أم يظل على عناده وغروره رغم فضيحة مد اليوم الثالث للتصويت التي كشفت كل الأمور أمام الجميع.

وأنه كان يعيش في وهم كبير صنعه له الإعلام الكاذب، والصحفي العجوز الذي سعى لتكرار نموذج إقصاء محمد نجيب، وليدرك أنه رئيس غير مرغوب فيه، وأن الآلاف ينظرون إليه على أنه قاتل لآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وبناتهم.

- من خلال المواقف السابقة التي حدثت خلال الشهور الماضية أتوقع ألا يعي قائد الانقلاب الدرس، كما لم يدرك ويستفيد من الدروس السابقة، وسيجد الكثيرين من الاعلاميين ورجال الأحزاب والسياسيين ورجال الأعمال ورموز الفساد، يضللونه بنصائحهم التي يسدونها له، خوفًا على رقابهم بعد أن تلوثت أيديهم بالدماء، وبعد أن توحد مصيرهم مع مصيره .

ولم يعد أمامهم سوى المكابرة بمواصلة تحدي إرادة الشعب الذي أعلنها صريحة مدوية، وعلى مشهد من العالم بعدم رغبته بتولي من قتل ودمر وخرب رئاسة مصر.

أغربوا عن المشهد إن كنتم حقًّا تحبون مصر كما تدعون، بعد أن كشف الشعب زيفكم وتضليلكم، وأعلن رفضه لكم.

المصدر