ملحق البيان الوزاري!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ملحق البيان الوزاري!


بقلم: الأستاذ عبد القادر الأسمر

لم يتسنّ لنا، كما سائر اللبنانيين الاطلاع على مضمون البيان الوزاري الذي انجزته لجنة الصياغة تمهيداً للموافقة عليه من قبل الحكومة مجتمعة قبل عرضه على المجلس النيابي لنيل الثقة على أساسه، وان كانت معظم وسائل الإعلام مررت أبرز مضامينه من مصادر خاصة بها، بل ان المناخ العام لهذا البيان بات معروفاً وبخاصة فقرة المقاومة التي عقدت معظم جلسات لجنة الصياغة لأجلها.

من المعلوم ان هذا البيان، وكل بيان وزاري، يتضمن أولاً السياسة العامة للحكومة نحو العديد من القضايا الملتبسة بين فرقاء الساحة السياسية فيأتي البيان جامعاً لرؤى الفرقاء ما أمكن وذلك بالحرص على انتقاء القواسم المشتركة قبل أن يتطرق الى عرض التصورات العريضة لبرنامج عمل وزارات هذه الحكومة في مخطط شامل ضمن أطرٍ عامة تجمل الموضوعات تحت عناوين سياسية، خارجية وداخلية واقتصادية وتربوية واجتماعية.

ومن الطبيعي ان يكون هذا البيان شاملاً كل قضايا الوطن والمواطن - ما أمكن - وقد بات من العرف ألا يتغاضى البيان الوزاري عن ايراد كل المشاريع المزمع تحقيقها على مختلف الصُّعُد، وان كان معظمها أو بعضها من مخلفات الحكومات السابقة، الأمر الذي يدعونا الى التساؤل عن امكانية تنفيذها أو حملها إذا ما كبّرت الحجر.

ومن خلال اطلاعنا على البيانات الوزارية يتبين أنها تتحاشى ايراد الشؤون الخاصة بالمناطق اللبنانية، مع العلم بأن لكل منطقة أو محافظة أو قضاء أو مدينة قضاياها ومطالبها التي تنفرد بها والتي لا يتطرق اليها البيان الوزاري العتيد.

ولقد عمدنا الى استصدار ملحق لهذا البيان استقينا مضامينه من لسان الحال قبل لسان المقال الذي تفصح عنه احوال المواطنين وتعليقاتهم على الكثير من المواقف والمحطات التي تجاوزها الوطن بأناة وصعوبة وبأقل قدر من الأضرار.

يبتدئ الملحق بمقدمة يرى المواطنون أنها في صلب الحقيقة التي ينبغي عدم التغاضي عنها أو الالتفاف حولها حيث تقول: ان الشعب اللبناني بأكمله إذ يغتبط لأنباء اللقاءات والمصالحات بين خصوم الأمس فإنه في الوقت نفسه يود ان يعلم الساسة الأفاضل بأنه نادم على كل دقيقة ضيّعها معهم وعلى كل كلمة صدقها وعلى كل هتاف أطلقه وعلى كل مشاجرة قام بها وعلى كل تعبئة نفسية بين الفرقاء تبين في ما بعد أن معظم الناس تورطوا بها بناءً على تعليمات تلقوها دون أي تفكير ثم تنكر لها هؤلاء المتصالحون، هكذا فجأة غير عابئين بما جنت ايديهم وألسنتهم بحق أبناء القرية الواحدة والحي الواحد والبناية الواحدة بل والأسرة الواحدة.

لم نعد بعد الآن مثل بيادق الشطرنج ولقد تأكد لنا ان مصالحهم فوق كل اعتبار، ومن العار علينا أن نصدق تبريراتهم في كل مرة يتراجعون فيها عن شعاراتهم التي حملناها في ساحتي الشهداء ورياض الصلح ودفعنا لأجلها الدم وراحة البال.

ويضيف الملحق الشعبي: من هنا نرى أن نعلن نفاق معظمهم وتشبثهم بأي ثمن بكراسيهم ومكانتهم حتى ولو اضطرّ بهم الأمر الى ان يعتبروا عدو الأمس اللدود أفضل حليف وصديق الآن.

ولعل المصيبة الكبرى هي في توريث زعامات الرياء والمصلحة الشخصية الى الأبناء والأصهرة على الدرب نفسه.

بعد هذه المقدمة المستفيضة نوجز لمن يهمه الأمر أبرز القضايا التي نعتقد ان البيان الوزاري غفل عنها أو ذكرها عابراً ولكن سنوردها لأهميتها ومنها الدعوة الى تحقيق «اللامركزية الادارية الموسعة» التي ينادي بها كل أهل الحكم، والعمل على «مبدأ الانماء المتوازن» وهما واردان حتماً في البيان الوزاري ولكننا نؤكد أهميتهما وجدواهما لكل أنحاء لبنان.

وندعو - يتابع الملحق - الى تحقيق دولة العدالة والمساواة في تعميم التيار الكهربائي وجباية الفواتير وصيانة الطرقات وملاحقة الفاسدين والمرتشين في الادارات العامة.

ونعلق أهمية كبرى على احقاق العدل في قضايا كل الموقوفين والإفراج عن غير المدانين او من انتهت مدة حكمهم، لأن من العار أن تبقى هذه المسألة معلقة دون أي حل حتى الآن.

ونتوقف بكل اسف أمام الدور المشين الذي تؤديه العديد من البرامج التلفزيونية الهابطة والمقذعة والوقحة والتي تعرض لموضوعات لا يصلح لأن يكون التلفزيون منبرها، فما هي جدوى التطرق الى قضايا تخدش حياء المشاهد تحت ستار العلم بالشيء!! ولا نستثني اية محطة من اسهامها في الاستهتار بالقيم الأسرية والدينية والاخلاقية.

ستنال الحكومة الثقة بكل تأكيد من نواب المجلس ولكن كان على اركانها الذين أخروا تشكيلها ان يتساءلوا إذا كانوا يحوزون على ثقة الناس بعدما تبين لهم أنهم كانوا ضحية خلافات واهية اطاحت أمن البلد واستقراره وازدهاره بضع سنوات.

ولنا أمل بأن هذه الجماهير لن تكون غفورة لمن عبث بها أو ساقها للاحتراب في الجامعات والشوارع والنقابات، فقد انتهت هذه المسرحية العابثة بعدما اتضح للمشاهدين سخافتها وهبوطها، فهل اخذ سياسيونا علماً بالمستجدات ام أنهم لا يزالون يراهنون على جماعة المصفقين المهنئين؟ سنرى.

المصدر