مقاوم عراقي: واثقون من هزيمة الأمريكان والقضية مسألة وقت

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
مقاوم عراقي: واثقون من هزيمة الأمريكان والقضية مسألة وقت
11-08-2005
استهداف الشرطة المتعاونه مع الاحتلال

المقاومة العراقية تتصاعد، والأزمة الأمريكية تتفاقم يومًا بعد يوم، عشرات الجنود الأمريكيين يتساقطون، فيما الجمهور الأمريكي والبريطاني والمتحالف معهما يضغطون باتجاه الانسحاب وإغلاق بوابة الموت هذه التي بات مصرع الجنود على عتباتها مشهدًا يوميًّا.

الأربعاء الماضي كان الأشد على هذه القوات؛ حيث خسرت 14 جنديًّا من قوات المارينز دفعةً واحدةً إضافةً إلى مترجمهم، في انفجار عبوة وُضعت على الطريق بالقرب من حديثة، وكان قد سبقها بيومين مقتل ستة آخرين من المارينز برصاص المقاومين، كما قتل اثنان آخران في هجومين منفصلَين في ذات المنطقة في ذات الأسبوع.

وليس بعيدًا عن حديثة كانت مدينة سامراء إلى الشمال من بغداد مسرحًا لهجوم آخر على قوات الاحتلال، أسفر- بحسب اعتراف الجيش الأمريكي- عن مقتل اثنين من جنوده وجرح ثلاثة آخرين إثر تعرض دوريتهم لهجوم بقنبلة، أما في الموصل فقد أعلن الجيش الأمريكي أول من أمس عن مقتل جندي وسبقه إعلان آخر عن مقتل جنديين آخرين.

وفي ظل هذا الوضع الذي تتصاعد فيه رائحة الدم ودخان عشرات العمليات التي تعلن عنها فصائل المقاومة يوميًّا كان لـ(السبيل) لقاءٌ خاصٌّ مع أحد قيادات المقاومة العراقية وتحديدًا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية في العراق، الذي عرف نفسه باسم مجاهد عبد الرحمن؛ حيث تحدث بإسهاب عن صعود المقاومة وثقته بانتصارها على الأمريكان، وأن القضية بالنسبة لهم في المقاومة ليست سوى مسألة وقت، مؤكدًا أنهم مع جدولة انسحاب الاحتلال إذا كانت تعني خروجًا مهزومًا للمحتلين دون أن يتركوا خلفهم أي أثر.

  • ما تقييمكم لما تم إنجازه على يد المقاومة العراقية حتى الآن؟ وما نظرتكم للمستقبل؟!
ما تم إنجازه على يد المقاومة يفوق كل تصور، وقد أذهل كل العالم؛ حيث إن الذي حصل أوقع بالأمريكيين هزيمةً وورطةً حقيقيةً أربكت الفعل السياسي لهم، فهم الآن عاجزون عن إدارة شئون البلاد وعاجزون عن ترسيخ أقدامهم ولو لفترة محدودة، بل تجاوز الأمر حتى أصبح العدو يبحث عن مخرج يحفظ به ماء وجهه أمام العالم لينسحب ولكنهم لا يجدونه، وما نؤكد عليه- ودون أي مبالغات أو استعراض- أن استمرار المقاومة والجهاد واشتدادها يومًا بعد يوم أربك الأمريكان وتركهم يتخبطون ولا يعرفون ماذا يفعلون، ونحن واثقون من هزيمة الأمريكان، والمسألة بالنسبة لنا مسألة وقت ليس إلا، وأستطيع أن أقول لكم أيضًا وبكل ثقة إن الجهاد في العراق قد خط طريق النصر الحاسم، وإن المستقبل- بإذن الله تعالى- واعد، وإننا نرى النصر قادمًا بعد أن يأذن الله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيْدًا* وَنَرَاهُ قَرِيْبًا﴾ (المعارج:6، 7)، وما ذلك على الله بعزيز.
  • من واقع ثقتكم بالنصر كيف تتعاملون مع مسألة جدولة الانسحاب؟ وهل ترون أن الأطراف التي تطرح أو تفاوض حول هذا الموضوع تراوغ؟
إذا كانت مسألة جدولة الانسحاب تعني خروج المحتل خروجًا حقيقيًّا لا يترك خلفه أي أثر له ويجدول خروجه صاغرًا مهزومًا لا على أساس التآمر والكسب الشخصي أو الفئوي فهذا ما نحرص عليه وما سنفرضه- بإذن الله- بجهادنا وصبرنا وصمودنا، ولن نرضى بأقل من مغادرة شاملة للاحتلال وكل آثاره ونفوذه، أما موضوع التربص والقفز على مكتسبات الآخرين ومحاولة المراوغة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة فهذا لا يعنينا ولا نلتفت إليه مهما عظمت تسميته.
  • يثار بين الحين والآخر الجدل حول مَن تستهدفهم عمليات المقاومة، هل يمكن أن تضعَنا في صورة من يدخل ضمن أهداف المقاومة؟! وكيف تنظرون إلى استهداف البعثات الدبلوماسية تحديدًا؟!
المقاومة الإسلامية تستهدف المحتل وأعوانه من المنافقين والظالمين وكل من يظهر للآخرين أنه في صف الكافرين والمشركين؛ لأن فصائل المقاومة لا يمكن لها التمييز وفق نيات الآخرين، وإن الذي يعاون المحتل ويعمل على تقويته ويقدم له الإسناد والدعم بكافة أشكاله إنما هو معه ويُستهدف كما يُستهدف المحتل، والمقاومة تستهدف كل عمل يصب في النتيجة في إنجاح المشروع الصهيوني- الأمريكي وتعالجه بالطريقة التي تراها مناسبةً وفقًا للمعايير الشرعية.
  • أُثير مؤخرًا موضوع إجراء الحوار مع فصائل المقاومة.. ما رأيكم في هذا الموضوع؟ وهل عرض عليكم إجراء حوار مع أي طرف؟
ليس كل ما يثار صحيحًا وواقعيًّا، فالفصائل الجهادية التي ذكر اسمها أنها فاوضت نفَت ذلك لاحقًا ببيانات رسمية صادرة عنها، أما رأيُنا في الحوار فنحن نقول إنه إذا كان حوارًا جادًّا حقيقيًّا يهدف إلى إنهاء الاحتلال ورحيله هو وأذنابه وترك العراقيين يحكمون بلدهم وبأنفسهم فهذا هو جزءٌ من أهداف حملنا للسلاح، ولكن الذي نحن متيقنون منه هو أن عدوَّنا ماكرٌ وغيرُ جادٍّ، وفي إثارته للتفاوض مآربٌ وأهداف خبيثة، منها تفكيك الفصائل والتعرف على قادتها.
نحن مع الحوار الجاد الذي يرتكز على برنامج مكفول من أطراف قادرة على كفالته مع تحديد قنوات الاتصال، وأن نذهب معًا نحن والفصائل الجهادية الفاعلة الأخرى في الساحة وكلمتنا سواءٌ وفعلنا السياسي واحدٌ، وقرارنا في الذهاب من عدمه ينبثق عن مجلس تنسيقي سياسي للمقاومة الإسلامية في العراق بكامل فصائلها الجهادية.
  • هل بالإمكان وصف خريطة الفصائل المقاومة على الساحة العراقية ومكوناتها؟
الفعل هو الذي يرسم ملامح هذه الخريطة، فإذا أردتم خريطةً أن يرسمها الإعلام فهي واضحة للجميع، أما الخريطة التي نحن نرسمها للفصائل الجهادية والمقاومة في العراق وفقًا لرؤيتنا في الميدان فهي معقدة كثيرًا، فنحن نعتبر أن الجهاد واجبٌ على كل قادر عليه، سواءٌ انتسب إلى فصيل معروف أم لم ينتسب، وعلى هذا الأساس إذا أردنا أن نشكِّل الخريطة وفقًا لذلك فهي متشعبة وواسعة وممتدة إلى كل المجاهدين وإن برزت في الأفق فصائل كبيرة أعلنت عن نفسها.
  • كيف نظرتم إلى هذه الخطوة؟ وهل سنسمع عن ناطق باسمكم قريبًا؟
نحن نعتقد أن هذه الخطوة هي في الاتجاه الصحيح لقطع الطريق على كل من يحاول أن يتحدث باسم المجاهدين، وهي من بديهيات العمل السياسي الصحيح للإعلان عن المواقف وتحليلها وإبداء الرأي فيها واعتمادها رسميًّا من قبل الآخرين، ونحن إذ نبارك لإخواننا الذين أعلنوا ناطقًا رسميًّا لهم نسأل الله أن يجري الحكمة على لسانه وأن يشرح صدره بالحق المبين، ونحن بدورنا سنعلن قريبًا عن مثل هذه الخطوة، ولا نخفي أملنا أن نسمع بناطق رسمي واحد للفصائل الجهادية كافة في العراق.
  • على هذه الخلفية ما الأسباب التي دعتكم إلى تغيير اسم تنظيمكم للاسم الجديد (حركة المقاومة الإسلامية)؟ وهل لهذا الاسم دلالات معينة؟
كما هو معلوم فإن جميع الحركات عندما تتشكَّل ترسم لها أهدافًا، منها المرحلية ومنها بعيدة المدى، وتضع لذلك الوسائل والأساليب المتاحة والخطط اللازمة للوصول إلى تلك الأهداف.
المقاومة الإسلامية الوطنية انبثقت مع جميع جميع الفصائل العراقية، وظهرت عمليًّا عند احتلال البلاد الذي جاء لبسط سيطرته تمهيدًا لتحقيق "مشروع الشرق الأوسط الكبير".. ذلك المشروع الصهيوني الذي استخدم الآلة الأمريكية كأداة رئيسة لإنجاز هذا المشروع، وهو الأمر الذي لا يَخفى على كل ذي لبٍّ، لا كما ادَّعَوا أنهم جاءوا لتحرير البلاد من الطغاة وأسلحة الدمار الشامل، وبعكس ما تصوروا من أن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود، بل الذي حصل هو ظهور مقاومة عراقية وجهاد كبير تصدى لهم بطريقة أذهلت كل المراقبين وأفسدت على المحتلين مشروعهم، فادعت قوات الاحتلال ومن والاهم من المنافقين أن هذه المقاومة لا تمت للشعب العراقي بصلة وأنها مستوردة من الخارج، مع بعض أعضاء النظام السابق، فكان القرار في حينها أن يكون اسم المقاومة الإسلامية مضافًا إليها كلمة (الوطنية) لقطع الطريق أمام المتقولين بذلك، وهذا سبب أساسي أوليٌّ لذلك.
رجال المقاومة العراقية
أما السبب الثاني فعلى الرغم من أننا فصيل جهادي إسلامي نعتقد أن الجهاد هو في سبيل الله تعالى، وأنه جهاد دفْع يتوجب على كل القادرين عليه، ونعتقد أن طرد المحتل هو العقبة الأساسية في سبيل تحقيق مقاصد الجهاد، إلا أننا بهذه التسمية (المقاومة الإسلامية الوطنية) تركنا الباب مفتوحًا لغير الإسلاميين من أصحاب المبادئ الوطنية الحريصين على طرد المحتل؛ حفاظًا على العرض والأرض والمصالح العامة للناس، وإيمانًا من أن مجرد دخولهم معنا سوف يجعلهم يتغيرون وتصبح أهدافهم وغاياتهم واضحةً، وهي نصرة هذا الدين، وطرد المشركين والكفار من أرض الرافدين، وهذا الذي تحقق فعلاً، وهذه حالة موجودة لدى جميع الفصائل الجهادية الفاعلة في الساحة.
وبالتالي فإن هذه الكلمة قد حققت أهدافها المرحلية في دحر مقولة إن الذين يقاومون الاحتلال هم فقط من غير العراقيين، مع اعتزاز جميع أهل الجهاد في العراق بأهل النصرة من إخواننا المجاهدين من خارج العراق، وكذلك بعد وضوح الراية الإسلامية الناصعة لمعظم الفصائل في الساحة؛ لتكون قد حققت الهدف الثاني لوضع هذه الكلمة مع الاسم لهذا الفصيل المجاهد.
أما أسباب التسمية الجديدة فهي أنَّ إضافة كلمة "الوطنية" قد حققت أهدافها، ثانيًا أننا لا نحمِل هذه الكلمة على أساس أنها معتقد فكري؛ لأننا نؤمن به على طول الطريق، وبلاد الإسلام كلها هي وطننا، وثالثًا حتى يتم رفع اللبس والشك لدى إخواننا في فصائل الجهاد من مغزى وجود هذه الكلمة فقد قرر مجلس الشورى- المنعقد بكامل أعضائه مع القيادة العامة للحركة- تغيير الاسم من المقاومة الإسلامية الوطنية إلى
حركة المقاومة الإسلامية ، مع بقاء تسمية الأجنحة الثلاثة الأساسية للحركة كما هي، وهي (كتائب ثورة العشرين وهي الجناح العسكري للحركة)، و(حراس وهو الجناح الأمني)، و(المكتب السياسي للحركة).
  • لوحظ بالفترة الأخيرة ضعف حضوركم على ساحة المقاومة، على الأقل كما يصور الإعلام.. إلامَ ترجعون ذلك؟
الوضع الحالي لا يعكس كامل الصورة التي تحصل على الأرض والأسباب معروفة لديكم، وحتى لو كان الإعلامي نظيفًا لا يمكن له أن يترجم ما يحصل على الأرض؛ لاستحالة وصوله إلى مواقع الحدث بسبب منع قوات الاحتلال وقوات الحكومة للإعلاميين إلى مواقع الحدث، وحتى لو تمكن الإعلامي من أن يسرب أي معلومات وأخبار إلى الفضائيات فهم غير قادرين على نشرها، ونحن بدورنا نقدِّر حرجهم ونعذرهم لعدم مقدرتهم على نشرها لشدة الضغوط عليهم، وبهذا فإن معايير التقييم للنشاط العسكري لأي فصيل من الفصائل لا يمكن أن تكون من خلال الإعلام بصورته الحالية.
أما ساحة القتال فهي تقول عكس ذلك، فحضور مقاتلي الحركة في مواقع الأحداث الساخنة والعمليات التي يقومون بها وقيادتهم لعمليات عسكرية نوعية تنفي مثل هذا التصور، والمراقب للأحداث عن قرب يؤيد ذلك ولا يخالفه.
  • كحركة مقاومة ما انطباعاتكم حاليًا حول الحراك السياسي في العراق، بدءًا من موضوع الانتخابات ووصولاً إلى مسألة صياغة الدستور؟
نظرتنا إلى ما يجري من الأحداث السياسية في العراق هو أن العملية السياسية قد تم إعدادها من قبل الاحتلال لتحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها بالقوة، فإذا هي رديف للحرب المعلنة لتركيعنا وفرض إرادة الاحتلال علينا، منذ أن تشكل مجلس الحكم سيئ الصيت، مرورًا بقانون إدارة الدولة الذي أنجب لنا قانون الانتخابات الأول، ثم كتابة الدستور، فهي أسماء يحبها من يسمعها ولكنَّ بصَمات الاحتلال وأعوانه ظاهرةٌ عليها، ونحن لا نأمل منها نفعًا للمسلمين، ولكن للآخرين خيار تقدير المصلحة في ذلك، على أن لا تمس الثوابت الشرعية التي لا نرضى اختراقها من قبل كائن مَن كان، وسوف ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة بحول الله تعالى وقوته.
  • يومًا بعد يوم تتصاعد عمليات ما يسمى بـ"استهداف أهل السنة".. ما معلوماتكم عن اتساع هذه الظاهرة، وكيف تتعاطون معها؟!
إن استهداف أهل الحق الذين يرفضون الاحتلال والظلم ولا يرضون إلا بشرع الله منهاجًا لهم ليس بالجديد، فلقد سقط عشرات الآلاف منذ الاحتلال وعلى يد الآلة العسكرية الأمريكية، ودمرت مدنًا بكاملها وتم تشريد أهلها، وكذلك تمت التصفيات الجسدية بعمليات استخباراتية منظمة لرموز وعلماء، ونشأ هذا الفريق من قبل التيار الصفوي، متمثلاً بأحزاب طائفية حاقدة على الإسلام والمسلمين، منذ أن وطئت أقدامهم بلدنا، وفي الأشهر القليلة الماضية أصبح الاستهداف رسميًّا وعلنيًّا بصورة إرهاب الدولة المنظم، وقد سخروا ما يسمى "قوات الشرطة والحرس الوطني" لتحقيق هذه الأهداف، وتمت تعبئتهم طائفيًّا، وغذوا بالحقد المجوسي، وساندوا ودعموا قوات الاحتلال بكل ما أوتوا من قوة.

  • بالتنسيق مع صحيفة (السبيل) الأردنية.

المصدر