مصر .. تساؤلات مشروعة !
بقلم / عزت النمر
لاشك أن الدول التي تسير في الاتجاه الصحيح تهتم عادة باعتماد مشروع قومي وتتبني مجموعة من الآليات لتنفيذه, وبالطبع يختلف المشروع القومي من دولة لأخرى تبعاً لظروف الدولة وموقعها ومشكلاتها الداخلية وتحدياتها الخارجية , لكن يظل المشروع القومي لأي دولة مرهون بالطموح السياسي للنظام الحاكم فيها ووطنيته وإرادته الجادة في حمل قضايا الوطن وتبني همومه , خاصة وأنه عادة ما يتم رسم المشاريع القومية في مخيلة القادة ومتخذي القرار أولا وهؤلاء يقومون بدورهم في استدعاء الأكفاء من الخبراء وحشد الطاقات والإمكانات للتنفيذ .
مثل هذه المشاريع القومية ساهمت في نقل كثير من الدول من مربعات التخلف ودوائر الدول النامية إلى الدول الوسطى والمتقدمة لأنها اختارت مشروعاً قوميا في هذا الاتجاه , وأخرى ارتقت اقتصادياً أو عسكرياً أو سياسياً تبعاً لاختيار قادتها للمشروع وقدرتهم على حشد الطاقات له وتنفيذه . لابأس أن نذّكر أنفسنا بالطفرة التي حققتها اليابان والمشروع الألماني وغيرها مما بني على أساس مشاريع قومية استطاعت أن تغير من واقع تلك الدول وترفع قدرها , وفي واقعنا المعاصر يمكننا النظر إلى التطور النوعي والمكانة التي ارتقت إليها الصين في الخريطة العالمية واستفادتها من الكثافة السكانية الرهيبة التي يعتبرها كثير من العجزة من القادة سبباً من أسباب التخلف وعذرا يقدمونه بين يدي كل فشل أو إخفاق.
نظرة في محيطنا القريب نجد مشاريع قومية ساهمت في تغيير الواقع الملموس سواء لمكان الدولة في الخريطة السياسية العالمية أو في رفع المستوى الاقتصادي أو استكمال البناء العسكري أو التقني. في هذا الاتجاه يمكن ضرب المثل بالنمو السياسي والإعلامي الذي تشغله دولة قطر التي تقل ـ تعداداً وحجماً ـ عن أحد أحياء القاهرة , فإذا بها تحدث وجودا سياسيا وإعلامياً وتشغل حيزا في الأحداث الأخيرة تجاوزت به دول سبقتها تاريخياً لا لشيء إلا لتبَّني قادتها مشروعاً قومياً جاداً في الوقت الذي عاش فيه آخرون على اجترار الذكريات والاستماع إلى النفس والمراوحة في المكان.
وعلى ذات النسق لايملك المرء الا أن يرفع القبعة لإيران الدولة وقيادتها التي أعلنت منذ أيام عن تصنيع واطلاق قمر صناعي صنع بالكامل محليا وانتهت من تصنيع صواريخ بالستية يطول مداها أي جزء في العالم فضلا عن المراحل النهائية التي وصل اليها حلمها النووي الذي قارب على الانتهاء رغم المقاطعة - وان شئت الدقة قل المؤامرة - الدولية على دولة خرجت قريبا من حرب ضروس أكلت الاخضر واليابس , كل ذلك نعزوه لامتلاك قادة ايران إرادة وطنية وضعت مشروعاً قومياً وجدَّت في تنفيذه بحشد الطاقات حتى بلغت ما أرادت بل وتصبو نحو المزيد .
صورة أخرى من صور النجاح المتعددة تلك الطفرة النوعية التي يعيشها الاقتصاد السوداني التي دل عليها التغير الرهيب في سعر صرف الجنيه السوداني بالنسبة للعملات الأخرى وبخاصة مقارنة بالجنيه المصري ما يدل على النجاح الباهر لمنظومة القيادة السودانية ويشهد لها دون غيرها بالشفافية وقوة الارادة وحسن الادارة وتحقيق الانجاز رغم حالة العزلة والخصام الذي فرضتها عليه أمريكا مستخدمة صمت الغرب أومشاركته وتبعية المنظمات الدولية وهوان العرب.
من غير شك لسنا بصدد حصر المشاريع القومية هنا أو هناك أو تقييم سياسات الدول اتفاقاً أو اختلافاً معها , لكن من حقنا أن نتساءل ما هو المشروع القومي الذي اعتمده النظام المصري خلال العقود الثلاثة الماضية ؟ والى أي مدى وصلنا فيه ؟ وما هي آثاره على الوطن والمواطن ؟ ومن هم القائمون عليه ؟
تلك تساؤلات من مواطن يحب وطنه ويعيش هموم شعبه.. بلا فلسفة أو تأويل !!
المصدر : نافذة مصر
أظهرت إحصائية صهيونية أن الأضرار الاقتصادية التي ألحقتها انتفاضة الأقصى الفلسطينية بالمصالح والمحال التجارية الصهيونية تقدر بنحو 3.3 مليار دولار أمريكي منذ اندلاعها في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 2000 م .
وتشير تلك المعطيات التي نشرت أمس- الثلاثاء 5/8/2003 م- إلى أن الانتعاش في التجارة والسياحة قد يؤدي إلى تخفيف حدة هذه الأضرار، وقد يحول دون انهيار عدد من المصالح التي أصبحت على وشك الإفلاس في الوقت الذي شهدت فيه السنة الأخيرة إغلاق 50 ألف مصلحة جميعها تضررت جراء الانتفاضة.
وقدر رئيس اتحاد الغرف التجارية الصهيونية "أوريئيل لين" ومدير عام اتحاد أرباب الصناعات "يوسى شوستيك" أن عدم تنفيذ عمليات هجومية فلسطينية كبيرة في الأسابيع الأخيرة أسعدت مئات الآلاف من الصهاينة، وزادت من حجم مشترياتهم وزياراتهم إلى المطاعم ودور السينما والمسارح.
على الجانب الآخر قال الأمين العام لمنظمة العمل العربي الدكتور "إبراهيم قويدر": إن نسبة البطالة في فلسطين ، بلغت رقمًا قياسيًا عالميًا، حيث وصلت إلى 75% في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب الاعتداءات وسياسة الحصار "الإسرائيلية".
وأكد أن حوالي مليوني فلسطيني يعيشون تحت خط الفقر، وأن البحث يدور حول كيفية تقديم العون لهؤلاء العمال.
المصدر: إخوان أون لاين