مصر وحماس.. صدام قادم أم حوار ضل الطريق؟!
مصر وحماس.. صدام قادم أم حوار ضل الطريق؟! .... بقلم / محمد السروجي
حالةٌ من التردد والارتباك تُهيمن على إدارة مصر للملف الفلسطيني، الشراكة والواسطة، الخصومة والعداء، الانحياز والموضوعية، التحريض والدفاع، الدبلوماسية والفكر الأمني، خليطٌ من المفاهيم والممارسات، لا تملك أمامها إلا الإشفاق والأسى على القديرة والكبيرة مصر التي كانت!.
إجماع شعبي وتعاطف نخبي وتضارب حكومي ورسمي، أين مصر؟ وماذا تريد هي؟ بعيدًا عن الضغوط والحسابات الخاطئة والخاسرة، في أي مربعٍ نقف؟ مربع القيادة السياسية متمثلة في شخص الرئيس مبارك الذي أكد تعاطفه مع الحقوق الفلسطينية حين قال: لن نترك الفلسطينيين يموتون من الجوع، وأن الاحتلال يتحمل مسئولية ما حدث، وحين قبل بفتح معبر رفح المصري وعبور مئات الآلاف من سكان غزة إلى بعض المدن المصرية ولم يخضع للابتزاز الصهيوني في أزمةِ حجاج العام الماضي؟ وحين احتضن التهدئة وحوار القاهرة الذي لم يتوفر له مقومات النجاح؟ أم نقف في مربع النخب الفكرية ورموز النظام النافذة سياسيًّا وإعلاميًّا لنجد أنفسنا أمام سيلٍ عارم من العداء والتحريض بل وإعلان الحرب ضد حماس وتيار المقاومة أيًّا كان موقعه؟.
حين يعلن الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب المصري أن مصر لن تسمح بقيام إمارة إسلامية على حدودها الشرقية! ثم الوزير أبو الغيط الذي ما عدنا نعلم باسم مَن يتحدث فيصرح قائلاً: "إن المصالحة التي قامت بها مصر بين الفلسطينيين لم تحقق هدفها بسبب عدم تحمس حركة حماس للمصالحة"! وتورط فضيلة شيخ الأزهر؛ نظرًا لغياب المعلومات والخلفية السياسية فينتقد ضمنًا حماس قائلاً: "لا يجوز منع المسلم الذي يريد أن يؤدي فريضة الحج وهو مستطيع باي حالٍ من الأحوال ومَن يقوم بمنعه يكون ارتكب جريمةً منكرةً بمنع مسلم من أداء فريضة الحج، وهي من أركان الإسلام" وتبادر جريدة الأهرام بعرض السيناريو الأكذوبة الذي توهمته زمرة عباس والكيان الصهيوني ويتطوع الدكتور عبد المنعم سعيد بنفس الجريدة، محملاً حماس كشف الحساب كاملاً من الحسم العسكري إلى إفشال الحوار.
هذا، فضلاً عن وصلات الردح السياسي التي يقوم بها بين الحين والآخر فريق الكومبارس الإعلامي عينة عبد الله كمال وكرم جبر وطارق حسن وحمدي رزق وآخرون! وعلى الطرف الآخر في حماس نجد أن الحكمة والمسئولية والرشد ما زالت سيدة الموقف؛ حيث الحرص على عدم التورط ضد القيادة المصرية، بل تأكيد عمق ومتانة العلاقات والتقدير للوزير الأمين والوطني عمر سليمان وفريق عمله الدءوب، وسرعة توضيح الرؤى وتصحيح المعلومات حول الأوراق المخلوطة بعمد.
أمرٌ محيرٌ.. هل ما يحدث في مصر يدخل في باب توزيع الأدوار؟ أم تصفية الحسابات؟ أم عدم وحدة المنظومة؟ أم غياب الإستراتيجيات؟ أم ماذا؟ وهل من المتوقع أن ينتهي مسلسل التحريض بصدامٍ بين مصر وحماس؟ أم أن التصريحات المعلنة لا تُمثِّل إلا وجهة نظر أصحابها مهما كانت مناصبهم الوظيفية ومراكزهم السياسية وأنها فاقدت القيمة والمفعول لاعتبارات معلومة مصريًّا، منها أن القرار المصري بيد وعقل الرئيس مبارك وحده!!، وأن الملف الفلسطيني ما زال في يد الوطني الأمين الوزير عمر سليمان الرجل الذي يتميز بندرةِ الكلام ووفرة العمل، وأن حوار هؤلاء فهو في الطريق الخطأ، بل إنه ضلَّ الطريق!.
المصدر : نافذة مصر