مرسي: النظام المصري لا يريد أحزابًا قوية

كتب:أحمد محمود
أكد الدكتور محمد مرسي- عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين- أن النظام المصري هو السبب في تراجع دور الأحزاب السياسية، موضحًا أنه بالرغم من الحمل الملقى على الأحزاب إلا أنها نتيجة سيطرة الدولة عليها لا تستطيع التحرك والدولة تقيِّدها في حركتها من خلال القانون، فليس في إمكان أي حزب تنظيم ندوة أو مؤتمر أو مسيرة أو مظاهرة إلا بعد الرجوع للأجهزة الأمنية التي غالبًا لا توافق.
وحمَّل مرسي في مشاركته ببرنامج الانتخابات البرلمانية المصري والذي أذاعته قناة (العالم) على الهواء في العاشرة من مساء الأحد 18/12/2005 وشارك فيه ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري، والدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، حمَّل الدولةَ ولجنةَ الأحزاب التي وصفها بالحكومية مسئوليةَ ضعف الأحزاب، مؤكدًا أن هذه اللجنة هي التي قتلت المنافسة بين الأحزاب عندما حددت من يُصرح ومن لا يُصرح له.
وفيما يتعلق باستفادة الإخوان بالوضع الحالي وهو ما منحها الحرية بعيدًا عن قيود الأحزاب تعجَّب مرسي من هذا الطرح، مؤكدًا أن الجماعة ممنوعة من الحركة، وهناك قيود كثيرة عليها وعلى أفرادها، ويكفي أنه في العشر سنوات الماضية تعرَّضت الجماعة لمحاكمات عسكرية واعتقالات طالت الآلاف من أنصارها.
وأكد مرسي أن المشكلة تكمن في أن النظام والمؤسسة الحاكمة بصفة عامة تمنح الديمقراطيةَ كما تريد هي وليس كما يريد الشعب، وهنا مكمن الخطورة كما أشار مرسي، وفيما يتعلق بالانتخابات الماضية أكد مرسي أن إرادة الأمة هي التي منحت الإخوان هذا الوضع، مؤكدًا أن الدولة استخدمت كل سلطاتها لإسقاط مرشحي الإخوان فنجحت في بعضها وفشلت في البعض الآخر، وضرب المثل بما حدث في دائرة الزقازيق ودمنهور والدقي ودمياط وغيرها من الدوائر التي تدخلت الشرطة فيها بشكلٍ سافر؛ مما أدى إلى مقتل البعض، وأشار مرسي إلى أن الدولة استخدمت بعض القضاة في اللجان العامة لتزوير بعض النتائج كما حدث في الدوائر السابقة.
من جانبه أكد ضياء الدين داود أن النظام الحاكم لا يُقر ولا يعيش حياةً حزبية وأن الأزمة الحقيقة هو أنه يصر على هذا ويُقر صورة الحكمَ الفردي، ولكن الانتخابات الأخيرة تؤكد فرصة التحرك السياسي رغم عدم وجود أي نوايا للنظام الحاكم من أجل الديمقراطية.
بينما أكد الدكتور وحيد عبد المجيد أن الحزب الحاكم في مصر هو الحزب المهيمن والمسيطر على جميع الأحزاب مما يجعله مستمرًا في الحكم لفترة طويلة، مؤكدًا أن نشأة هذه الأحزاب من الداخل جعلتها غير قادرة علي مواجهة هذه القوة التي وصلت في النهاية إلى التراجع، وفي نفس الوقت هناك أحزاب لم تستغل الفرصة التي قُدمت لهم من قبل الحكومة مثل حزب الوفد والتجمع، وبالرغم من أن حزب التجمع حزبٌ يساري مثل أحزاب العالم اليسارية إلا أنه لم يستغل هذه الفرصة رغم أنه أساسًا مبني على العمل الجماعي ولكنه لم ينجح.. بينما كان واضحًا في عمل الإخوان أنهم نجحوا في العمل الجماعي القاعدي.
المصدر
- خبر: مرسي: النظام المصري لا يريد أحزابًا قوية موقع اخوان اون لاين