مذبحة (هولوكست) بكل المعايير الدولية.

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
مذبحة (هولوكست) بكل المعايير الدولية.
العدوان على غزة.jpg


بقلم : سامر عبده عقروق

بداية أود أن اطلب من كل الفلسطينيين أفرادا وإعلاما أن يستخدموا مصطلح مذبحة أو مذابح لما يجري في غزة )

أشعر كل يوم بالصدمة عندما اسمع التصريحات الصادرة عن عدد من زعماء الدول الأوروبية وغيرهم وبالتحديد عندما يساوون بين القاتل والمقتول ، بين المجرم والضحية ، ولكن ما يعزز شعوري بالصدمة هي التصريحات التي يتفوه بها بعض القادة العرب ، والذين عينوا أنفسهم ، أو صدرت لهم الأوامر بأن يردوا ما يملى عليهم ، وألا فان العقاب على الأبواب ، يصدمني موقف القيادات العربية والتي اكتفت حتى تاريخه بتصريحات صحفية أمام شاشات الفضائيات ، والأمر المخزي هو استمرار هذا الوضع منذ 11 يوم حتى تاريخه ،

ولا نريد أن نقول لهم ما المطلوب منهم ، ذلك أن معظمهم لا يستطيع الخروج عن أوامر أسيادة في البيت ألأبيض أو المحافل العالمية ألأخرى، ولعل الموقف الأكثر خزيا هو ما تفوه به ساركوزي في محضر مسئولي السلطة الفلسطينية عند زيارته رام الله حول كون إسرائيل هي دولة الديمقراطية والتحضر ، كنت أتمنى في هذه اللحظة أن تنهال مجموعة من الأحذية باتجاه المتحدث ، والأمر الذي يرفع المعنويات هو الموقف الجرئ الذي أقدم علية رجب طيب اردغان بتصريحاته التي لم ترضي الكثيرين وعلى رأسهم دولة الاحتلال ، والموقف الأكثر جرأة وعزة هو الموقف الذي اتخذه هوغو شافيز بطرد سفير دولة الاحتلال والاغتصاب ، الدولة التي تنفذ حاليا مذبحة إنسانية (دولة الصهيونية)، كنت أتمنى أن يصدر مثل هذا الموقف ، موقف شافيز ، من احد قادة الدول العربية ، وبالتحديد الدول التي تدافع بكل ما اؤتيت من قوة عن دولة الاحتلال ، حتى أن منهم من حمل مسؤولية ما يجري ، وبكل وقاحة وصلف للضحية.

أما التصريح الأكثر خزيا وعارا هو التصريح الذي تتقدم به وزيرة خارجية دولة الاحتلال ، دولة الهولوكست ضد الشعب الفلسطيني ، فهي وفي تصريح للجزيرة تتشدق ، وبكل صلف ووقاحة، بان دولة الاحتلال تراعى المعايير الإنسانية فيما تقوم به من مذابح ضد العزل من النساء والأطفال والشيوخ ،وهناك الكثيرين ممن يصفقوا لها أو يتبنوا ما تقول، ولعل وصول الشهداء من الأطفال إلى ما يزيد عن 270 طفل هو مؤشر هام على مدى احترام الاحتلال للمعايير الدولية والإنسانية ، والسؤال إلي المتأنقة مصاصة الدماء.

يا هل ترى ما هي المعايير التي تراعيها طائرات أل أف 16 والدبابات ، هل قصف المساكن الأمنة ، والمساجد والمدارس التي تم اللجوء إليها بحثا عن الحماية هي المعايير ؟

هل تحويل الأطفال إلى أشلاء والبيوت إلى ركام هل المعايير الإنسانية؟

ما أود أن اصرخ به في وجه وزيرة خارجية الاحتلال أن ما تقومون به كدولة احتلال هو مذبحة ، بل مجموعة من المذابح ضد الشعب الفلسطيني ، ولعل وزيرة الخارجية لم تقرا ما جاء في معاهدة جنيف الرابعة الصادرة بتاريخ 21 نيسان 1949 وبدء التنفيذ والعمل بها في 21 تشرين الأول 1950 ، وهي موجودة على كثير من المواقع الاليكترونية وبمختلف اللغات ، هذا إذا أرادت وزيرة الخارجية الإطلاع على هذه الوثيقة وقراءتها باللغة التي تعرفها ، على إنني لا اعتقد أنها غير موجودة باللغة التي تعرفها وزيرة خارجية الاحتلال ، وهي لغة القتل والأجرام وإصدار الأوامر بالقتل وممارسة المذابح بحق الأطفال.

أود أن أقول لوزيرة الخارجية ، وغيرها ممن يدعم بشكل أعمى ، أن ما تقوم به دولة الاحتلال هو بكل المعايير (إرهاب دولة) وهو ممارسة للمذابح بحق المدنيين ، للتسهيل عليها أو أن أشير إلى البنود التي تثبت أن ما يتم القيام به هو هولوكست بحق الإنسان الفلسطيني ومنها:

- المادة 3 في الاتفاقية المذكورة والبنود المتفرعة عنها.

- المادة 4 من هذه الاتفاقية.

- المادة 13و14 من الباب الثاني للاتفاقية والخاص بحماية السكان من بعض عواقب الحرب).

- المادة 18و19و20 المتعلقة بحماية المستشفيات المدنية.

وهناك الكثير من البنود في الاتفاقيات المختلفة ( ونحن على استعداد لتزويد من يريد أن يعرف المزيد حول هذه الاتفاقيات بنسخ منها).

لعل المطلوب في هذه المرحلة وقبل أن يوقف الاحتلال هذه الجريمة أن تقوم السلطة الوطنية الفلسطينية بحشد مجموعة من الخبراء في القانون الدولي ، والقانون الدولي الإنساني ، وكذلك طلب العون من الشخصيات الدولية من ذوي الخبرة في هذا المجال ومن المناصرين والمؤيدين للحق الفلسطيني ، وذلك من اجل إعداد ملف قضية لرفعها إلى محكمة الجنايات الدولية لتقديم المسئولين عن هذه المذبحة إلى هذه المحكمة باعتبارهم مجرمي حرب والأدلة دامغة وواضحة ، ونحن كفلسطينيين مطالبون بفضح ممارسات الاحتلال وهي فرصة يجب أن يتم العمل معها بمسؤولية كاملة ، والقتلة معروفين (أولمرت وباراك وليفني وهيئة أركان الاحتلال وكبار ضباط الاحتلال ، بالإضافة إلى موفاز والطيارين الذين نفذوا القصف العشوائي.

أن أي تقاعس في هذا المجال مهما كانت الضغوط ستكون خزي تاريخي ، واعتقد أن المثل القائل ( لا يضيع حق وراءه مطالب) يجب أن يكون شعار هذه المهمة.

كما أن العرب ، كدول ومؤسسات رسمية وعلى رأسها الجامعة العربية يجب أن تدعم الجهد الفلسطيني من اجل تقديم هذه الدعوة ، وفي حالي حصول أي تقصير من المؤسسة الرسمية (لا سمح الله) فان مؤسسات العمل المدني الفلسطينية والعربية والدولية الداعمة للنضال الفلسطيني مجتمعة ، يجب أن ترص الصفوف معا للقيام بهذه المهمة وهي رفع قضية على منفذي المذبحة (الهولوكست) بحق أطفال فلسطينيين حتى ينالوا العقاب المناسب ويكون مكانهم مزبلة التاريخ.

المصدر