مخيون: الشرطة والفن في خدمة النظام فقط
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
حوار- خالد جمال حشمت
تعرَّض الفنان المصري عبد العزيز مخيون مؤخرًا لحادثة اغتيال أثيرت حولها التكهُّنات والتساؤلات: هل هي جريمةُ قتلٍ عادية؟ أم أنًّ لها خلفياتٍ أخرى؛ بسبب نشاطه السياسي وانتمائه لحركة (كفاية) المعارِضة للنظام الحاكم في مصر..؟!
لكشف هذه الملابسات وغيرها كان لنا معه هذا الحوار الصريح للتعرف أكثر على مشواره الفني والوطني وآرائه السياسية، وعن مُلابسات هذا الحادث.
- أولاً نود أن نتعرف على عبد العزيز مخيون.
- ولدتُ في عزبة مخيون مركز أبو حمص، وتعلمت في مدارسها حتى الإعدادية، وحصلتُ على الثانوية من مدرسة دمنهور الثانوية العسكرية، وكان لي نشاطٌ فنيٌّ خلال المراحل الدراسية الأولى في هذه القرية، وهو وقتٌ لم تكن فيه كهرباء، ثم انتقلتُ بعد ذلك إلى القاهرة ، والتحقتُ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت فيه عام :1967 م، ثم أُخذت للقوات المسلحة عام 1969م.
- وبعد انتهاء فترة التجنيد كانت لي تجربةٌ في قريتي في إحياء المسرح مع الفلاحين من أجل البحث عن صيغة مسرحية عربية؛ فقد كان لديَّ قلقٌ من أي شيءٍ يأتي من الغرب، والمسرح فنٌّ قادمٌ إلينا من الغرب، فكنتُ أحاول أن أجرِّبَ المسرحَ في هذه القرية مع الفلاحين في مكانٍ مفتوح ووسط الجماهير- أي قلب المجتمع- ليحدث تفاعل قد يؤدي لصيغة مسرحية عربية مستندة للتراث تنبع من مجتمعنا، وتجربتي هذه استغرقت مني سنوات، ولديَّ كتاب بعنوان (يوميات مُخرِج مسرحي في قرية مصرية)، ومن المفترَض أن يُنشَر في مجلة بسوريا، ويُنشر في كتاب أيضًا.
- وبعد ذلك سافرتُ إلى فرنسا لدراسة ما يسمَّى بـ"طرق ومناهج العمل في المسرح الحديث"، ومع أن دراستي في فرنسا كانت دراسةً ثقافيةً مسرحيةً، إلا أنني كنت أحاول أيضًا الاستفادة من المجتمع الفرنسي وعلومه في تلك الفترة.
- وأثناء وجودي في فرنسا كانت بداية الثورة الإسلامية الإيرانية فبدأت أنظر لأول مرة- وتلك كانت نقطةً مهمةً غيَّرت من تفكيري- إلى الثورة الجماهيرية والشعبية تحت شعار الإسلام، وكانت معلوماتي التي تعلمتُها في المدارس والجامعات أن الثورة الشعبية الأولى كانت في فرنسا، والثورة الشعبية الثانية كانت في الاتحاد السوفيتي السابق (الثورة البلشفية)، فقيام الثورة الشعبية الإسلامية في إيران جعلني أفكِّر وأتأمَّل وأتساءَل في الإمكانات التي يُتيحها لنا الإسلام، فوجودي في فرنسا جعلني أتطلَّع وأتعرَّف على أحوال مجتمعنا وكيف يتغيَّر، وإلى أين يتغير.
- وبدأت أهتمُّ بقضية "الأصالة والمعاصرة" فيما تبقى من الفن، وكانت تجربتي في القرية هنا تحت نفس الشعار، فنحن لدينا خبراتٌ مهجورةٌ حتى في العلاج والطبِّ، فنحن لدينا إمكانياتٌ طبيةٌ عاليةٌ ولكنها مهجورةٌ.
- متى بدأ اهتمامك بالفن؟
- بدأ اهتمامي بالفنِّ في المدرسة الابتدائية بفضل مدرس "إسكندارني" كان يمتلك خبرةً مسرحيةً؛ فجعلنا نُمثل ونحن أطفال صغار، وكان عمري حينذاك عشرَ سنواتٍ، وبعدَها بدأتُ أمثِّل كنوعٍ من اللعبِ واللهوِ، وعندما انتقلتُ للمرحلة الإعدادية بدأتُ أمارس التمثيل، ولكن بدأ اهتمامي بالتمثيل في المرحلة الثانوية عن وعيٍ، وبدأت أفكِّر في دراسة الفن، وبعد حصولي على الثانوية العامة اتجهت إلى القاهرة لدراسة الفن.
- لماذا تتفاوت النظرة للفنان في عين الشعب ما بين انبهار وتقليد وازدراء وإنكار..؟
- هذا يعود إلى توجُّه الفنانين والفن؛ لأن الفن في العصر الحديث أصبح سمةً واضحةً في النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي في أي مجتمع؛ نتيجةً لانتشار وسائل الإعلام، فالجمهور ينتظر من الفن ما يلبي احتياجاته ويعبر عنها؛ لأن الفنان شاء أم أبى بيدِه الميكروفون، ولديه الشاشة تتوجه للناس، فالناس يرجون من الفنان أن يكون معهم، وأن يتبنَّى قضاياهم، ويكونَ على علم بمشاكل الناس ويُعبر عنها ولا يتخلى عنها؛ خصوصًا في المجتمعات التي بها قلقٌ وفيها حراكٌ سياسيٌ، مثل: المجتمعات العربية، وأيضًا في المجتمعات التي يتربص بها الأعداء.
- إذن فدور الفنان في مجتمعنا يختلف كليًّا عن دور الفنان في بلاد الغرب؛ لأن المجتمعات الغربية مُستقرة وتجاوزت الكثيرَ من مشاكلها، إلا أنَّ الأمور في بلادنا العربية غير مُستقرة ومُهدَّدة، فنظرة الناس للفنان عندما تحمل ازدراءً فهم معذورون، مثل المجموعة الواعية من الشعب التي تزدري الفن السلبي، والفن المُتعاون مع الحكومات، والفن الذي يُساهم في تغييب وعي الناس، وهذا يُشكِّل نوعًا من الخيانة للجماهير؛ لأن الفنان نابع من الشعب وهو ابن الجماهير، فعندما يتخلى عن الشعب ويتشبث بأحضان السلطة فهو في هذه الحالة قد خان الشعب والجمهور؛ لهذا السبب فإنَّ الناس تزدري الفن، بالإضافة إلى شيوع السلوكيات المستفزة التي تعرضها الصحافة ووسائل الإعلام، وقد يكون بعضها حقيقيًّا وقد يكون البعض الآخر فيه مبالغةٌ.
- ما رأيك في الفن وممارساته في العشرين عامًا الأخيرة؟
- الفن في العشرين عامًا الأخيرة- في ظل وجود الوزير صفوت الشريف وزير الإعلام- تم إلحاقُه بالمنظومة الإعلامية لكي يكونَ في خدمةِ النظام الحاكم، ولكنه دون أن يدري ألقى بعبءِ المسئولية على الفنانين؛ لأنه أحرجهم أمام جماهيرهم، وأصبح الفن جزءًا من الجهاز، بمعنى أن الفنان أصبح جزءًا من الأجهزة ليؤدي دورَه في خدمتها، فالفن قبل صفوت الشريف لم يكن من ضمن المنظومة الإعلامية بهذا الشكل الصريح والواضح، فالفن أصبح جهازًا مملوكًا للدولة لخدمة النظام الحاكم، وساهم في تغييب وعي الجماهير، وساهم في تقديس الحاكم نفسه كفرد، وتأييده، ونفاقه، وعدم تنبيهه، أو عدم محاولة ترشيد سياسته، أو محاولة نقده.
- كيف يمكن للفن التنموي والحضاري أن يكون وسيلةً لتربية المجتمع؟ أم لأنه أجنبي النشأة لا يصلح في المجتمعات الإسلامية؟!
- بالعكس.. أنا أختلف معك، الفن في إيران يلعب وظيفةً مهمةً جدًا، والفن في صدر الإسلام كان موجودًا، والرسول- صلى الله عليه وسلم- اعترف به، وهناك أحاديث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- تتضمن ما يعني أنه من حقوق الإنسان أن يروِّح عن نفسه، ويسعد ويمرح، ولكن لا يحضرني النص في الوقت الراهن، فالفن مطلوب في جميع المجتمعات، وبالعكس فإهمال الفن وازدراؤه على طول الخط خطأٌ فنحن الخاسرون؛ لأن الفن شئنا أم أبَينا موجودٌ على مر العصور، وهو جزءٌ منا ويحمل رسالةً، وعلينا نحن أن نُحدد هذه الرسالة لمن توجَّه؟ وما مضمون الرسالة؟ فالفنُّ وسيلةٌ في أيدي الناس يمكن لأي شخص أن يُسخرَها ويحمِّلَها رسالةً معاديةً لنا، ويمكن أن نُسخره نحن ونحمِّلَه رسالةً تخدم المجتمع وتخدمنا نحن وتخدم أفكارنا.
- نشاطك السياسي والمجتمعي هل هو وليد جديد أم تمارسه منذ زمن بعيد؟
- لقد خلقني الله أكره الظلم وأعادي الظالمين، وفي طفولتي وشبابي عندما كنت أسير في الشوارع كنت أشتبك في معارك لنُصرة الناس المظلومة، لكن بدأ نشاطي السياسي منظَّمًا ابتداءً من السبعينيات، وكنت متخرِّجًا حديثًا، وكنت منتسبًا لكلية الآداب فاشتركت مع الطلاب في الاحتجاج على أحكام الطيران بعد النكسة، وكنت على صلة بالمجموعات التي تكونت داخل كلية الآداب، وكنت أحضر ندوات ومؤتمرات، ومنهم الآن أناس في حركة (كفاية).
- كيف تصف مجتمع الفنانين من الداخل؟
- لو وصفت المجتمع من الداخل فلن أنجح في وصفه؛ لأنني لم أتعمَّق فيه بل أحيانًا أكون سعيدًا جدًا عندما أعرف معلومةً عن هذا الوسط؛ فليس من المفترض أن أكون داخل الفن ولم أعرف أي معلومة عنه.
- ما نصيحتك لبعض الشباب الذين تبهرهم صورة الفنان ويرغبون في العمل في هذا المجال؟
- إذا دخل فعليه أن يحتمل، وأن يكون لديه صبر، وأن يكون صلبًا؛ فإذا دخل الفن يكون هدفُه حمل رسالة، فعليه أن يحضِّر نفسه بالدراسة الجادة، وبالمزيد من الاطلاع، وعليه أيضًا أن يسلِّح نفسَه بمبادئ أخلاقية قوية جدًا، وبسياسة تجعله يشُقُّ طريقَه وسط هؤلاء، وهذا يتطلب صبرًا ضخمًا جدًا.
- وهل لا بدَّ أن يتنازل عن أشياء ليُحقق أهدافَه؟
- إذا كان لديه أهداف يجب ألا يتنازل، لكنَّ هناك أشياء يمكن التغاضي عنها، يتنازل مؤقتًا ليضع قدمه على أول الطريق، ولكن لا يتنازل عن الأشياء الأساسية وعن المبادئ، ويشيع هذه المبادئ داخل هذا الوسط.
- في الأحداث السياسية ما رأيك في الأحداث الحالية على الساحة العربية وبالأخص الساحة المصرية؟
- هذه الأحداث وهذا الحراك السياسي الذي تشهده البلاد جاء متأخرًا كثيرًا؛ لأن هذا النظام- بجميع وزاراته- ارتكب أخطاء في حق الشعب المصري وحق الشعوب العربية والإسلامية، وأشاع الفساد في مصر، وتعدَّى على الحريات العامة، فهذا النظام الذي يحكم ليس من 24 عامًا ولكنه يحكم من 30 عامًا، وإذا ضممنا سنوات المحاكم العسكرية سنقول إنَّ هذا الحُكم مستمرٌ من 50 عامًا أو أكثر، هذا النظام ورِث مؤسساتٍ عسكريةً حكم بها الشعب المصري، وتسبَّب في وجود ثمانية ملايين عاطل، فأصبحت مصر في مؤخرة دول العالم، وذلك في إحصائية الأمم المتحدة الخاصة بمعدلات التنمية البشرية.
- وإذا تحدثنا في ملفٍ عن هذا النظام فهذه الصفحات لا تتسع، فلا مجالَ لفتح كل ملفات النظام في الفساد، وتدهور الحالة الاجتماعية في مصر، والحالة الاقتصادية، وتدهور التعليم، وتردي حالة الصحة العامة، وانتشار التلوث والأوبئة، ودخول المبيدات المسرطَنة، وانتشار البطالة، والتفريط في أمن مصر القومي.
- وأستنكر دورَ مصر في توقيع اتفاق السلام بين حكومة الخرطوم ومتمردي جنوب السودان.. إنَّ محمد علي وأبناؤه كانوا على وعيٍ بأهمية السودان، فكانت مصر ترسل جيوشًا لتأمين منابع النيل في السودان، بالإضافة إلى أن شعب السودان أشقاءٌ لنا، وهذا النظام تخلَّى عن معركته مع الجنوب متمثلةً في (جارانج) ومجموعته، وكان يستضيف (جارانج) على أرض مصر ، وأنا أعتبر هذا تفريطًا في أمن مصر القومي، ولا يوجد أحد من الأحزاب السياسية أو الجماعات السياسية يذكر هذا الكلام، ولكني ذكرته أكثر من مرة في نقابة الصحفيين، فهذا النظام فرَّط في أمن مصر القومي فيما يتعلق بالجنوب، ناهيك عن اتفاقية السلام مع الكيان :الصهيوني وأمن مصر القومي على الحدود الشرقية.
- ويضيف مخيون: إن هذا النظام الذي اعتَقل أكثر من 20 ألف شخص، وتسبَّب في إصابتهم بالأمراض والأوبئة.. وهم خيرة شباب هذا البلد؛ ففيهم الصيادلة والمحامون والأطباء والطلبة أيضًا.. هذا النظام لا بد أن يتغير وهو في سبيله إلى السقوط إن شاء الله، ولكنه سيسقط بتحالف قوى المعارضة، وبدعم الشعب وخروجه من حالة الخوف والجمود التي تنتابه؛ لأن الشعب إن لم يخرج ويساند الطليعة المثقفة سيكون قد دفع ثمنًا كبيرًا جدًا.
- هل الحكومة جادَّةٌ في دعم الفن الجادِّ أم لا؟
- هذه الحكومة هي التي ساعدت على إفشال الفن، وقامت باستخدام الفن في إلهاء الناس عن أمورها الحيوية الرئيسة، فهذه الحكومة غير قادرة على أن تقدم للجماهير فنًّا يليق بمصر.
- ما تصورك للمستقبل القريب، وسيناريوهات الخروج من الأزمة الحالية؟
- أرى أن هذا النظام ضعيفٌ جدًّا رغم أنًّه يبدو للناس أنه قوي؛ لأنه يستخدم الشرطة والجيش، وهو هشٌّ لأنه لا يعتمد على قوة شعبية أو قوة جماهيرية، ولكنه من المفترض أن تلك الأجهزة ملكٌ للشعب، والناس بداخل هذه الأجهزة هم من أبناء الشعب، وسوف يأتي يومٌ يتحسن فيها أداء تلك الأجهزة وتتطور وتكون فعلاً في خدمة الشعب؛ لأن هذه الأجهزة ليست ملكًا للنظام، فهي أجهزةٌ تملكها الدولة، ونحن ننتظر المرحلة التي يتغير فيها أداء هذه الأجهزة وتعود لصفوف الجماهير، وتكون أجهزةً أمينةً تحترم المواطن وكرامة المواطن، وتخشى الله وتراعي الله في هذا المواطن، نحن نأمل في الشعب ونعوِّل عليهم، ونحذِّر الناس من أن يتمادوا ويأملوا في الأمريكان لحلِّ مشاكلنا، وسوف ينهار هذا النظام بحركة الجماهير وخروج الناس من السلبية إلى الإيجابية وبالمشاركة.
- هل تتهم أشخاصًا أو هيئات بالوقوف وراء حادث اغتيالك؟
- وكيف لمواطن أعزل لا يمتلك أجهزةَ معلومات أن يبرِّئ أو يتهم أيًّا مِن هذه الأجهزة.. لقد تمَّ الاعتداء عليَّ في منزلي، وأنا لا أستطيع أن أبرِّئ أحدًا، فأنا ضحيةٌ، ونأمل في القضاء العادل والنيابة أن يكشفا كل ملابسات هذه الجريمة، والتي فيها من الجوانب الغامضة ما فيها، وأنا حتى الآن لا أطَّلع على سير المحاضر ولا التحقيقات، ولم أقرأ الأسئلة الموجَّهة للجناة.
- ما دور الصحافة الصفراء في هذه الجريمة؟
- لماذا تسمح الحكومة بكل هذا الكم من الصحف الصفراء في مصر، وتُضيِّق الخناق على الصحف الحزبية أو الصحف السياسية، وأي صحيفة أو مجلة تحمل رسالةً إيجابيةً، هذه الصحف تُشيع الفاحشة في المجتمع، وتنشر الفساد، وتتعمَّد إثارة الناس، ولا تتطرَّق لأي قضايا حيوية أو سياسية، ولا تعمل على خدمة المجتمع، ولا تحسين الذوق العام للناس، ولا تعمل على نشر الحقيقة وتوزيعها، هذا هو واجب أي صحيفة، فالحكومة ترى في وجود هذه الصحف الصفراء وانتشارها بهذا الشكل التجاري الرخيص خدمةً ومصلحةً لها.
- استقبال أبناء دمنهور لك في لقاء النادي الاجتماعي الذي دعاكم له الدكتور جمال حشمت ومجلس إدارة النادي كان حميمًا، ولاقى قبولاً كبيرًا، هل يمكن أن تكرر مثل هذه اللقاءات بعد ما حدث لك؟!
- إن شاء الله، لا بد أن يتكرر؛ لأن دمنهور بلد أعتزُّ به، وأنا أعتزُّ بنشاط إخواني في البحيرة (محافظة مصرية)، والبحيرة على طول مر الزمن لها نشاط جهادي إخواني، وعلى رأسهم المرحوم صالح أبو رقيق (ابن عمتي)، وأنا أعتزُّ جدًّا بهذا، وستظل الصلة قائمةً، ولكن أعود وأذكر، فخلال لقائي بالنادي سألتني إحدى السيدات وكان من ضمن الإجابة على ما أذكر أنني قُلت إنَّ ضابط أمن الدولة في دمنهور يستطيع أن يعلم الضيف الذي دخل من دمنهور من قرية تبعد عن دمنهور حوالي 80 كيلو مترًا، وهذا لا بد له أن يتغير، فالأمن يُسيطر على كل شيء في مصر.. على الوظائف.. على كل مقدرات مصر!! الأمن الحالي هو ليس أمن المواطن، ونحن نأمل أن يتحول إلى أمن المواطن وليس أمن النظام الحاكم، ونريد من الأمن أن يكفَّ قبضته عن التدخل في حياة الناس..!!
- هل تفكر في أي نشاط سياسي أكبر خلال الفترة القادمة؟
- بإذن الله، فأنا أنتظر "مؤتمر الـ500" الذي سوف تُنظمه حركة (كفاية)، ولكنه تأجَّل بسبب عدم وجود المكان؛ لأن الأجهزة الأمنية لم تسمح باستئجار قاعة نقابة الصحفيين، فنحن نبحث عن مكانٍ لعقد هذا المؤتمر، وهذا المؤتمر مدعوٌّ فيه 500 شخصية مصرية للبحث في المستقبل التشريعي والتنفيذي والإصلاح السياسي في مصر.
- هل تتابع نشاط النواب في مجلس الشعب؟، وما ملاحظاتك عليه؟ ومَن أجاد ومَن أساء في أدائه؟
- أنا أرى- شأني كشأن المواطنين- أنَّ مجلس الشعب جاء بالتزوير، وأن عناصره من العناصر المشبوهة، أو أصحاب القضايا، أو الذين عليهم أحكام أو أصحاب المصالح الشخصية الخاصة، لكنَّ هناك مجموعةً إخوانيةً معروفةً تمارس عملها تحت ظروف صعبة جدًّا، وهناك أيضًا بعض أصوات المعارضة الأخرى، مثل أخونا البدري فرغلي، ولكنَّ المجموعة التي نشطت في هذا المجلس هم الإخوان المسلمون، وتربص بهم النظام وحاول كتم أفواههم، فأنا لا أعوِّل على هذا المجلس، ولكن نأمل في مجلس جديد يكون أعضاؤه مختارين اختيارًا حرًا ومباشرًا في حيدة تامة، وفي ظل وصول آمنٍ للناخب إلى الصندوق؛ لأننا نعلم جيدًا أنهم يَمنعون الناخبين من الوصول إلى صناديقهم.
- هل تفكر في الترشيح لمجلس الشعب؟
- أنا لا أستطيع أن أقدم نفسي لمجلس الشعب في ظل هذه الظروف، ولكن عندما يكون هناك جوٌّ ديمقراطيٌّ وحياةٌ نيابيةٌ سلميةٌ سوف أتقدم؛ لأنني لا يمكن أن أتخلى عن أبناء بلدي، فكلي أملٌ أن تكون بلدي أحسن بلد.
- ما نصيحتك لشباب الحزب الوطني الذين تبهرهم المناصب والمصالح الشخصية والشباب العادي غير المتدين؟
- هؤلاء الشباب إذا استمروا في غيِّهم فهم الخاسرون، وعليهم أن يفكروا في أنفسهم وفي مستقبلهم ومستقبل بلدهم، وإذا أراد هؤلاء الشباب أن يسيروا في مكان فيه سلام وأمان وتقدم وازدهار فعليهم أن يغيروا ما بأنفسهم، ولكن إذا أرادوا الانجراف فسيكونوا هم الخاسرين.
- وفي نهاية الحوار يختتم الفنان عبد العزيز مخيون كلامه بالبلدي- كما يقول-: "إن السكينة تسرقهم، وعليهم أن يفيقوا ويفكروا، وإذا فكروا فسينتموا، والانتماء مُهمٌّ جدًّا، ولكن الإنسان بلا انتماء سيكون منقطعَ الجذور، ويكون ضائعًا وسيكون ضررُه كبيرًا جدًّا، وهذا ما لا نرضاه لشباب مصر ".
المصدر
- مقال:مخيون: الشرطة والفن في خدمة النظام فقطإخوان أون لاين