محمود عبدالنبي.. مراسل رصد المحبوس في “أحداث سيدي بشر” (بروفايل)
صحفيون ضد التعذيب
صباح يوم الخميس 25 يوليو/تموز 2013، قررت محكمة جنح أول المنتزه، تجديد حبس مراسل شبكة رصد محمود عبد النبى وشقيقه إبراهيم عضو برابطة أولتراس “وايت نايتس”، و13 شخصًا آخرين، للمرة الأولى.
كانت قوات الأمن ألقت القبض على صحفي رصد، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، في 3 يوليو/تموز 2013، أثناء تواجده في محيط الاشتباكات التي شهدتها منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، بين مؤيدي ومعارض الرئيس السابق محمد مرسي.
وجهت النيابة لمحمود عبدالنبي، وشقيقه، تهمًا بحيازة بندقية خرطوش محلى الصنع و12 طلقة من ذات العيار، وطلقة آلى عيار 7.62×39 و”2″ خوذة فى أحداث اشتباكات سيدى بشر، في الوقت نفسه نظم العشرات من أعضاء الوايت نايتس وقفة احتجاجية على سلالم المحكمة للمطالبة بالافراج عن المتهمين، شاركت فيها والدة الصحفي وأصدقاءه وأهله
فور القبض على مراسل شبكة رصد، تم تسليمه إلى ضابط مباحث في مديرية أمن الإسكندرية، والذي طمأنه وأخبره أنه سيتحرى عنه هو وزملاءه ثم سيفرج عنهم خلال 10 دقائق، لكنه فوجئ باتهمه بما سبق، بعد إضافة أشخاص لا يعرفهم إلى نفس القضية، وإيداعه في سجن برج العرب، كما تم اتهامه بالانضمام لجماعة محظورة، والشروع في القتل.
عند عرضهم على وكيل النيابة -بحسب حديث والدة مراسل رصد- أكد لهم أنه يعرف جيدًا أنهم غير مدانين في هذه التهم، وأنهم لم يرتكبوا شيئ يستحق المعاقبة، وطمأنهم بأنه سيتم الإفراج عنهم، لكنهم فوجئو بتجديد الحبس الاحتياطي لهم، وإيداعهم في السجن.
بعد ثلاثة شهور من القبض عليهم، أخلي سبيلهم، لكن النيابة العامة طعنت في حكم إخلاء السبيل في نفس يوم القرار، ليعودوا مرة أخرى إلى السجن، وبعد 8 أشهر من القبض عليهم، أحالت النيابة العامة القضية إلى محكمة الجنايات بالمنشية في مدينة الإسكندرية، التي تنظرها حتى اليوم، وتجدد لهم الحبس على ذمة القضية في كل جلسة.
في إحدى جلسات المحاكمة -بحسب حديث والدة محمود عبد النبي- سأل القاضي أحد شهود الإثبات: هل تعرف أي من المتهمين ؟، كانت الإجابة من الشاهد: لا، فسأله القاضي: أمال مين اللي اعتدى عليك ؟، فأجابه الشاهد: واحد اسمه أشرف كان في مكان غير الذي تواجد فيه المتهمين.
تجاوز مراسل شبكة رصد، محمود عبدالنبي، الطالب في كلية تجارة، والبالغ من العمر 26 عامًا، في شهر مارس/آيار الماضي، الألف يوم داخل السجن، ليصبح بذلك “شيخ الصحفيين” القابعين خلف الأسوار، وبعد مرور 170 يومًا دخل عبدالنبي في إضراب عن الطعام، احتجاجًا على سوء المعاملة، وتردي الأوضاع، ووضع أعداد كبيرة من المتهمين في نفس الغرفة.
في اليوم الأول من يوليو/تموز 2014، اعتدت قوات الأمن في سجن برج العرب، على مراسل رصد، ما أدى إلى إصابته بإصابات بالغة، مما أدى إلى كسر بزراعه وكدمات متفرقة، وبحسب معلومات حصلت عليها شبكة رصد، فإن إدارة السجن استخدمت أشد أسلحة التعذيب، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع والأعصاب، والكهرباء فى تعذيب النزلاء، وكذلك استخدمت الأسلحة البيضاء ورش المياه بخراطيم المطافئ عليهما.
وفي 26 مايو/آيار من العام الماضي، تكرر التعذيب والضرب والاعتداءات اللفظية، على مراسل رصد، وتم تجريده من كافة المتعلقات الشخصية، وذلك بعد نقله إلي ” عنبر التأديب”، وفي فبراير/شباط، تعنتت إدارة سجن برج العرب مع ذوي المراسل الصحفي، ولم تسمح بدخول البطاطين والملابس الشتوية الثقيلة، بحسب حديث والدته.
تدهورت الحالة الصحية لمحمود عبد النبي، مؤخرًا، نتيجة تزايد آلام العظام ونقص الكالسيوم الذي أثر على أسنانه بشكل كامل، ورفضت إدارة سجن برج العرب، نقله للمستشفى من أجل العلاج، واكتفت بالسماح لأسرته بإحضار بعض الأدوية المسكنة له، والتي تناول منها الكثير حتى أصبحت لا تُجدي نفعًا ولا تسكن ألمًا، على حد وصف والدته.
وفي 28 يونيو/حزيران 2016، أجلت الدائرة الثامنة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار عبدالله عبدالقادر الكيلاني، محاكمة “عبد النبي” مرة أخرى، لجلسة 22 أغسطس القادم، وذلك لتعذر إحضار المتهمين إلى مقر المحكمة؛ لدواعٍ أمنية، خاصةً مع اقتراب الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، لتتوالى التأجيلات مرة تلو الأخرى على مدار ثلاث سنوات.
المصدر
- تقرير:محمود عبدالنبي.. مراسل رصد المحبوس في “أحداث سيدي بشر” (بروفايل)موقع: مرصد صحفيون ضد التعذيب