محمد كمال يكتب: الشباب يعرف أكثر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
محمد كمال يكتب: الشباب يعرف أكثر

بتاريخ : الأحد 16 فبراير 2014

أنضجت التجربة شبابنا، فلم يعودوا يحتاجون إلى لقاءات توعية، بل أصبحت هذه اللقاءات مثار تندرهم الجميل، وهم يتذكرون كيف طمأنهم بعض إخوانهم على موقف الجيش، ومدح البعض الآخر فى وزير الداخلية، ويتضاحكون على هذه الأيام.

ونضج الشباب له شواهد مهمة:

فهم وإن كانوا ينتقدون حجم الخديعة التى وقع فيها إخوانهم (كما يقولون) فهم يحبونهم، ويؤكدون على ضرورة الاستفادة من الدروس وعدم الإفراط فى الثقة مرة أخرى.

وبعضهم ينصح بالفصل بين (من) هو تنظيمى، و(من) هو سياسى، فالأخ المسئول تنظيميا يقتصر دوره على توصيل الرسالة، وإذا زادت الأسئلة حوله فإنه يجتهد.

وإذا اجتهد بدأت المشكلات، ومن هنا كانت مشكلات الشباب مع بعض الإخوة الذين تفننوا فى طمأنة الصف الإسلامى من العسكر، فكانت الخيانة مؤلمة للغاية.

كما يتذكرون بضحكاتهم الساخرة مبالغة بعض المسئولين فى حجم الجماعة وتغلغلها فى كل مفاصل الدولة، ثم ثبت أن الفساد هو المتغلغل والمسيطر، مما أوقعهم فى حرج بعد فوز د.مرسى، حين كانوا يبررون للناس تأخر الإنجازات بمقاومة "الدولة العميقة"، فيرد عليهم أنصارهم: ألم تقولوا لنا إننا قادرون على مواجهة الفساد فى كل مكان وأن الرئيس الذى وراءه جماعة قوية يستطيع النهوض سريعا بالوطن؟ ورغم قناعتهم بحجم المؤامرة، إلا أنهم يريدون تنزيه الصف الإسلامى من أي انخداع أو ضبابية فى الرؤية.

وكان الشباب يريدون معرفة الحقائق بأحجامها، ويلومون على الرئيس ومساعديه والقيادات عدم إشراكهم فى مواجهة التآمر.

وأن عدم مصارحة الشعب بحجم المؤامرة كان خطأً مهولا، ورغم عدم اقتناعى الشخصى بأن يتكلم رئيس مع شعبه ويقول لهم: (كل أجهزة الدولة فاسدة أو خائنة) إلا أن الشباب يرى أن هذا كان ممكنا ولا بأس إذا قال الشعب: (إذا كنت لا تستطيع الحكم فى هذه الظروف فاتركه لغيرك).

وحينئذ سيعلم الشعب أن رئيسهم الشرعى هو الأفضل لو جربوا غيره ولا يهم دورة الزمان، فتمسُّكُنا وقتها بالمناورة مع مؤسسات متحكمة قد جعل لها اليد العليا فى تآمرها على إرادة الشعب.... هذا رأيهم.

ويرى الشباب أننا لم ننجح فى تكوين شراكة وطنية واسعة ووقعنا فريسة للتخوين والتخوين المضاد مع شركاء الثورة، مما جعل الشركاء يقعون فى أحضان العسكر، وهذا درس كبير للحفاظ على الكتلة المدنية مهما كان حجم الخلاف السياسي معها.

وهم يرون أننا قد أخطأنا فى تقديرات استراتيجية مهمة، وأهمها (اختيار أولويات الحكم) فى فترة رئاسة د. مرسى، كان يمكن للعين الشبابية أن ترصدها، ورغم أنهم يدركون أن صراع العسكر على السلطة مستعر مهما كان الأداء، لكن الذى يلومونه على صانع القرار هو (عدم قدرته على جمع الشعب على مشروعه)، لذا وجبت المصارحة والقسوة أحيانا على القيادة مع تضامنهم الكامل فى تحمل المسئوليات.

ومازال الشباب يخشى من النهج الإصلاحى البطئ بديلا عن النهج الثورى، ورغم اقتناعى أيضا بأن الإصلاحى سيؤول حاله إلى (ثورى) فى لحظات المواجهة (كما يحدث الآن)، لكنهم يريدون من الآن معرفة كيف سيتم التصرف مع الشرطة المجرمة والعسكر القتلة والقضاء الخائن، إنهم يطلبون تطهيرا شاملا حتى لو بقت الدولة بغير هذه الأجهزة!!

ويرى الشباب ضرورة معرفة الخطوات القادمة فى استراتيجية الثورة وسيولة المعلومات وتدفق الأفكار هو أمر حيوى للحراك الثورى، وقد قلت لبعضهم إن خطتنا هى الوصول إلى (عصيان مدنى سلبى) بمعنى محاصرة سلطات الانقلاب واقتصادها حتى يصبح ذهاب العمال إلى أعمالهم بلا جدوى، بحيث لن يجدوا رواتبهم ولا خامات التصنيع ولا تصريف المنتجات، فلا يذهبون للعمل، فتكون النتيجة كالعصيان المدنى الإيجابى تماما، وقد وجدت ترحيبا برؤية التحالف فى هذا الشأن، لكنهم يرون أنها غائبة وينبغى نشرها وإجراء حوارات تطويرية عليها.

ويرى الشباب أن إعلامهم مازال فاشلا، وكبار السن أمثالنا ينظرون إلى البطولة التى يقوم بها إعلامنا تحت القصف، أما هم فينظرون إلى النتائج بلا شفقة، وهنا لا تجدى معهم تبريرات من نوعية (التمويل والكوادر)، وهم يحتاجون إلى أذن خبيرة تسمعهم، فهم يدركون التحديات، فإذا حدث التلاقى بين الخبراء وبين الشباب يمكننا إنتاج (عجينة) جديدة، وأنصح الكبار بأن يحاولوا فهم الشباب وتنفيذ أفكارهم بدلا من محاولة التبرير والإقناع بأن الواقع هو أفضل الممكن.

هذا هو تفكير الشباب حتى تعلم قيادة التحالف، لذا وجب إصدار رؤى محددة من الآن، واستلهام آراء الشباب عليها وإنضاجها لتصبح استراتيجية مُتَبَنَّاه من الجميع، وإلا سيكون شبابنا أول الثائرين على رئيسهم العائد إذا لم يخطُ خطوات ثورية طبقا لرؤية اتفاقية، هكذا يقولون.

وهذا واجب الوقت الذى أدعو إليه كل المنظمات الإسلامية والوطنية الداعمة للشرعية، بأن تفتح الباب على مصراعيه للشباب، فلا يكون مجرد أرقام فى المظاهرات، بل عقولا تدير المرحلة، وتعد لما بعد انكسار الانقلاب.

وخليط الكبار والشباب بأغلبية شبابية سوف يجدد أمر هذه الأمة ويحافظ على الراية مرتفعة دائما.

ونسأل الله أن يحفظ قادة الدعوة ويثبتهم ويتقبل جهادهم، وأن ينفخ فى روح وعقل شبابنا ليكون أهلا لتسلم الراية بين كل هذه التحديات.

مكملين...

لا رجوع...

المصدر