مجدي مغيرة يكتب :عندما يحكم الدجالون ويصفق المغفلون
كفر الشيخ اون لاين | خاص
جيمس "جيم" وارن جونز ( 13 مايو 1931 - 18 نوفمبر 1978) مؤسس وزعيم معبد الشعوب ، اشتهر بعملية الانتحار الجماعي في 18 نوفمبر 1978 والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 900 عضـو من المعبد فـي جونز تاون, غويانا ، من بينهم أكثر من 200 طفل قتلوا جميعاً من جراء التسمم بمادة السيانيد , بالإضافة إلى قتل خمس أشخاص آخرين بالقـرب من مدرج هبوط للطائــرات { ويكيبيديا } .
لما قرأت عن هذا الرجل تعجبتُ ......تعجبت أن هناك الكثير مثله ...فهناك عبد الناصر جونز ، والسادات جونز، ومحمد حسني مبارك جونز والسيسي جونز .....الجميع يمتلك قدرات على إقناع المغفلين بوعود مستحيلة .... كلهم استطاع إخفاء حقيقته عن الناس ، وإظهار حقيقة أخرى مزيفة .... وفي الباطن يسعى لتحقيق أهدافٍ أتباعُه هم أول من يعاديها.
جيم جونز كان شيوعيا يريد نشر أفكاره الشيوعية ، فكانت وسيلته في ذلك هو الدخول في سلك الدين المسيحي ، وصار قسيسا ، وأنشأ معبدا سماه معبد الشعوب ...في ظاهره يدعو إلى المسيح ، وفي حقيقته يُمَكِّن لفكره الشيوعي ... واستفاد الرجل من قدراته الإقناعية ، وأصبح له أتباع يقدرون ب 36 ألف تابع ، ومن خلال علاقاته بكبار المسؤولين حصل على قطعة أرض كبيرة أقام عليها معبده .... وفي نوفمبر 1987م استطاع إقناع 900 منهم 200طفل من أتباعه أنهم ليسوا بشرا ، بل هم في الحقيقة مخلوقات فضائية ، وقد حان أوان عودتهم إلى أصولهم مرة أخرى ... إلى السماء ، في عملية سماها : بوابة السماء ........وسوف تأتيهم مركبة فضائية لتأخذهم ....لكن كي يتم ذلك فلا بد من تناول السم ....سم السيانيد .... واقتنع أتباعه بذلك ..... فتجهزوا لذلك ، وارتدوا ملابس موحدة ، ثم ناموا على أسرتهم وتناولوا سم السيانيد بعد أن حقنوا به أطفالهم المئتين . عبد الناصر جونز فعل مثل ذلك ......... كان مناصرا لليهود و يسعي للتمكين لدولتهم وادعى أنه سيرميهم في البحر .... وادعى تبنيه للقومية العربية وسعيه لوحدة العرب في الوقت الذي شق فيه مصر نصفين وجعل منها دولتين مصر والسودان ، وحارب العرب جميعا وتآمر عليهم وسبهم وشتمهم في الوقت الذي كان يزعق فيه بأعلى صوت إلى الوحدة العربية ، وادعى قيام نهضة صناعية كبيرة ، وأعلنت صحفه عن تصنيع القمر الصناعي المصري ، والصاروخ المصري { القاهر- والظافر} ، والغواصة المصرية ، ثم استيقظ الجميع على الوهم ، وأعلن خليفته السادات أنه استلم مصر بعد وفاة عبد الناصر وخزينتها خاوية.
والسادات جونز ادعى أن عام 1980 سيكون عام الرخاء على المصريين بفضل معاهدة السلام مع إسرائيل .... لكنَّ هذا العام أتى بارتفاع في الأسعار ... ومع الوقت تدهور الاقتصاد وزادت الأمراض – بفضل البذور والمبيدات المستوردة من إسرائيل – وتحللت أخلاق المجتمع المصري ، وزادت الديون ، وتحول الموظف من موظف أفندي إلى موظف شحات ومرتشٍ .
ومبارك جونز خرج لنا بشعار الصحوة الكبرى... إلخ إلخ .... ووعد بأن مشاكل مصر ستنتهي بتعمير توشكا ... وكان ما كان مما يعرفه جيلنا . ثم أتى السيسي جونز .... وأعلن أن { مصر هي أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا } وقرر الرجل بدء مشروعه الضخم { ومش مهم يتظلم جيل أو جيلين } ، ولما سألوه عن رفع الدعم عن المصريين قال أنه لن يفعل ذلك حتى يملأ جيوب المصريين أولا .... وقد وفى بوعده فملأ قلوب المصريين بالهم والغم ، وملأ جيوبهم بالهواء .... وصارت مصر ولاية تابعة لدولة الإمارات العربية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس .... وصار جيش مصر مليشيات تتحرك وفق رغبات ملك الملوك وخاقان المشرق والمغرب محمد بن زايد حفظه الله ورعاه وجعل الجحيم مثواه . والسؤال .... إلى متى هذا الاستغفال ؟
إلى متى هذا الاستعباط ؟
متى سنستيقظ ؟
متى نكون سادةً وتنتهي مواقف العبيد ؟
المصدر
- مقال:مجدي مغيرة يكتب :عندما يحكم الدجالون ويصفق المغفلونموقع:كفر الشيخ أون لاين
