ماذا حدث للمصريين؟!
9 اكتوبر 2009
بقلم: حسن المستكاوي
- فى الدقيقة 91 وبعد تقدم كوستاريكا بهدف ثانٍ أخذ سكوب المدير الفنى لمنتخب الشباب يكتب شيئا فى مفكرته.. ماذا كان يكتب؟!
نفسى أعرف الإجابة، هل كان يسجل ملاحظاته على أداء خط الدفاع بعد هدف كوستاريكا.. هل كان يكتب استقالته.. بعد أن أدرك أنه: «مفيش فايدة» كما قال سعد باشا.. هل كان يكتب بيت شعر باعتبار أن أفضل الأشعار يولد من رحم الآلام والأحزان؟!
كان المدرب البرتغالى جوزيه مورينيو «طويل اللسان» يقول عن مواطنه كاجودا: إنه مدرب ملهم.. يكتب كثيرا خلال المباريات. إنه يظل يكتب ويكتب ويكتب حتى تنتهى المباراة؟!
ماذا كنت تكتب يا سكوب بعد هدف كوستاريكا الثانى فى مرمانا..؟!
- تعليقات ورسائل القراء فاضت بالغضب بعد خروج المنتخب من كأس العالم.. لكنى أتوقف الآن عند رسالة من سامح عثمان يقول فيها: «أستغيث بك أن تخبر المسئول فى قناة إيه.آر. تى إنه ليس بالضرورة أن يكون المعلق مصريا إذا كانت المباراة لفريق مصرى..».
ــ تحدثت كثيرا عن هذا الأمر. فليس من الوطنية ولا دليلا عليها أن يهتف المعلق لفريقه. ولا يجوز أبدا أن ينفعل مع فريقه متجاهلا الفريق الآخر. وأضيف أنى أتوسل منذ سنوات، أن يصمت المعلق قليلا أثناء المباريات. أرجوهم أن يلتقطوا أنفاسهم.. لماذا لا يسمعون الرجاء؟!
- من القارئ أحمد عبدالله تلقيت ما يلى: «قضيت ليلة أسود مما تتخيل بسبب سلوكنا فى مباراة كوستاريكا.. ماذا حدث للمصريين كيف أصبحنا بهذا السلوك الذى آراه تصرفا جماعيا، أرجو أن تعيد جريدة «الشروق» على صفحاتها نشر كتاب (ماذا حدث للمصريين؟) للمفكر الكبير جلال أمين، لعلنا نجد تفسيرا واحدا منطقيا لما أصبحنا عليه الآن.. هل تابعت تصرفات الجماهير، التى حضرت المباراة، هل رأيت كيف تم التشويش على حارس كوستاريكا بأشعة ليزر خضراء كانت تسلط على عينيه وقت الهجمات المصرية، وكيف التقطتها عدسات الفيفا وتم وضع الصورة على موقعه الرسمى؟!
هل رأيت كيف تم رجم اللاعبين والجهاز الإدارى والفنى والإعلاميين بالزجاجات الفارغة؟!
- الذى حدث هو سيادة الفوضى، وسيادة مبدأ: «حقى أحصل عليه بذراعى» وانعدام معايير الموهبة والكفاءة. وعدم فهم الرياضة. والظن الغريب بأننا يجب أن نفوز بكل مباراة وبكل بطولة. ومبالغات الإعلام وتضخيمه لأى انتصار ولو كان على فريق ضعيف.
فتكون النتيجة تضخم الذات، والبحث عن فوز ذاهب أو يذهب بالقوة وبالعافية.. فهل رأيت أو سمعت أن بلطجيا بالفعل أو بالقول تمت محاسبته وإيقافه؟!
الأخطر هو غياب السلوك الأخلاقى، حتى أصبح من يتمسك بالأخلاق أو متحدثا بها يوصف بأنه «دقة قديمة» يزين رأسه بطربوش أحمر، لأنه قادم من زمن الطرابيش؟!
المصدر
- مقال :ماذا حدث للمصريين؟! ، الشروق