ماجدة شحاتة تكتب : أعداء الأمس أصدقاء اليوم !!!!
نافذة مصر
لا أعترف بأن عداوة الأنظمة العربية للكيان الصهيوني ، عداوة حقيقية ، فما كان من ظاهر السياسات تجاهه لم يكن سوى تمرير ومسوغ للبقاء في الحكم ، بينما في الباطن هذه النظم محتلة لأوطانها بالوكالة عن المحتل الأصيل بريطانياً أو فرنسيا أو الوريث لهما أمريكيا .
وهذه النظم المحتلة بالوكالة هي الشرطي الذي يسهر على تحقيق وضمان أمن إسرائيل منذ إعلانه كيانا مستقلا كدولة على خارطة عالمنا العربي ..
وعندما تتحالف السعودية مع هذا الكيان الآن ، فهو تطور طبيعي لما كان يتم في الخفاء ، والمبرر مضحك حد الاستلقاء على القفا ، إذ تصبح إيران العدو المشترك ، لأعداء الأمس ( زعموا ) !!
ووفق هذا التحالف فإن على السعودية أن تتعاون مع إسرائيل عسكريا ، من خلال استخدام مجالاتها الجوية والبرية من أجل توجيه ضربة لإيران حال هددت بترسانتها النووية !!إسرائيل .
والحقيقة أن إيران لن تهدد إسرائيل ، وإسرائيل لا تندد بإيران إلا كحرب كلامية كتلك التي كانت بين أمريكا وإيران ، لتمرير مخطط تسليم العراق لإيران .
وإسرائيل في حربها الكلامية ضد إيران ، تريد أن تبيض وجه حلفائها العرب ، لإيجاد مبرر لتعاون مشترك ضد إيران ..
والمسألة لا تعدو إلا توريطا للسعودية ، باستنزافها ماليا ، بحربها إيران بالوكالة ، أو جر إيرن لحرب معها تأتي على الأخضر واليابس كما حدث في حرب الخليج الأولى بين إيران وصدام العراق ، والتي استمرت مايقرب من عقد ليخرج العراق منهك القوى .
وبالضبط هذا ما يخطط له ، لتفكيك السعودية وإضعاف دول الجوار تحت هيمنة منطق الحرب ، ووجوب دفع تكلفتها .
السعودية لاتخرج عن كونها تؤدي دورا مرسوما في تحالفها الاستراتيجي مع أمريكا ولم تشذ عنه منذ عقده سرا عبدالعزيز مع إيزنهاور ، ليكون الحكم باقيا في آل سعود مقابل استحقاقات أمريكية في المنطقة تكون السعودية يدا منفذة وذراعا فاعلة ومتحركة لتحقيق مطالبات أمريكا بمايحفظ أمن إسرائيل .
ربما نكون في القريب على وشك حرب خليجية أخرى بمعطيات وأدوات وأطراف متعددة ، يتقاسم كعكتها كل من إيران وإسرائيل ، الانقلاب سيكون مطية وجسرا للعبور حال نجح في ترسيخ أركانه ، .
من هنا يبدو خطر الانقلاب ، وتبدو أهمية إسقاطه وإفشاله من أجل استعادة الوعي بخطر اللحظة لقطع الطريق أمام القوى الصليبية العالمية لئلا تعيد هذه الأمة ثانية في نفق التبعية والاستذلال لقرون قادمة .. والله غالب على أمره ..والعاقبة للتقوى ..
المصدر
- مقال:ماجدة شحاتة تكتب : أعداء الأمس أصدقاء اليوم !!!!موقع:نافذة مصر