لماذا يعزف الشباب عن القراءة في الصيف؟!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
لماذا يعزف الشباب عن القراءة في الصيف؟!
16-06-2005


مقدمة

الكتب

ضيق الوقت وقلة المال هل هما السبب الوحيد لإعراض الشباب عن القراءة؟ هل هناك أسباب أخرى دفعت الشباب للإعراض عن الكتاب؟ هل هناك بدائل ثقافية جديدة ظهرت أمام الشباب أم أن البديل بعيدٌ كل البعد عن المجال التثقيفي والفكري؟ ما نوعية الكتب التي يقرأها الشباب اليوم؟ وما هي خطتهم للتعامل مع الكتاب، خاصةً مع بداية فصل الصيف؟!

يؤكد محمد شوقي (طالب بتجارة القاهرة ) أن الطالب ينتظر فترة الصيف بلهفة حتى يرتاحَ من جوِّ الدراسة المشحون بالقلق والتوتر جرَّاء الامتحانات، ويشير إلى أن وقت الفراغ في الصيف يكون مفيدًا جدًا إذا استغله الإنسان في القراءة.

ويؤكد أنه ينتظر هذه الإجازة حتى يعود إلى القراءة؛ لأنها هوايته المفضلة، خاصةً الكتب الدينية، وتحديدًا السيرة النبوية؛ لأنها تذكِّره بأمجاد الصحابة، وكيف كان الإسلام قويًّا، وكيف فتَح الله على المؤمنين المشرق والمغرب.. كل ذلك يجعله يعيش مع الإسلام وكأنه يسود العالم.

وقال إنه يحب الغزوات وتاريخ الخلافة الأموية والعباسية، ويضيف أنه يقرأ كتبًا أخرى، مثل تلك التي تساعده على تنمية مهارات اللغة والكمبيوتر، بما أنهما مطلوبان في هذا العصر لشَغل أي وظيفة مرموقة وبمرتب مجزٍ، إضافةً إلى الجرائد والمجلات التي يستفيد منها في تنمية الوعي وخاصةً السياسي.

أما الطالب رضا إبراهيم فيؤكد أنه يحب قراءة الكتب الأدبية، وخاصةً القصص والروايات، ومن أهم الكتب التي يحب أن يقرأها (شكسبير) وخاصةً روايته الشهيرة (هاملت) التي جذبت انتباهه، كما أنه يحب قراءة الكتب الإسلامية، وخاصةً كتب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومن أفضل الشخصيات والمفكرين الذين يطالع كتاباتهم الدكتور زغلول النجار، كما أنه يحب أيضًا مشاهدة البرامج الثقافية والتي تعتمد على الخلفيات التاريخية، مثل برنامج (اختراق) الذي يقدم عرضًا تاريخيًّا ويفجِّر أحداثًا نحن في غفلةٍ عنها، حتى إن بعض الكتب لم توضح ملابسات هذه الأحداث.

كما يوضح أنه يضع لنفسه برنامجًا زمنيًّا لعملية القراءة؛ لأنه يَعتبر أن القراءة في هذه الكتب تضيف له شيئًا جديدًا عن تطورات العصر في ظل تصاعد الحملات الغربية ضد الإسلام، وأن الأولويات في القراءة تكون لأمور معينة، مثل معرفة الآخر (العدو) وكيفية مواجهته من باب "مَن علم لغة قوم أمن مكرهم"، فالثقافة ليست فقط في نطاق مجتمعنا، بل لا بد أن تتعدى إلى خارج حدود هذا المجتمع.

ويوضح عمرو مجد الدين أنه يحب أن يقرأ في بعض الكتب العلمية، أما المسائل الدينية وما شابه ذلك فيحبُّ سماعَها على الكاسيت من خلال شرائط عمرو خالد أو من خلال الإنترنت، كما أن ضيق الوقت لا يسمح له بالقراءة أثناء العمل، على العكس حيث يمكنه أن يستمع إلى شريط كاسيت أثناء العمل، ويشير إلى أن عامل الوقت مهم جدًّا، وأنه يسعى لتنظيمه حتى يستطيع أن يعطي مجالاً للقراءة؛ لأنه لا غنى عنها.


ضيق ذات اليد

أما الدكتور سمير خشاب (أستاذ علم الاجتماع) فيؤكد أن القراءة ضروريةٌ جدًّا لنموِّ عقل الفرد وتوسيع مداركه، وأن فصل الصيف هو أنسب الأوقات لاستثماره في وضعِ برنامجٍ خاص بالقراءة، لكنَّ هناك عدة معوِّقات، أولها ضيق الوقت أو اتساعه بحيث لا يمكن تنظيمه، فضيق الوقت يكون بسبب الأعمال التي يقوم بها الفرد، خاصةً وإذا كان من أسرة متوسطة في الحالة المادية، فهو بمجرد انتهاء الدراسة فإنه يبدأ رحلة البحث عن عمل، وهذه تأخذ منه وقتًا كبيرًا.

كما يشير الدكتور خشاب إلى السبب الرئيسي في عدم إقبال بعض الشباب على قراءة الكتب الدينية هو ظهور شرائط الكاسيت والإنترنت والدش والقنوات الدينية الكثيرة، كما أن الشباب في هذا العصر يهتم بكل ما يفيده ويطوِّر شخصيتَه وقدراته، مثل اللغات وأسس تعلم الكمبيوتر.

أما الدكتورة سامية خضر (أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة) فتؤكد أن الوضع الحالي يجعل الشباب حريصًا على كسب لقمة العيش والسعي طوال الوقت وراءها لأهداف معينة قد تكون سياسيةً، وتؤكد أن هذا السعي يجعل من الصعب توفير الوقت للقراءة، مع العلم أنها من الأمور التي تبني شخصية الفرد وتجعله مثققًا.

وتشير إلى أن الشباب في الماضي كان يهتم بقراءة الكتب الدينية، أما الآن فقد قل الاهتمام بها؛ نظرًا لظهور أولويات جديدة في القراءة والاطلاع، فالشاب يقضي معظم وقته في القراءة في مجالات تخصصه لكي يطوِّر من نفسه حتى إذا قامت شركة بالإرسال إليه يكون مستعدًّا.

وتشير دكتورة سامية إلى أن معظم الشباب الذين يشترون الجرائد والمجلات يشترونها لأسباب لا تسهم في تكوين العقلية والشخصية الفكرية لهم، فهم يشترونها للاطلاع على (وظائف خالية) أو (حظك اليوم) أو (الفن) أو (الرياضة)، ولا يهتمون بالأمور الأخرى الأكثر حيويةً وقيمةً.

المصدر