لماذا يدمر العدو الصهيوني مساجد قطاع غزة ؟!
قال الله تعالى:(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
في ظل الصحوة الإسلامية المتزايدة في قطاع غزة والتي زادت بشكل كبير في سنوات انتفاضة الأقصى زاد عدد مساجد قطاع غزة إلى الضعف تقريبًا، كان عدد المساجد في قطاع غزة وحتى انتفاضة الأقصى عام 2000م حوالي 460 مسجدًا موزعة على كافة محافظات القطاع.
غير أنه وفقًا لأحدث إحصائية فإن عدد مساجد قطاع غزة اليوم وحتى شهر رمضان لعام 2008م بلغ قرابة 800 مسجدًا موزعة كالتالي:[مدينة غزة والمحافظات الشمالية 359 مسجدًا- محافظات الوسطى 137 مسجدًا - مدينة رفح 93 مسجدًا - خان يونس والمنطقة الشرقية 185 مسجدًا] مع العلم أن هناك العديد من المساجد تحت الإنشاء.
وفي ظل العدوان الصهيوني الهمجي الذي طال كافة المواقع الفلسطينية المدنية من جمعيات ومؤسسات خيرية ومنازل وعمارات وأبراج سكنية ومراكز تعليمية ومصانع وورش حدادة ومحلات تجارية ومحلات صرافة العملة، قامت قوات العدوان الصهيوني بقصف المساجد في قطاع غزة بأطنان ثقيلة من المتفجرات حصلت عليها قوات الاحتلال من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعمدت قوات الاحتلال أحيانا هدم المساجد فوق رؤؤس المصلين في إطار حربها المجنونة ضد قطاع غزة.
وما يؤسف له بل مما يقطع شرايننا لم يكن هناك أي رد فعل عربي ولا إسلامي عما حصل لهذه المساجد – بيوت الله تعالى- من تدمير، حتى أن وسائل الإعلام الصهيونية استهجنت صمت العالمين العربي والإسلامي على هذا التدمير المتعمد. حيث قالت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني:'إن الجيش الصهيوني توقع ردة فعل أكثر صعوبة على تدمير المساجد من العالمين العربي والإسلامي ولكن لا حياة لمن تنادى'.
وللمساجد في فلسطين دور هام في التربية الإيمانية والجهادية للشعب الفلسطيني، وتقوية صمود الناس في مواجهة المعاناة والعدوان الصهيوني، ويتجسد دور المساجد فيما يلي:-
- ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس الناس، وتحقيق العبودية لله تعالى في كل أمر من أمور الحياة.
- دعوة الناس للعودة إلى الله واللجوء إليه. والعمل على إماتة البدعة وإحياء السنة
- غرس المفاهيم الإسلامية الغائبة في نفوس الناس كالصبر والاحتساب.
- دور المسجد في تخريج الأجيال المسلمة. من خلال تحفيظ وتعليم القرآن وتفقيه أبناءنا في القرآن، وكذلك عقد الدروس والحلقات القرآنية.
- دور المسجد في التعليم والتربية وإشاعة الثقافة الإسلامية في ظروف الغزو الثقافي الاستعمار، وما يرافقها من محاولات الارتهان الثقافي والتربوي للغرب الصليبي.
-المسجد مدرسة الرجولة وإعداد الأبطال في ساحة الجهاد في سبيل الله من خلال إقامة الدروس والمحاضرات واللقاءات الإيمانية في المساجد،
- المساجد في فلسطين هي محاضن التربية الإسلامية ففيها حلقات العلم الشرعي، كما كما كانت في عهد السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم حيث يربى المسلم على قيم وأخلاق الإسلام وسلوكه.
- دور المساجد في فلسطين في بناء الفرد المسلم الذي يعد العنصر الأهم في مواجهة العدوان الصهيوني، وتنمية وإذكاء روح علو الهمة لدى الشباب الفلسطيني المسلم.
- التكافل الاجتماعي الذي ينطلق من المسجد مما يؤدي إلى تقوية رابطة الأخوة الإسلامية. ومن ذلك الدعوة للتبرع والتصدق لشد أزر المحتاجين والفقراء من أبناء قطاع غزة ومكافحة الفقر والبطالة في ظل الحصار وارتفاع الأسعار.
لماذا يستهدف اليهود المساجد في قطاع غزة
1- بهدف إطفاء نور الله التي تشع من المساجد وإعاقة العمل الدعوي والتربوي الإسلامي، فالمسجد الذي يخرج الأبطال والمجاهدين الذي تربوا فيه.
2- خدمة المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يعادي الإسلام والمسلمين. ويحقد على كل ما يمت للإسلام بصلة وخاصة بيوت الله تعالى.
فيا علماء الأمة ودعاتها أيرضيكم ما يفعله اليهود الصهاينة ببيوت الله وماذا ستقولون لربكم سبحانه وتعالى غدا.
وفي هذه الأيام يستهدف العدو الصهيوني المساجد وقتل وجرح من فيها، إلى دفع الفلسطينيين للامتناع عن أداء الصلاة فيها والتضرع لله تعالى بطلب انتصار المجاهدين وهلاك اليهود المجرمين، وهذا الأمر يرجع إلى التصريحات التي أدلت بها امرأة الموساد الصهيونية تسيفي ليفني تجاه دور المساجد في المجتمعات المسلمة فيما يسمى بـ 'مؤتمر حوار الأديان' الذي عقد مؤخراً في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد سبقها رئيس سلطة أوسلو المدعو محمود عباس الذي وجه اتهامات باطلة ضد المساجد في قطاع غزة حيث قال: بأنها لا تحتوي إلا على الإرهاب والإرهابيين، وأنها تستخدم كمخازن للعتاد العسكري والأسلحة، وتستخدم كسجون ومعتقلات، على حد زعمه.
وعلى الرغم من ذلك يصر الكثير من المصلين على التوجه للمساجد لأداء الصلوات جماعة، وخاصة صلاة الفجر في المساجد مبررين قرارهم بالقول:'وهل الصلاة في البيوت تمنع القصف والموت، الكثير من الناس قتلوا في منازلهم وليس في المساجد'.
وأضافوا قائلين:'رغم أن الصلاة في المساجد مخاطرة، لكن الأعمار بيد الله، وسنواصل الصلاة فيها، وإن الجميع مطالب بالإصرار على مواصلة أداء الصلوات في المساجد في ظل هذه الأوضاع، حتى لا تنجح إسرائيل في تمرير مخططها الهادف إلى إبعاد الناس عن المساجد'.
ومما لوحظ على الرغم من هذا الإصرار أن المصلين في معظم المساجد، فقد أفتت رابطة علماء فلسطين بجواز جمع الصلوات بسبب الأوضاع الأمنية، بسبب تعمد الجيش الصهيوني استهداف هذه المساجد.
إن تعمد الجيش الصهيوني الإرهابي استهداف هذه المساجد يبين بل ويكشف لكل إذي عقل أن اليهود هم اليهود، هم في القديم يهود مجرمون قتلة، وهم في الحديث يهود مجرمون قتلى، عقيدتهم وسياستهم واحدة، لا ولم ولن تتغير ولن تتبدل، ومهما ظن المغفلون والغافلون من العرب والفلسطينيين أن في اليهود حمامات سلام وطيور محبة فالحقيقة أنهم كلهم وحوش وأصحاب انياب.
وليتدبر كل متشكك في صدق كلام رب العامين:(لتجدنَّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) المائدة:83.
وليقرأ ما جاء في كتاب اليهود المقدس فقد جاء في سفر صموئيل الأول(فالان اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامراة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا و حمارا).
وجاء في سفر يشوع(وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامراة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف).
وقديماً قال الزعيم اليهودي الصهيوني ثيودور هرتزل:'إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء، فسوف أزيل كلّ شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرّت عليها القرون'.
وقال ابن غوريون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: 'نحن لا نخشى الاشتراكيات،ولا الثوريات، ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً، وبدأ يتململ من جديد'.
وقال اليهودي الماكر شمعون بيرز:'إنّه لا يمكن أن يتحقق السلام -حسب الطريقة اليهودية- في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه، ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه إلى الأبد'.
وقال افرايم هليلفي الرئيس السابق لجهاز الموساد:'إنَّ أخطر ما يمكن أن تتوقعه إسرائيل من العرب أن يتوحد الدين مع التوجهات القومية، أن ما نعيشه حالياً يمكن أن يكون نكتة لما قد نعيشه في المستقبل في حال تواصل المد الإسلامي المقاتل في مواجهة الدولة العبرية.
إنَّ هذا هو الذي يتوجب أن يقلقنا بشكل كثير، وللأسف أننا لا نحرك ساكناً في سبيل قطع الطريق على تعاظم هذا الخطر'. (القناة الأولي في التلفزيون الإسرائيلي، 15/7/2006م)
وقال المعلق الصهيوني لراديو العدو إسرائيل الذي أذيع مساء الخامس من أيلول 1978م، جاء فيه:'إن على اليهود وأصدقائهم أن يدركوا أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل هو خطر عودة الروح الإسلامية إلى الاستيقاظ من جديد، وأنَّ على المحبين لإسرائيل أن يبذلوا كل جهدهم لإبقاء الروح الإسلامية خامدة، لأنها إذا اشتعلت من جديد، فلن تكون إسرائيل وحدها في خطر، ولكن الحضارة الغربية كلها ستكون في خطر'.
(انظر هذه الأقوال:عداء اليهود للحركة الإسلامية زياد أبو غنيمة ص 37، 46، 47، والكتاب وثيقة لرصد مواقف اليهود من الإسلام والمسلمين، وخاصة الحركات الإسلامية الجهادية.)
وقال موشيه أرنس وزير الحرب اليهودي الأسبق:'إنَّ ما ينجزه المتدينون المسلمون في مواجهتنا سيدفع مئات الملايين من العرب والمسلمين للاندفاع نحو الحرب المقدسة ضد إسرائيل.
إنَّ على دولة إسرائيل ألا تسمح لأصحاب الدعوات الدينية بالنجاح في هذه المعركة، هذا يعني تهاوي قدرة الردع الإسرائيلية في مواجهة العرب والمسلمين، فبعد ذلك سيتجرأ علينا الجميع، عندها سنتحول إلى أضحوكة أمام دول العالم'.(إذاعة صوت الجيش الإسرائيلي، مساء يوم 14/7/2006م).
ومن أبرز المساجد التي تم تدميرها بالكامل من جنوب القطاع وحتى شماله، مسجدا عماد عقل والخلفاء الراشدين، وكلاهما في مخيم جباليا شمال القطاع، ومسجد أبو بكر الصديق: يقع في بلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة، ومسجد الشهيد إبراهيم المقادمة في بيت لاهيا شمالاً أيضًا، ومسجد أبو حنيفة النعمان جنوب القطاع، ومسجدا الشهيد عز الدين القسام والفاروق عمر في خان يونس، ومسجدا الشفاء والرباط في وسط القطاع، ومسجدا مصعب بن عمير والفضيلة شرق حي الزيتون، ومسجد فتحي الشقاقي شرق الشجاعية، ومسجد الشهداء في منطقة الشعف شرق الشجاعية.
ومسجد النصر الأثري: يقع في بيت أقصى شمال قطاع غزة، ومسجد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقع في مخيم البريج وسط قطاع غزة،ومسجد الخلفاء الراشدين يقع في القرارة بخان يونس جنوب القطاع.ومسجد الأبرار يقع في بلدة بني سهيلا جنوب شرقي القطاع بالقرب من مدينة خانيونس. ومسجد الشهيد عز الدين القسام يقع في عبسان بخانيونس جنوب قطاع غزة.ومسجدا التقوى ومسجد النور يقعان في الشيخ رضوان.
المصدر
- مقال: لماذا يدمر العدو الصهيوني مساجد قطاع غزة ؟! موقع الدكتورصالح الرقب