لقاء عباس ـ أولمرت: مزيداً من الشكوك حول احتمال نجاح الاجماع الدولي..!
بقلم : " الحرية "
اللقاء الأخير بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس حكومة إسرائيل، إيهود أولمرت 28/8/ 2007 ، ألقى بمزيد من ظلال الشك حول إمكانية نجاح الاجتماع الدولي في نيويورك، المزمع عقده بدعوة من الرئيس جورج بوش، في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 2007 .
وحسب مصادر فلسطينية، فإن الرئيس أبو مازن، تحدث إلى المقربين منه، مبدياً شكوكه في احتمالات نجاح الاجتماع. وقد استند بداية إلى ثلاثة أسئلة لم يقدم له بشأنها أي جواب حتى الآن: الموعد
@ السؤال الأول عن الموعد النهائي للاجتماع.
ورغم أن مصادر أميركية سربت أن الموعد المحتمل سيكون العاشر من تشرين الثاني ( نوفمبر ) القادم، إلا أن عدم الإعلان عن الموعد رسمياً حتى الآن، وترك الباب مفتوحاً للتعديلات، والتغييرات، يوحي وكأن راعية الاجتماع، كوندوليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، لم تحضر الملفات الكاملة لهذا الاجتماع. وهو ما يدعوها للتريث في الإعلان رسمياً عن موعده النهائي.
المدعوون
@ السؤال الثاني عن المدعويين للاجتماع.
ووفقاً لمصادر عباس، فإن الولايات المتحدة لا ترغب في دعوة سوريا، بذريعة أنها دولة لا تتعاون مع السياسات الأميركية في المنطقة وأنها داعمة للإرهاب وراعية له.
وطبقاً للمصادر نفسها، فإن إسرائيل، وعلى عكس الولايات المتحدة، ترغب بقوة بحضور سوريا لأنها طرف معني بالصراع والسلام في المنطقة ولا يمكن بحث أطر الدخول في مفاوضات التسوية والسلام، في ظل غياب طرف رئيسي كسوريا.
كما أن غياب سوريا من شأنه، حسب التقديرات الإسرائيلية، التي نقلتها مصادر عباس أن يوتر الأجواء في المنطقة بينما تبحث تل أبيب عن السبل الهادفة إلى إطفاء فتائل التوتير مع سوريا لأسباب إسرائيلية داخلية.
لذلك، مازال موضوع حضور سوريا ، والكلام لمصادر عباس، موضع خلاف أميركي ـ إسرائيلي لم يبت أمره بعد.
بالمقابل نقلت المصادر نفسها عن رئيس السلطة الفلسطينية شكه في إمكانية انعقاد الاجتماع في غياب سوريا .
إذ لا يمكن لدولة عربية، ليست طرفاً مباشراً في النزاع، أن توافق على حضور الاجتماع، كالعربية السعودية وقطر مثلاً، بينما
يتغيب طرف رئيسي وهو سوريا.
أما إذا دعيت سوريا، ورفضت الحضور، فإن ذلك ـ يحرر الأطراف العربية الأخرى من أية التزامات، ويمنحها حرية الحضور، دون أن يقال إن فيتو ما قد وضع على سوريا.
لذلك نقل عباس إلى واشنطن كما قالت مصادره، رسالة طالبها فيها بضرورة دعوة سوريا إلى الاجتماع الدولي، وطالبها أيضاً بالإعلان عن أسماء الدول والأطراف المدعوة له.
جدول الأعمال والنتائج
@ أما السؤال الثالث فيتعلق بجدول الأعمال، وبالنتائج المرجوة من الاجتماع، على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
هنا، يقول عباس إنه يرفض إعلان مبادئ يخرج عن الاجتماع، ويصر على ضرورة التوصل إلى «إطار للحل» يمهد لمفاوضات الحل الدائم.
ما الفرق بين «إعلان المبادئ» وبين «الإطار»؟ تقول مصادر عباس إن إعلان المبادئ، شبيه بالذي تم توقيعه في 13/9/1993 تحت اسم اتفاق أوسلو، أما «الإطار» فهو متقدم على الأول، ويضع دليل حل لقضايا الوضع الدائم. فإذا تم الاتفاق مثلاً على إطار لحل مشكلة المياه، فهذا الإطار يفترض أن يشكل الدليل للحل، على أساس القانون الدولي للمياه والبحار.
فنهر الأردن ، على سبيل المثال، ملف يطال خمسة أطراف، والبحر الميت ملف يطال ثلاثة أطراف.
أما البحر المتوسط فيطال طرفين. في هذه الحال، يتم الاحتكام إلى القانون الدولي لرسم حصص لكل طرف في كل ملف على حدة وكذلك يتم الاحتكام إلى القرارات الدولية.
وهكذا بالنسبة للقضايا الأخرى ك القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين.
وللوصول إلى «اتفاق إطار» تقول مصادر عباس لابد من تشكيل طواقم عمل مشتركة للبحث والتحضير، وهو الأمر الذي يتم التوصل إليه مع الإسرائيليين، مما يؤكد أن موضوع «الإطار» مازال أمره غير محسوم. ما هو القرار النهائي؟
يبقى السؤال الأبرز: ماذا إذا رفض الإسرائيليون الاتفاق على «الإطار» وأصروا على إعلان مبادئ، هل يذهب الفلسطينيون إلى الاجتماع الدولي في نيويورك أم لا؟
والسؤال، كما هو واضح، له طابع مصيري، إلى حد ما، لذلك مازال البحث عن جواب له جارياً على قدم وساق في الدوائر المعنية بالقرار في مقر المقاطعة في رام الله.
المصدر
- مقال:لقاء عباس ـ أولمرت: مزيداً من الشكوك حول احتمال نجاح الاجماع الدولي..!المركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات