لحظة جنون!
14 سبتمبر 2009
بقلم: حسن المستكاوي
- كانت تلك لحظة سعى فيها المهاجم التوجولى إديبايور لاعب مانشستر سيتى الحالى للانتقام من جماهير فريقه الأسبق أرسنال لرفضهم له فى نهاية الموسم الماضى. فى تلك اللحظة انطلق إديبايور بطول الملعب، بعد أن سجل هدف مانشستر سيتى الثالث (المباراة انتهت بفوز مانشستر سيتى 4/ 2.. انطلق إديبايور بسرعة كأنه يوسان بولت العداء الجاميكى نحو مدرجات جماهير أرسنال كى يحتفل بالهدف. وهو ما أشعل المدرجات بالغضب الشديد.
وترتب على هذا السلوك إنذار المهاجم التوجولى من قبل حكم المباراة، فيما قرر الاتحاد الإنجليزى التحقيق فى الواقعة، على الرغم من اعتذار إديبايور عقب المباراة لجماهير أرسنال. كما اعتذر عن اشتباكه مع لاعب فريقه السابق الهولندى فان بيرسى بلا مبرر؟
لحظة الجنون أخطر ما يمكن أن يصيب لاعب فى وسط الميدان المحتشد بآلاف المشاهدين، بخلاف الملايين أمام الشاشات. ولذلك يتحمل اللاعبون مسئوليات كبيرة فى تهدئة المدرجات أو إشعالها بالغضب والتعصب. يكفى أن يرفع اللاعب يده معترضا على قرار الحكم أو احتجاجا على لاعب منافس موحيا بأنه تعمد إصابته..
وفى ملاعبنا فنون رفيعة المستوى من تلك الحركات والتمثيليات. حتى إن كثيرا من اللاعبين يسقطون كأنهم قتلى أطلقت عليهم رصاصات «أحمد السقا فى فيلم الجزيرة».. فتراهم يقعون أرضا ويتلوون، ويتلونون، وينخلع قلبك، خوفا على الضحية، ثم تكون المفاجأة أنه يتلقى «رشة ماء مبارك» معبأ فى زجاجة بلاستيكية، ليقوم يجرى بصحة وعافية..!
فى ملاعبنا لحظات جنون كوميدية.. ولو عرف لاعبنا إننا نضحك عليه وهو يؤدى هذا المشهد لربما اعتذر على جهله بالتمثيل!
- جميلة جدا تلك الحفاوة بحسام البدرى وبشجاعته وقوة شخصيته، ولكن لا يجب ولا يجوز أن يرفع الإعلام حسام البدرى فوق جثة مانويل جوزيه.. لا يجب ولا يجوز أن نحتفى بالبدرى، ونزيده، مقابل الانتقاص من مانويل جوزيه فى محاولة للإشارة إلى أنه «لم يفعل شيئا» مهما للأهلى.
أريد أن أؤكد أنى غاضب من جوزيه ومن تصريحاته ضد الصحفيين، والإعلاميين. بقدر ما يستحق الغضب حرصنا المحموم على تشويه الماضى، أى ماض، وكل ماض .. ثم كيف يواجه هؤلاء أنفسهم عندما كانوا يتحدثون عن عبقرية جوزيه، والآن تراهم يلمحون إلى تفاهه جوزيه!
المصدر
- مقال :لحظة جنون! ، الشروق
