لاتحسبوه شراً لكم بقلم: عبد الحميد بندارى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
لاتحسبوه شراً لكم


بقلم:عبدالحميد بندارى

شاءت إرادة الله أن يكون الصراع بين الحق والباطل سنة كونية وعلامة إيمانية وعلاقة متلازمة ما وجد الليل والنها ر ، وقد تتبدل وتتنوع وسائل وأساليب الصراع بين الحق وأعوانه وبين الباطل وأتباعه – إلا أن الصراع والتدافع موجود موجود حتى يثبت كل فريق مصداقيته فيما يحمل وصبره على مزاحمة الآخر له وأحقيته فى البقاء والتواجد وذلك بفضل ما يحمل من قيم نافعة للناس ومؤهلة لتواجده وبقائه ." كذلك يضرب اله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض"

فمن الصعب والعسير على الباطل وأتباعه وجنده أن يتركوا الحق وأهله يعيشون فى سلام وهدؤ – وإلا لكشفوهم وفضحوهم وأزالوهم ، وتبين للناس صورة كل فريق على حقيقته الطبيعية – لذا نجد أهل الباطل فى صراعهم مع الحق لا يتورعون فى الأخذ بكل أساليب البطش والتنكيل والإقصاء ، ويستخدمون إعلامهم الموجه (الذى يصرف عليه ببذخ من مال الشعب) فى تشويه صورة الحق وأهله وقلب الحقائق لدى عامة الناس وإرهاب الجميع منهم بل ومحاربتهم فى وظائفهم وأرزاقهم ، وحينما يفشلون رغم كل هذا تبدأ المواجهة الحاسمة فى المنع والإقصاء – بل وخرق القوانين والأعراف تحت مسميات واهية. " وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد "

وها نحن نرى الآن ما يجرى بمصرنا العزيزة من قبل النظام الحاكم تجاه دعوة الإخوان ورجالها الشرفاء المخلصين – فبعد فوز الإخوان المسلمين ب(20%) من مقاعد مجلس الشعب رغم كل محاولات النظام لمنعهم وعرقلة وصولهم ، ثم الأداء المشرف والفعال لنواب الإخوان وسط دوائرهم وداخل المجلس، فضلاً عن إقبال الناس وإلتفافهم حول دعوة الإخوان فى شتى المناسبات والفعاليات .

وفى مقابل ذلك نرى فشل الحزب ونوابه فى التواجد وسط الأمة وهروب الناس منهم فضلاً عن الفضائح والممارسات المشينة والمتكررة لرموز الحزب فى كل مكان وتوحش وإنتفاخ أعضائه المنتفعون والمتسلقون حتى أصبح الإنتساب للحزب الحاكم مقروناً بالفساد والرشوة والمحسوبية والمنفعة الشخصية.

وبدلاً من أن يصحح النظام الحاكم أوضاعه ويعدل من مساره ويسائل رجاله وأتباعه – نراه يكابر ويتعجرف، بل يزيد من موالاته وحمايته لرموز الفساد فيه ويصر على أن يرفع هامتهم التى اختفت وتشوهت بسبب ممارساتهم المفضوحة والمكشوفة فيزيدهم فجراً وتبلداً ويحسبون أنهم شرفاء حقاً ويتناسون حقيقتهم.

لقد اتخذ النظام الحاكم من العرض الرياضى لطلاب الأزهر ضالته المنشودة فى مهاجمة الإخوان والانقلاب عليهم (رغم أن طلاب الجامعات المصرية قدموا عرضاً رياضياً مشابهاً أمام الرئيس فى إفتتاح مهرجان الجامعات فى جامعة المنوفية وأشاد به الجميع !!) فبدأت الحرب الضروس من قبل الإعلام الموجه بتشويه صورة الإخوان ثم باعتقال الطلاب من مدينتهم الجامعية !!

ثم بإعتقال أساتذة الجامعات وقيادات الإخوان بما فيهم نائب فضيلة المرشد ، ثم بإعتقال رجال الأعمال المخلصين من الإخوان وتلا ذلك إغلاق شركاتهم ومؤسساتهم ثم إصدار قرار غريب وفريد من نوعه بالتحفظ على ممتلكاتهم الخاصة ومنع زوجاتهم وأولادهم من التصرف فى أموالهم وممتلكاتهم !! ثم كانت الخطيئة الكبرى من قبل النظام بإصرار الرئيس بنفسه على تحويل قيادات الإخوان ورجال أعمالهم إلى المحاكمات العسكرية !!!

ولا عجب فى ذلك أمام نظام يشعر بالعجز والفلس والهزيمة والتردى فى كافة المجالات (فضلاً عن إنتهاء صلاحيته وشرعيته) ولا يرى أمامه من بديل قوى وجاهز على الساحة إلا الإخوان بفضل حسن ادائهم وقوة تنظيمهم وسرعة انتشارهم – لذا يستخدم النظام الآن العصى الغليظة معهم بغرض إخراجهم عن شعورهم وتخليهم عن نهجهم السلمى المعتدل والمعتاد وإحراجهم أمام العامة والخاصة وموهماً الجميع بحجيته فيما يقوم به وبالتماس العذر له أمام الشاردين والخارجين عن القانون والدستور المزعوم .

أدوار مطلوبة لأبناء دعوة الإخوان فى ظل تلك المحن

  1. قوة الإستمساك بدعوتنا والثبات على مبادئنا وعدم التخلى عن ثوابتنا . "فاستمسك بالذى أوحى إليك إنك على صراط مستقيم " .
  2. الالتفاف حول قيادتنا الراشدة ناصحين وملتزمين وعدم السير وراء الإشاعات والأقاويل .
  3. القدوة العملية وسط أهلينا وجيراننا ودوائرنا حتى يتعرف الناس علينا عن قرب ويسمعوا منا ولا يسمعوا عنا .
  4. العمل على نشر قيم الصلاح والفضيلة بين كافة شرائح الأمة وبين دوائرنا والمحيطين بنا حتى يعم الخير وتقل مساحة الفساد والرذيلة ولنعلم جميعاً أن الصلاح يجب أن يسبق الإصلاح .
  5. عدم التخلى عن نهجنا الدعوى السلمى الهادئ الرزين وعدم الإستدراج إلى ما يريده النظام لنا . " ما دخل اللين فى شئ إلا زانه " .
  6. اليقين التام بأنه لا يجرى فى ملك الله إلا ما أراده الله وأن هولاء وأمثالهم ما هم إلا ستار لقدر الله. "ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون " .
  7. الثقة التامة بأن ما يجرى فيه الخير لنا ولدعوتنا ولإخواننا ولعله من باب التمحيص والصقل وحسن الإبتلاء ، وحاشا لله أن يتخلى عنا أو يخذلنا ـ مع حسن الدعاء لإخواننا بالثبات والقبول . " لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم " .
  8. الوعى والإدراك بسنن الله فى الأرض وعدم الإنخداع بعلو الباطل ودولته الآن ،فسنن الله غلاّبة ، وإن مع العسر يسراً ، فدولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة . " كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلى ..... " من عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب ..... " .
  9. عدم التخلى عملاً وقولاً عن شعارنا الذى رفعناه أخيراً (الإصلاح يستحق أكثر) فإن الدعوة لها ثمن ، وجنة الله غالية . " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " .
  10. الإستعانة الدائمة بالله عز وجل وحسن الإرتباط به والحرص على أن يرانا على أحسن حال يرضيه وأن نستعين به وحده على الظالمين والمفسدين ، فعين الله ترى ولا ننسى أبداً "إن الله يحب عبده الملحاح " .

وأخيراً

ما العيب فى أن يقف النظام الحاكم وقفة مصارحة ومصالحة حقيقية ويستشير أولى الأمر فى البلاد ويستفيد من جهود الإخوان وغيرهم وتتكاتف الجهود وتتوحد الأراء وننهض بمصرنا من ذلك المستنقع المتدنى الذى نزلت فيه وننسى مصالحنا الشخصية ونترفع عن سفاسف الأمور ونتمسك بمعاليها وبالثوابت بيننا – وهى كثيرة – ونستعين بعد الله بكل ذوى الخبرة والأمانة حتى نبنى ونصنع مستقبلاً زاهراً ومشرقاً لأبنائنا ولأجيالنا وتتبوأ أمتنا مكانتها ودورها المنشود ، وما ذلك على النظام بعزيز ولا بمستصعب .

" اللهم قد بلغنا ....... اللهم فاشهد "

المصدر