كارثة جديدة!
بقلم : عبد القادر ياسين
«يا وحدنا»! «القرار الفلسطيني المستقل»! وغيرها من الشعارات القطرية المقيتة التي هدفت إلى رفد ممارسات بعضنا لقطع الصلة بعمقنا الاستراتيجي العربي.
فيما كان هذا العمق يتفلت من مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، كأحد تجليات تردي الوضع الرسمي العربي، منذ ما يقرب من أربعة عقود.
يلح على المرء هذا كله، وهو يتأسى لما يجري في بعض الوطن (مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني) من ممارسات خارج دائرة التوقع، بينما النظام الرسمي العربي يتفرج على مآسينا، ويتوزع ذلك النظام ما بين عاجز ومتواطئ! كل هذا بينما عدونا الإسرائيلي سادر في غيبه، يتوسع في جداره العنصري، وفي التهامه للأرض الفلسطينية، وفي تجريفه للأرض العربية الفلسطينية المزروعة، وفي قتله لأبناء شعبنا بالجملة والمفرق، ويتمدد ذاك العدو في مستوطناته، بينما الأخوة يقتتلون، وقد أداروا ظهورهم لذاك العدو، والنظام الرسمي العربي صامت، صمت القبور، وكأن الأمر لا يعني بعض هذا النظام، فيما تأتي هذه الانتهاكات الإسرائيلية وفق ما يشتهي البعض المتواطئ من هذا النظام.
صحيح أن الوضع الرسمي العربي بائس ورديء، وصحيح أيضاً أن الوضع الفلسطيني انعكاس للوضع الرسمي العربي، لكن هذا الانعكاس أكثر بؤساً من الأصل، ولا أدري لماذا سرقتنا السكينة، فلم نعد نرى الكارثة التي أخذت تتوغل فينا، حتى كاد البند الأول من «خارطة الطريق» أن ينفذ فينا، وهو القاضي بتفكيك البنى التحتية للفصائل الفلسطينية.
كل هذا وبعض مسؤولينا يتباهى ـ دون أن يرف له جفن ـ بأنه يأخذ بخارطة الطريق، بينما يتم حرف الاحتقان الشعبي الفلسطيني إلى صدامات لا مبرر لها، ستمهد للضربة الأخيرة لما تبقى من المقاومة، وبعضنا غافل، عن قصد أو عن حسن نية، لا فرق، بينما لا يفيد قضيتنا الوطنية التأوه والركود ومصمصة الشفاه، أو حتى البكاء!
المصدر
- مقال:كارثة جديدة!المركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات