قصة يوسف.. أصغر معتقلي الإخوان
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
كتب- ياسر هادي
- أكدت السلطات المصرية أنها تمنح الفرصة لصغار السن لإثبات أنفسهم والدخول إلى مجال الحياة العامة منذ نعومة أظفارهم؛ وذلك لإتاحة الفرصة أمام الشباب لكي يتبوؤا موقع الصدارة في الحياة العامة.
- ولا تنخدعوا بمن يقول إن الحكومة تصر على بقاء العواجيز وكبار السن في مواقعهم لسنوات طويلة، وإذا لم تتأكد من تلك الحقيقة بعد فإليك هذا الدليل:
- فقد اعتقلت مباحث أمن الدولة صبيًّا في الصف الثاني الثانوي بمدرسة الصالحية بفاقوس، واسمه يوسف إبراهيم يوسف بتهمة توزيع منشورات؛ حيث تم القبض عليه على يد عمدة قريته، والذي يدعى عبود السناوي، وهو عمدة قرية (العزازي) التابعة لمركز فاقوس بالشرقية (شمال القاهرة).
- وهذا الصبي إذا رأيتَه تتأكد من نظرية الحكومة في تشجيع الكوادر الشابة؛ حيث تصر الحكومة على منحه الفرصة كاملةً لكي يذوق طعم السجن، وهي فرصة بالطبع لكي يصقل خبراته ويستقبل الحياة بشكل مختلف، وهذه الفرصة- التي اختصت بها الحكومة يوسف- لم تعطها لأمثاله من الفتيان الذين يدخِّنون في الطرقات وعلى المقاهي، ولم تمنحها كذلك للمتسولين أو النشالين، لكن عمدة القرية الذكي لم يشأ أن يحرم يوسف من هذا الشرف.
- قصة يوسف هي نموذج على تخبُّط حكومي لم يسبق له مثيل، ولعل خوف العمدة أو ضباط مباحث أمن الدولة بفاقوس- الذين خافوا من يوسف- هم صورةٌ مصغرةٌ للذعر الذي أصاب الحكومة من تحرك الإخوان في الفترة الماضية للمطالبة بالإصلاح ونزولهم للشارع المصري بقوة.
- يحكي يوسف إبراهيم (16 سنة) قصة القبض عليه، قائلاً: "بعد أن أديت صلاة الجمعة في مسجد أبو حبال بقرية (العزازي) بفاقوس قام العمدة عبود السناوي وشيخ الخفر إلى مقر العمدية ثم أجرى اتصالات بمباحث أمن الدولة أخبرهم خلالها أنني كنت أوزع منشورات، رغم أن ذلك لم يحدث؛ حيث كنت أصلي الجمعة كباقي المصلين".
- ويواصل يوسف.. "تم اقتيادي إلى مقر مباحث أمن الدولة بفاقوس واحتجازي هناك حتى الساعة 9 مساءً، وتم اقتيادي مرةً ثالثةً إلى مركز شرطة فاقوس؛ حيث تم تحرير محضر لي وتم وضعي في سجن المركز حتى الصباح إلى أن تم عرضي على النيابة التي قررت حبسي 15 يومًا على ذمة التحقيق وسط دهشة الجميع، وبذلك أصبحت أصغر الإخوان المعتقلين سنًّا"، ووبساطة يؤكد يوسف أنه لم يسبق له الاشتراك في أي مظاهرة.
- وعن الليلة الأولى التي قضاها يوسف في السجن يؤكد قائلاً: إنه شعر خلالها بخوف طبيعي؛ لأنها أول مرة يبيت فيها خارج منزله ووسط أشخاص غرباء عنه، وبعيدًا عن حضن والديه.. إلا أنه أخذ يتقبل الوضع في السجن وسط دهشة الجميع بسبب حداثة سنه.
- ويؤكد يوسف أن أهله لم يلوموه أو يوبِّخوه، "بل على العكس كانوا راضين عني؛ حيث لم أرتكب شيئًا يستحق التأنيب"، ويضيف أن حبسه لمدة 15 يومًا تسبب في ضياع عدد كبير من الدروس منه، إلا أنه مصمم على تعويضها، مشيرًا إلى أن مستواه الدراسي جيد والحمد لله.
- بقيت الإشارة إلى أن يوسف هو الابن الرابع والأصغر لوالديه، ويحفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم، وقد تم إخلاء سبيله يوم السبت 21/5/2005م، وأصر على أن يوجِّه كلمةً إلى عمدة بلده لخَّصَها في كلمات بسيطة، هي (حسبي الله ونعم الوكيل)..!!
المصدر
- مقال:قصة يوسف.. أصغر معتقلي الإخوانإخوان أون لاين