قانون المفقود!! تعقيب على رئيس تحرير (الأهرام)
تعقيب على رئيس تحرير (الأهرام)
د. ياسر جابر-*مدرس الرمد بكلية الطب بجامعة الزقازيق
دعا الأستاذ أسامة سرايا - رئيس تحرير (الأهرام) إلى وقف خروج الإخوان على القانون بمقاله الافتتاحي يوم الجمعة 15/12 بعنوان "وقفة مع الجماعة المحظورة" في إشارةٍ إلى الاستعراض الرياضي الذي قام به بعض طلاب الإخوان أثناء اعتصامهم بساحة جامعة الأزهر ، ولأول مرة منذ سنين أجد نفسي متفقًا مع الأستاذ سرايا في مبدأ، نعم يا أستاذ سرايا هيَّا نطبق القانون.. هيا بنا نطبق القانون على الفاسدين!!
هيا بنا نطبِّق القانون على مزوِّري الانتخابات وأعوانهم من ضباط الشرطة الذين أثبتت أحكام القضاء تورُّطَهم في التزوير، بل ورئيس الوزراء الذي اعترف بنفسه بتزوير الانتخابات في 40 دائرة والاعتراف منشور ولم يكذبه حتى الآن!! هيا بنا نطبق القانون على شرطي يطلب المساعدة من بلطجي أو (مسجل خطر) لترويع الناخبين أو تفريق طلاب وإيذائهم، فيصبح الشرطي والبلطجي سواسيةً في القدْر وفي الإجرام أمام القانون بل وأمام التاريخ!!
هيا بنا نطبق القانون على المسئولين عن انهيار التعليم والزراعة والمواصلات وعلى مستوردي المواد المسرطنة.. هيا نطبقه على الفاسدين وسارقي قوت الشعب وناهبي البنوك، هيا نطبقه على المتورِّطين في النهب العام للقطاع العام!! هيا نطبِّق القانون على ضباط أمن الدولة المتهمين بتعذيب المواطنين وانتهاك أعراضهم والتعدِّي على القضاة بل وتمزيق علم مصر !!
هيا نطبِّق القانون على الحزب الفاشل الذي باتت مصر معه تقارَن ببوركينا فاسو لا بكوريا الجنوبية التي كنا نسبقها في الستينيات، هيا نطبقه على الذين انهزموا في كل موقعة ونالوا صفرًا في كل محفل، هيا نطبق القانون على حزب قانون الطوارئ والمحاكم العسكرية وآلاف المعتقلين، هيا نطبقه على النصَّابين السياسيين والمخبرين وعبَدَة السلطة وماسحي الجوخ ومنافقي السلطان ورافعي أيديهم كالتماثيل لتمرير قوانين احتكار الحكم وأبدية السلطة وتوريث الوطن!!
ولماذا نذهب بعيدًا ولا نطبق القانون على سلفك ونحاسبه على مصادر ملايينه وقصوره وسوء إدارته وديون مؤسسته!!هل هؤلاء الطلاب الذين لم يؤذوا بشرًا ولم ينتهكوا عرضًا كما تفعلون أنتم- بل وتحملون القهر والشطب والظلم والتعذيب- أصبحوا هم العقبة أمام عبور مصر نحو المستقبل المتشح بالسواد في ظل قيادة الحزب الفاشل؟!
يضيف الأستاذ سرايا: أن الإخوان هم "الآفة السياسية الأولى التي تعانيها الحياة السياسية المصرية؛ حيث إنها تتربَّص بالديمقراطية وحرية التعبير وحرية الصحافة"، والحقيقة أن الحزب الفاشل هو الذي يحكم بالكاكي والمخبرين والبلطجية، هو الذي يصادر الرأي ويضع السجن كسيفٍ مُصلت على رقاب أصحاب الكلمة، من أمثال إبراهيم عيسى، ووائل الإبراشي، وعبد الحليم قنديل.. الحزب الفاشل هو الذي يمنع قيام الأحزاب ويعيق إصدار الصحف، حتى أصبحت كلمة الديمقراطية في أفواهكم كلمةَ إدانة لكم كل يوم في ظل ما تفعلون!!
أما التعبير الفريد من نوعه فهو ما قاله الأستاذ سرايا: "إن الشعب يخشى على نظامه الذي يكفل له استمرار الحياة".. كلا يا سيدي إنَّ ما نعرفه هو "أن الشعب يخشى من نظامه الذي يسلب منه الحياة"، في القطاراتِ والمسارح المحترقة وفي قاع البحر الأحمر أو بتأثير فيروس سي الذي انتشر في أكباده أو بسرطان وزارة الزراعة أو في أقسام الشرطة تحت أيدي باشوات التعذيب!! بل يخشى من هذا النظام على أبنائه الذين سيرثون وطنًا منهوبًا يحكمه الذل والجهل والاستبداد تحت وهم "الاستقرار!!".
يا سيدي.. الحقيقة أنكم فشلتم في إدارة هذا الوطن، وغاية فشلكم أن القانون لم يعُد له سيادة، أعيدوا دولة سيادة القانون، وليتحمل كلٌّ مسئوليتَه أمام القانون وليختَر الشعب مَن يشاء، عندها أزعم أن مصر ستكون أخذت الطريق الصحيح، وعندها أيضًا أزعم أن الكثيرَ من الصحفيين بل وبعض رؤساء التحرير سيقعون تحت طائلة القانون إن أُقِرَّ الكذب والتدليس كجريمةٍ يحاسب عليها القانون!! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين
المصدر
- مقال: قانون المفقود!! تعقيب على رئيس تحرير (الأهرام) موقع إخوان برس