قال صديقي ...كنت ناوي ألتحي .. !!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
قال صديقي ...كنت ناوي ألتحي .. !!


بقلم : خميس النقيب

هل الاسلام اشكال دون اعمال؟ ، هل الاسلام اصبح مظهر دون جوهر ؟ هل الالتزام بالاسلام سلوكا غير سوية ؟ هل حفظ القران اخلاقا غير حسنة ؟ هاجمني صاحبي بهذه الاسئلة المتناقضة القاسية ؟ اخذت اهدئء من روعه واخفف من غضبه بعد ان طلبت له كوب من الليمون ....!!

ثم بدات معه هذا الحوار الساخن ...!! قلت له كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ملتحيا وكان خلقه القران ، بل كان قران يمشي على الارض كما قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها ، صحيح اللحية اوجبها بعض العلماء واختلف فيها البعض الاخر..!!

قال لا ادري هؤلاء الملتحين لمن يسيئون للاسلام ام للالتزام ام لانفسهم ؟!! قلت ليس الكل بهذا الشكل الذي يضايقكك وانما لي اصدقاء منهم غاية في الانصاف وعدم الاجحاف ..!! قال : هؤلاء الاعم وهم يشوهون الكل ..!! قلت المهم ليس هو الشكل وانما ما وراء اللحية..!!

واللحية ليست حكرا على احد كما ان الالتزام والاسلام لا يوزع على المريدين ، والملتزمون لا يوزعزن قراريط في الجنة انما هو الاخلاص قبل كل شيء ...!! قال كانوا منغلقين على انفسهم لا احد يعلم شيء عنهم ، نحترمهم على انهم شيوخ حاملي القران ولما نزلوا الي الشوارع وتعاملوا مع الناس وخاصة في الانخابات الاخيرة انكشف المستور وظهرت الحقيقة .

قلت : حنانيك لا تكن قاسيا فهم اخواننا في الدين واشقائنا في الوطن وشركائنا الان في البرلمان ويعملوا معنا في نفس المشروع والناس اختارتهم...!!

قال : بالخداع والكذب وتكفير الناس وخطف الناخبين ..!! قلت له كانت هذه تجاوزات من الكل قال : لا والله كانت عند الملتحين ظاهرة وخاصة من القادة وكانها حرب قبل ان تكون حزب ..!! كنت ناوي التحي الا ان هذه الممارسات جعلتني اتريث في الامر ..!! قلت له الالتزام بينك وبين الله تؤجر عليه من الله.. التحي انت وحسن الصورة يكون اجرك مضاعف ..!!

وهنا بدأ صديقي يسرد ما رآه وانا احاول ان ارده عن مسعاه وادفعه الي العمل- فقط - ابتغاء مرضاة الله ..!!

قال : لقد سمعت بأذني رأسي ولم يقل لي احد ان شابا اعترض امرأة عجوزا تحمل ورقة من حزب الحرية والعدالة مكتوبا فيها اسمها ولجنتها وبها رموز مرشحي الحزب فسألها مع مين يا حاجة قالت له حزب الحرية والعدالة قال لها خلاص علمي على الفانوس ورمز كذا وكذا رموز مرشحي حزب النور، فقلت له حرام عليك ياملتزم قال الحرب خدعة , و إحدى فتيات حزب النور تريد ان تخطف زوجة رجل وتؤثر عليها وهي برفقته

ثم قصة التحالف الجديد مع الفلول , ومنهم من يفتخر أنه لا يصلي حتي تغلق اللجان وانه بذلك مرابط في سبيل الله ، والأدهى والأمر من ذلك يقول صديقي : أنني سمعت ان طفلين في سن الثامنة في المسجد يقول أحدهم للآخر : الإخوان المسلمون مسيحيون . ولما سئلا من اخبركما قالا : أن المعلم في المدرسة وبالطبع هو من حزب النور ومن أصحاب اللحى هو من علمهم هذا .

وكيف لا والشيخ مصري واخوه الشيخ هاني والشيخ خالد عمر مرشحو الحرية والعدالة يتحولون في لمح البصر إلي مسيحيون ويشاع عليهم ذلك ثم يبرر كل ذلك بان الحرب خدعة .!!

قلت لصديقي بعد ان تركته يقول كل ما يريد : يا اخي انها امانة وليست حصانة ، انها تكليف وليست تشريف ..!!عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِى قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِى ثُمَّ قَالَ « يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْىٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِى عَلَيْهِ فِيهَا صحيح مسلم .

ولنتعلم جميعا من امين الامة ..!! وقال أبو عبيدة في مواساة خالد بن الوليد عند عزله: .. وما سلطان الدنيا أريد، وما للدنيا أعمل، وإن ما ترى سيصير إلى زوال وانقطاع، وإنما نحن أخوان وقوّام بأمر الله عز وجل، وما يضير الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ودنياه، بل يعلم الوالي أنه يكاد يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة لما تعرض من الهلكة إلا من عصم الله عز وجل، وقليل ما هم وعندما طلب أبو عبيدة من خالد أن ينفذ مهمة قتالية تحت إمرته، أجابه خالد قائلاً: أنا لها إن شاء الله تعالى وما كنت أنتظر إلا أن تأمرني، فقال أبو عبيدة: استحييت منك يا أبا سليمان. فقال خالد: والله لو أُمِّر علي طفل صغير لأطيعن له، فكيف أخالفك وأنت أقدم مني إيماناً وأسبق إسلاماً، سبقت بإسلامك مع السابقين وأسرعت بإيمانك مع المسارعين، وسماك رسول الله بالأمين فكيف ألحقك وأنال درجتك والآن أشهدك أني قد جعلت نفسي حبساً في سبيل الله تعالى ولا أخالفك أبداً، ولا وليت إمارة بعدها أبداً ولم يكتف خالد بذلك فحسب بل اتبع قوله بالفعل وقام على الفور بتنفيذ المهمة المطلوب...

.. قال إذن لماذا توجيه البسطاء وتخويفهم ...!! هل هذا هو الاقتداء الصحيح بالقرآن والسنة ..!! هل المباديء تتجزأ ..؟ !! هل الغاية تبرر الوسيلة ؟!! هل هذا هو حب رسول الله واتباعه حقا..؟ لقد قال الله تعالي " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "(آل عمران:31)أم ولقد أنكر الله علي قوم يوزعن الجنة على من يريدون .." وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ "(البقرة : 111) الدين حسن الخلق .. كما ان الحج عرفة ... الدين المعاملة ..بمعني ان الدين ليس مظهر دون الجوهر وليس اشكال لا تتفق مع الافعال ..ان الله لاينظر الي صوركم ولكن ينظر الي اعمالكم ...!! ثم قال : فاتقوا الله ايها المتجاوزون من الملتحين .. كونوا صورة حسنة لما تدعون .. قلت لصديقي : الطريق ليس مفروش بالورود وقد قال ابو بكر رضي الله عنه حين ولي الخلافةبعد انحمد الله ، وأثنى عليهبالذي هو أهله ، ثم قال : أما بعد أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ولستبخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ؛ وإنأسأت فقوموني ؛ الصدق أمانة ، والكذب خيانة لا يدع قومالجهاد في سبيل الله إلا ضربهم اللهبالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء ؛ أطيعونيماأطعت الله ورسوله ، فإذا عصيتالله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، لا عجب ان من قال هذا الكلام كان اول المبشرين بالجنة ، يدخل من اي ابوابها شاء..!! وقال حذيفة : دخلت على عمر فرأيته مهموماً حزيناً . فقلت له : مايهمك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إني اخاف أن أقع في منكر فلا ينهاني أحد منكم تعظيماً لي . فقال حذيفة : والله لو رايناك خرجت عن الحق لنهيناك . ففرح عمر وقال : الحمد لله الذي جعل لي اصحاباً يقوموني إذا اعوججت ( الطنطاوي 358) .

و كان يقول رحمه الله امرىء اهدى الي عيوبي ... يا اخي :ربما تدفعهم هذه التجاوزات الي مراجعة انفسهم بل تدفع كل التيار الاسلامي بكل توجهاته ان يعيد حساباته ويراجع افراده وينقي صفوفه من الدخلاء والعملاء والمشوهين ...!! اللهم امين

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك و يؤمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر.. اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا حبك ، اللهم ارفع مقتك وبغضك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم سَدِّدْ خُطانا إليك، شرِّفنا بالعمل لدِينك، ووفِّقنا للجهادِ في سبيلك، وغيِّر حالَنا لمرضاتك، امنحْنا التقوى، واهدْنا السبيل، وارزقنا الإلهامَ والرشاد، اللهمَّ ارزُقْنا الإخلاص في القوْل والعمل، ولا تجعلِ الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ عِلْمنا، وصلِّ اللهمَّ على سيدنا محمَّد وعلى أهله وصحْبه وسلِّم، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

المصدر