قالب:من مثلك ؟
تمضي الأيام كما تمضي غيرها من الأشياء لحظات عابرة تحمل في طياتها أحداثا تنحت في الذاكرة خواطر تدفعنا لاستحضار المعاني والعبر و بقدر الحدث بقدر ما كانت المعاني أشمل و العبر أكثر أثرا وفي هذا الشهر مر حدث أقل ما يقال عنه أنه عظيم فقد جلب معه كل الخير جلب معه خير الورى محمد المصطفى. هتفت بك الأرواح من أشواقها
فكما كان ميلاده أفضل منحة لهذه الأمة كانت وفاته محنة بل كان أشد فاجعة على هذه الأمة. بقدومك استبشرت بنا الدنيا
وبرحيلك اشتد ظلام العين من حزن
فمتى يا قلبِ يكتمل المُنى ومتى يا روح نروي شوقنا فالمنى كل المنى والشوق كل الشوق بأن نجمع مع الحبيب المصطفى في جنة النعيم ونكون ممن قال فيهم "المرء مع من أحب". ولشاعرنا خليل محمد عجب الدور خواطر و مشاعر في مدح الحبيب نستعرض بعضا منها يقول خليل : رسول خلقه القران داعِ
بيوم وضوعه الأصنام أمست
وكيف لا وقد قالت عنه أمنا عائشة "كان خلقه القران" ولعل الشاعر يرمز لهذا الحديث وأبان الشاعر خليل أيضا عن نكوس الأصنام وهل يقوى الظلام غداة حين إذا الشمس بانت أن يعاند فكيف يجتمع الحق و الضلال، فبقدومه أشرقت أنوار الهداية على الكون كله و حرر الله به الإنسان من ظلام الجاهلية التي من لم يعرفها ما عرف مقدار نعمة الله عليه بأن كان مسلما. ويقول الشاعر خليل أيضا : أتى و القوم في جهل شنيع
فهم عبدوا الحجارة واستساغوا
يحبون التفاخر و التباهي
ولما جاء احمد ما استطاعوا
أراهم أن دين الله يدعوا
وأن الله ليس له شريك
وهل بعد هذا الوصف توضيح أو تفسير فقد أبلغ الشاعر في الوصف وأختصر ووضح الفرق بين حالتين حالة ما قبل الرسالة و حالة شروق الشمس بالإسلام حتى أنهم ما استطاعوا لدين الله كتما بالجدال فالشاعر هنا يبين لنا الفرق بين حالتين ويبدأ بوصف الأولى لأسبقيتها الزمنية ويختار بعض مميزات تلك الفترة من شرب الخمر و عبادة الحجارة ثم يأتي بعد ذلك ليبين وضوح البيان بعد مجئ المصطفى ويوضح أهم معالم الدعوة الجديدة من توحيد ودعوة للفضيلة و الحسنى فهل بعد هذا البيان في الوصف نرعوي ونعلم أن أفضل إحتفال لنا بالرسول هو أن يكون الاحتفال به كل يوم بإتباع سنته و العمل على تطبيق شريعته فلنحتفل جميعا بمولده كل يوم و بإتباعه وقراءة سيرته واستشعار محبته والصلاة عليه جمعنا الله به في جنة النعيم .
|