قالب:قضايا طلابية
" قضايا طلابية "
قالها أحمد بزفرة حارة , و لم يكن وحده من يجلس متضايقا من تأخر المدير , بل كان هناك حشد كبير من الطلاب يوحي بوجود حدث ما , و فعلا كان هناك ما يستدعي الانتباه و الانتظار ليس لأحمد فقط بل لكل الأسر السودانية فقد كان في حوزة المدير نتائج الشهادة السودانية. نجح أحمد و انهالت عليه التهاني و التبريكات و دخل الجامعة و هناك فقط بدأت القصة , عالم جديد لا يشبه المدرسة فليس هناك طابور صباح ولا زي موحد و الطلاب و الأساتذة يتناولون الإفطار في مكان واحد , أشياء كثيرة لم يستوعبها عقل أحمد بسهولة و بينما كان أحمد يسير في حرم الجامعة , فجأة وجد تجمعا من الناس يلتفون في شكل حلقة , و في وسط الحلقة كان أحد الطلاب يتحدث بصوت مرتفع , ظن أحمد للوهلة الأولى أن المتحدث مجنون و لولا ذلك لما اجتمع الناس من حوله كما يجتمعون في السوق حول من به مس , ولكنه عرف لاحقا بعد أن استمع أن هذه التظاهرة الساكنة تسمى ركن نقاش . انصرف أحمد وفي عقله أشياء و أشياء وبعض من سعادة لأنه أضاف لقاموسه شئ جديد , دخل أحمد إلى القاعة و جلس و تمعن جيدا و استقر في كرسيه و امتلأت نفسه بشعور غريب , فالجو هنا ليس كجو المدرسة فهنا يوجد طلاب و طالبات وقد لاحظ أحمد أنهن لسن كبنات القرية , فبنت القرية تمتلئ حياءً و أدباً أما هنا فالبنت عارية من كل حياء بل و عارية حتى من ملابسها تقريبا , حتى ظن أحمد للوهلة الأولى أن سوق المدينة قد تأثر بالأزمة المالية و صار شحيحا من الملابس فاضطرت الفتيات هنا لتقليل الأقمشة نتيجةً لشحها في السوق ....! دخل المحاضر و ألقى التحية , و انتظم الطلاب في أماكنهم و جلسوا يستمعون إلا أحمد فقد ظل عقله شاردا يفكر في أحداث اليوم فهي و إن كانت قليلة إلا أن عقل أحمد عجز عن معالجتها .. فمن منكم يساعد أحمد على أن يفهم .....؟ |