قالب:امرأة تشرب من ماء السماء
" امرأة تشرب من ماء السماء !!" نعم كان النساء يصبرن على العذاب والكي بالحديد وفراق الأزواج والأولاد حبا للدين وتعظيما له ولقد كان ثمن ذلك حياتها . أم شريك غزيه الأنصارية أسلمت مع أول من اسلم من مكة فلما رأت تمكن الكافرات وضعف المؤمنات حملت هم الدعوة إلى الدين فقوي إيمانها وارتفع شان ربها عندها ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن إلى الإسلام وتحذرهن من عبادة الأصنام حتى ظهر أمرها لكفار قريش فاشتد غضبهم عليها ولم تكن قرشية يمنعها قومها فأخذوها الكفار وقالوا: لولا ان قومك حلفاء لنا لفعلنا بك فعلنا لكنا نخرجك من مكة إلى قومك فتلتلوها. ثم حملوها على بعير..ولم يجعلوا تحتها رحلا ولا كساء تعذيبا ثم ساروا بها ثلاثة أيام..لا يطعموها ولا يسقوها حتى كادت أن تهلك ظمئا وجوعا وكانوا من حقدهم عليها إذا نزلوا أوثقوها ثم القوها تحت حر الشمس .. واستظلوا هم تحت الشجر فبينما هم في طريقهم نزلوا منزلا..وانزلوها من على البعير وأوثقوها في الشمس..فاستسقتهم فلم يسقوها فبينما هي تتلمظ عطشا إذ بشيء بارد على صدرها فتناولته بيدها فإذا هو دلوا من ماء..فشربت منه قليلا ثم نزع منها فرفع ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع..ثم عاد فتناولته ثم رفع مرارا..فشربت حتى رويت ثم أفاضت منه على جسدها وثيابها.. فلما استيقظ الكفار وأرادوا الارتحال..اقبلوا إليها..فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها ورأوها في هيئة حسنه فعجبوا كيف وصلت إلى الماء وهي مقيده..فقالوا لها : حللت قيودك..فأخذت سقائنا فشربت منه؟ قالت لا والله..ولكن نزل على دلو من السماء فشربت حتى ارتويت فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لئن كانت صادقة لدينها خير من ديننا..وتفقدوا قربهم واسقيتهم فوجدوها كما تركوها .. فاسلموا عند ذلك.. كلهم وأطلقوها من عقالها وأحسنوا إليها.. اسلموا كلهم بسبب صبرها وثباتها... وتأتي أم شريك يوم ألقيامه وفي صحائفها.. رجال ونساء..اسلموا على يدها..
|