فاتبعوني يحببكم الله ...(1/4)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
فاتبعوني يحببكم الله ...(1/4)


بقلم : خميس النقيب

الاتباع لا الابتداع طريق حب الله وتأييده للسائرين بالدين الي الناس اجمعين ابتغاء وجه الله رب العالمين ، لذلك يكون النجاح ويتحقق الفلاح اذا كان الاتباع قولا وعملا سواء بسواء ، لا ينفك احدهما عن الاخر ، والا كان الاتباع باهتا لا روح فيه ولا نفس ، لاحس فيه ولا خبر ...!! وما شهدت به السيرة أن الصحابة - رضي الله عنهم ورضوا عنه - عاشوا أعلى مراتب الاتباع ، علي أنه ما كان في ميدان دون ميدان ، أوزمان دون زمان ، وإنما كان في كل الميادين، وفي كل الأوقات " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "(البقرة:85) وفي ذكري ميلاد المصطفي صلي الله عليه وسلم نبقي مع عاشوا هذا الاتباع مع النفس الأمارة بالسوء ، فزكوها بلجام التقوى" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا "(الشمس:9) ، وعاشوا هذا الاتباع ضد الشيطان المترصد لهم فقاتلوه بالايمان والاخلاص وهزموه " .. فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً "(النساء:76) ، وعاشوا هذا الاتباع مع الدنيا وزخارفها، فلم تبهرهم الأضواء ، ولم تفتنهم الاهواء فطلقوها بالثلاثة " فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "(آل عمران:148) ، وعاشوا هذا الاتباع ضد العدو في أرض المعركة ، فانتصروا على أعدائهم في أقصر وقت وبأقل التكاليف ، فكان النصر دائمًا حليفهم، والتأييد ديدنهم " ..وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "(الحج:40) ، ولا شك في أن المؤيد لهم هو الله عز وجل الذي احبهم بحبهم واتباعهم لنبيه صلي الله عليه وسلم ، زكت نفوسهم ، وطهرت صدورهم ، واطمأنت قلوبهم ، وقويت عزائمهم ، وعلت هممهم ، علموا أن الله تعالى لا يحابي أحدًا من خلقه، وتبقى هذه الأخلاقُ في كل زمان وفي كل مكان، فمتي توفرت في مجموعة من المسلمين وفقهم الله عز وجل بنصره وحفظه وحبه وتأييده ..

أما ما عداهم كانوا يتبعون أشياء اخري فأوكلهم الله الي انفسهم و مايتبعون...!!

منهم من ظلموا انفسهم باتباعهم اهواءهم ففقدوا هداية الله لهم" فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "(القصص:50) ومنهم مِنْ اتبع في نفسه من هوي" إن هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى "(النجم:23) ومنهم من اتبع الظن الذي لا يغني من الحق شيئا " "وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً "(النجم:28) ومنهم من اتبع الزيغ يريد الفتنة" فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ "(آل عمران:7)ومنهم من يتبع الشهوات ويريد للمؤمنين ان يميلوا عن الحق واهله " وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً "(النساء:27)

لكن المؤمنين أمروا باتباع النبي صلي الله عليه وسلم إن كانوا يحبون الله فعلا " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "(آل عمران:31) وذلك مغفرة لذنوبهم وزيادة في حب الله لهم واتباعا لنور الحق في طريقهم "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "(الأعراف:157) وهم كذلك يتبعون احسن القول فيحصلوا علي الهداية فتطيب نفوسهم وتتطهر صدورهم وتصفوا البابهم " الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "(الزمر:18)

الذين يتبعون الرسول يوالون الله عز وجل ورسوله والمؤمنين : فكان الواحد منهم بمجرد أن يسلم يترك كل ما كان من أمر الجاهلية، ولا يكون حبه ونصرته واتباعه إلا لله عز وجل ولرسوله صلي الله عليه وسلم ، فهذا عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول يبلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر بأبيه وهو في ظل أطم - أي: في مكان مرتفع - فيقول: غبر علينا ابن أبي كبشة، فيأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول: يا رسول الله، والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه، فيَرُدُّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: لا، ولكن بِرَّ أباك وأحسن صحبته ، وقتل أبو عبيدة بن الجراح يوم بدر أباه ، حيث تعرض له أبوه يريد أن يقتله ويتحاشاه أبو عبيدة، فلما أصر أبوه على قتله تمكن منه أبو عبيدة فقتله، ويمر مصعب بن عمير على أخيه أبي عزيز بن عمير وقد أسره أحد الأنصار، فقال للأنصاري: شد يدك به؛ فإن أمه ذات متاع،فقال أبو عزيئ:يا أخي، هذه وصاتك بي؟ فقال له مصعب: إنه أخي دونك.

الذين يتبعون الرسول يعظمون أمر الله عز وجل ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم: فكانوا يسارعون إلى تنفيذ أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم؛عملاً بقول الله عز وجل: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"( آل عمران: 132).

فمن ذلك استجابة الصحابة - رضي الله عنهم - لأمر الله عز وجل وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - وخروجهم إلى حمراء الأسد الغد من يوم أُحُد على ما بهم من جراح وألم، وسجل الله عز وجل هذا الموقف في كتابه الخالد، ونزل قوله عز وجل: "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"( [آل عمران: 172 – 174). لما سقط مسطح بن أثاثة بحادثة الإفك شقَّ ذلك على أبي بكر - رضي الله عنه – وقال: هذا أمر لم نتهم به في الجاهلية، فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام؟! وحَلَفَ أن لا ينفع مِسطحًا بنافعة أبدًا وكان ينفق عليه، فأنزل الله عز وجل: "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"( النور: 22) وسمعها أبو بكر فقال: "بلى والله يا ربنا، إنا لنحب أن تغفر لنا"، وعاد له بما كان يصنع.اللهم احشرنا مع المهاجرين والأنصار والصالحين والأخيار ، والمرسلين الأطهار ،،والشهداء الإبرار اللهم فقهنا في ديننا ، وفهمنا شرعة ربنا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم،والحمد لله رب العالمين .

المصدر