فاتبعوني يحببكم الله...(3/4)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
فاتبعوني يحببكم الله...(3/4)


بقلم : خميس النقيب

يقول صاحب الظلال رحمه الله : إن المؤمنين لا يحبون شيئا حبهم لله ، لا أنفسهم ولا سواهم ، لا أشخاصا ولا اعتبارات ولا شارات ولا قيما من قيم هذه الأرض التي يجري وراءها الناس والذين آمنوا أشد حبا لله ..حبا مطلقا من كل موازنة ومن كل قيد أشد حبا لله من كل حب يتجهون به إلى سواه والتعبير هنا بالحب تعبير جميل فوق أنه تعبير صادق فالصلة بين المؤمن الحق وبين الله هي صلة الحب صلة الوشيجة القلبية والتجاذب الروحي صلة المودة والقربى صلة الوجدان المشدود بعاطفة الحب المشرق الودود . هذا الحب لا يتحقق الا عن طريق محمد رسول الله ...كيف ؟!!

الذين يتبعون النبي يصدقون في اقوالهم ويخلصون في اعمالهم ويستمعون لقول ربهم :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"([التوبة: 119).

عن شداد بن الهاد أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزوة، غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - سبيًا فقسم وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه.فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما هذا؟ قال: "قسمته لك". قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا – وأشار إلى حلقه – بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال - صلى الله عليه وسلم : إن تَصْدُقِ اللهَ يصدقك فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل، قد أصابه السهم حيث أشار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أهو هو؟. قالوا: نعم. قال: صدق الله فصدقه، كما ان الصدق فلاح في الدنيا فهو نجاة وفوز في الاخرة كيف " قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "(المائدة119) .

الذين يتبعون الرسول يثقون بنصر الله عز وجل : كان من ثقتهم بنصر الله عز وجل يتهمهم المنافقون والذين في قلوبهم مرض بالغرور، كما قال تعالى: "إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (الأنفال: 49) .

هذا خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يقول للروم وقد تحصنوا بالحصون: أيها الروم ، انزلوا إلينا، فوالله لو كنتم معلقين بالسحاب لرفعنا الله إليكم، أو لأنزلكم إلينا.

ووقف الفارس المسلم عقبة بن عامر - رضي الله عنه - بفرسه على شاطئ الأطلنطي يقول: والله يا بحر لو أعلم أن وراءك أرضًا تفتح في سبيل الله؛ لخضتك بفرسي هذا.

الذين يتبعون الرسول يتصفون بشجاعة نادرة، وإقدام متواصل :

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، قال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟

قال: نعم، قال: بخ بخ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على قولك بخ بخ؟، قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال - صلى الله عليه وسلم : فإنك من أهلها؛ فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتِل، وفي يوم اليمامة أغلقت بنو حنيفة أنصار مسيلمة الكذاب الباب عليهم، وأحاط بهم الصحابة رضي الله عنهم، فقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم في الحديقة، فاحتملوه فوق الحجف ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من فوق سورها، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه، ودخل المسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة، حتى خلصوا إلى مسيلمة لعنه الله ،وعن أبي موسى الأشعري أنه قال بحضرة العدو: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف، فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا؟ قال: نعم.فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب حتى قتل.

الذين يتبعون النبي يواسون إخوانهم ويتكافلون فيما بينهم : عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قدم عبدالرحمن بن عوف فآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك.

الذين يتبعون الرسول دائما يتهمون انفسهم بالتقصير: فهذا عمران بن حصين يدخل عليه بعض أصحابه، وكان قد ابتلي في جسده، فيقول له نفر منهم: إنا لنبأس لك لما نرى فيك.

قال: فلا تبتئس بما ترى فإن ما ترى بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، ثم تلا هذه الآية: " وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ"( الشورى: 30) ، و أسماء بنت أبي بكر كانت تصدع، فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي، وما يغفره الله أكثر ، وهذا أبو الدرداء يصيبه المرض ويدخل عليه أصحابه ليعودوه، ويقولون له: أي شيء تشتكي؟ فيقول: ذنوبي، فيقولون: أي شيء تشتهي؟ فيقول: الجنة..

الذين يتبعون الرسول يقيمون الليل لما قاله المعصوم : قيام الليل شرف المؤمن ..

هذه جارية مؤمنة ، كانت تصلي بالليل ما شاء الله لها أن تصلي ، فكانت تقول في سجودها: اللهم بحبك إياي أهدني إلي الخير ، اللهم بحبك إياي ارزقني الحلال ، وكلما دعت قالت اللهم بحبك إياي ، فسمع سيدها فجاءها ، فقال لها : أنت اخطات ، قولي بحبي إياك أنت تحبين الله نعم ..لكن من أين عرفت أن الله يحبك ؟ قالت في إيمان ممزوج بحب ربها : بحبه إياي هداني للإسلام ، وبحبه إياي أيقظني بالليل للصلاة والناس نيام ؟

ولكي نصل لهذا الحب يجب ان نتبع رسول الله صلي الله عليه وسلم

اللهم احشرنا مع المهاجرين والأنصار والصالحين والأخيار ، والمرسلين الأطهار ،،والشهداء الإبرار اللهم فقهنا في ديننا ، وفهمنا شرعة ربنا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم،والحمد لله رب العالمين .

المصدر