فاتبعوني يحببكم الله...(2/4)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
فاتبعوني يحببكم الله...(2/4)


بقلم : خميس النقيب

الاتباع نعمة إلهية ، وفريضة إسلامية ، وضرورة أخلاقية ، ومنظومة حياتية ، طريق التقدم والازدهار ، وسبيل العزة والفخار ، ومعين الجهاد والإصرار ، ومصدر العلم والابتكار ، وروح الرهبان بالليل الفرسان بالنهار ، لا تعطي لأي شخص ، ولا تمنح لأي فرد ..!! فقط لمن قدم لها ..!! لمن مهد لها ..!! لمن دفع ثمنها ..!!وأراد أن يستظل بظلها ..!! بإتباع الرسول يحبك الله وتنال رضاه و المؤمنون أمروا باتباع النبي صلي الله عليه وسلم إن كانوا يحبون الله فعلا " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "(آل عمران:31) ..يقول أبي الدر داء رضي الله عنه ..العقلاء ثلاثة من ترك الدنيا قبل أن تتركه ، ومن بني قبره قبل أن يدخله ، ومن ارضي ربه قبل أن يلقاه ..!!ولن يتحقق ذلك الا بخطوات الاتباع ...!! كيف ؟ !!

الذين يتبعون النبي يزهدون في الدنيا ويرغبون في الاخرة : هذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو خليفة المسلمين يرقع ثوبه، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: "رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذ أمير المؤمنين قد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث، لبد بعضها على بعض".

وعن عروة قال: دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح – رضي الله عنهما – وهو مضطجع على طنفسة رحله، متوسد الحقيبة، فقال له عمر: "ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك"، فقال: "يا أمير المؤمنين، هذا يبلغنا المقيل".

وقال معمر في حديثه: لما قَدِمَ عمر الشام تلقاه الناس وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: الآن يأتيك، فلما أتاه نزل فاعتنقه، ثم دخل عليه بيته فلم يرَ في بيته إلا سيفه وترسه ورحله وصدق الله الله عز وجل "أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً "(الفرقان:24)

الذين يتبعون النبي يطلبون العزة بما أعزهم الله عز وجل به من الإيمان والعمل الصالح:

عن طارق بن شهاب قال: خرج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا؟ تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة، ما يسرني أن أهل الشام استشرفوك.

فقال عمر: أواه! لو قال ذا غيرك أبا عبيدة، جعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.

الذين يتبعون الرسول يحرصون على الوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف : عملاً بقول الله عز وجل: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا"( آل عمران: 103)، وبقوله عز وجل: "وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"( الأنفال: 46).

قال قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان صدرًا من خلافته كانوا يصلون بمكة ومِنى ركعتين، ثم إن عثمان صلاها أربعًا، فبلغ ذلك ابن مسعود فاسترجع، ثم قام فصلى أربعًا ، فقيل له: استرجعت ثم صليت أربعًا؟ قال: الخلاف شر.

وعن علي - رضي الله عنه - قال: اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف حتى يكون للناس جماعة، أو أموت كما مات أصحابي.

الذين يتبعون الرسول يسارعون الي التوبة إن بدرت منهم معصية : تفاديًا من سخط الله عز وجل وعقوبته ، كما في قصة ماعز والغامدية ، وربط أبو لبابة ابن عبدالمنذر نفسه في سارية من سواري المسجد لما أحس أنه خان الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلت براءته من السماء في القرآن الكريم ، وكذا الثلاثة الذين خُلِّفوا عن غزوة تبوك بغير عذر، حتى نزلت براءتهم كذلك من السماء.

الذين يتبعون النبي يصدقون في اقوالهم ويخلصون في اعمالهم ويستمعون لقول ربهم :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"([التوبة: 119).

عن شداد بن الهاد أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزوة، غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - سبيًا فقسم وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه.فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما هذا؟ قال: "قسمته لك". قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا – وأشار إلى حلقه – بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال - صلى الله عليه وسلم : إن تَصْدُقِ اللهَ يصدقك فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل، قد أصابه السهم حيث أشار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أهو هو؟. قالوا: نعم. قال: صدق الله فصدقه، كما ان الصدق فلاح في الدنيا فهو نجاة وفوز في الاخرة كيف " قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "(المائدة119) .اللهم احشرنا مع المهاجرين والأنصار والصالحين والأخيار ، والمرسلين الأطهار ،،والشهداء الإبرار اللهم فقهنا في ديننا ، وفهمنا شرعة ربنا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم،والحمد لله رب العالمين .

المصدر