عودة: سأهتم ببناء مدارس إسلامية لإعداد أبناء صالحين
خاص- إخوان أون لاين
مقدمة

- خوض الانتخابات جهاد لله من أجل التغيير السلمي
- الإسلام حدد بوضوح دور النائب والأمانة التي يتحمَّلها
- الإصلاح السياسي الطريق للنهوض والتقدم وهو همِّي الأول
الدكتور خالد عودة من أبرز الرموز السياسية والإخوانية في محافظة أسيوط، وشهرته ليس بانتسابه فقط لعائلة عودة، صاحبة التاريخ النضالي الكبير، وفي مقدمتها الشهيد المستشار عبد القادر عودة.. وإنما تأتي شهرته في الأساس لكونه شخصيةً متميزةً محبوبةً ومبتكِرةً، ويقدم حلولاً كثيرةً لمشكلة البطالة وغيرها.
وخالد عودة يخوض الانتخابات للمرة الثانية في دائرة أسيوط، رافعًا شعار "الإسلام هو الحل"، وقد سبق له أن خاض الانتخابات عام 2000 وحال التزوير والضغط الأمني عن فوزه المستَحَقّ، ولعل هذا ما دفع (إخوان أون لاين) أن تلتقي به وتسأله عن أسباب تكرار التجربة، وهل يرى في الأجواء الحالية بمصر ما يبرِّر خوضَ هذه الانتخابات..؟!
وأسئلةٌ كثيرةٌ طرحناها على الدكتور خالد:
- بدايةً تأتي انتخابات مجلس الشعب بعد سلسلةٍ من الإجراءات التي دخلت على الحياة السياسية كتعديل المادة 76 من الدستور.. فما الذي دفعك للترشح للانتخابات هذا العام؟ هل هو الجو السياسي السائد أم أن هناك أمرًا آخر؟!
- السبب هو الجهاد في سبيل الله من أجل التغيير السلمي تحت أي ظروف، فمن الوضح لكل ذي بصيرة أن الأوضاع في مصرنا الحبيبة تسير من سيئ إلى أسواء، وإن التغيير يتطلَّب أناسًا متجردين لله، ويحبون الخير لهذا الوطن، ويكفي ما شهدتْه مصر طوال السنوات الماضية من فساد استشرى في كل القطاعات، ويكفي أن أعداد الفقراء المُعدَمين في :مصر وصل إلى 13 مليون مصري، لا يتجاوز إيراد الأسرة الواحدة 50 جنيهًا شهريًّا، طبقًا لتقرير التنمية البشرية المصري، الصادر عن معهد التخطيط القومي، كما تبلُغ نسبة البطالة سنويًّا 800 ألف عاطل بمعدل 2200 عاطل كل يوم؛ حيث يزيد عدد العاطلين في مصر حاليًا على 6 ملايين شاب وفتاة، كما انخفض سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية بنسبة تزيد عن 70% خلال الفترة من عام 2000 إلى 2005، بمعنى آخر انخفضت قيمة ثروات المصريين وأجورهم ورواتبهم بنسبة 70%، وارتفاع أسعار الخدمات والسلع الأساسية بنسبة 100% خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
- فمياه الشرب جرى رفع سعرها من 220 قرشًا للمتر المكعب إلى 430 قرشًا للمتر المكعب في مستوى الاستهلاك الأول 20 مترًا، وارتفع سعر اللتر من السولار من 40 إلى 60 قرشًا، وبناءً على ذلك ارتفعت أسعار النقل والانتقال بنسب تتراوح بين 25 و30%، وارتفع سعر كيلو السكر خلال ثلاثة أعوام من 140 قرشًا إلى 225 قرشًا، والأرز من 155 قرشًا إلى 250 قرشًا للكيلو، وارتفعت رسوم ترخيص السيارات بشكل مغالًى فيه؛ حيث ارتفعت مخالفة الموبايل داخل السيارة من 50 جنيهًا إلى 400 جنيه، أو مخالفة حزام الأمان من 50 جنيهًا إلى 400 جنيه، وارتفاع أسعار حديد التسليح من 1900 للطن عام 2000 إلى 3500 للطن عام 2005.. كذلك الخضروات والفواكه واللحوم ارتفعت أسعارها بنِسَبٍ تتراوح بين 25% إلى 100%، ونهب أموال الشعب المودعة بالبنوك؛ حيث حصل 333 رجلَ أعمال فقط على قروض وتسهيلات ائتمانية تبلغ 80 مليار دولار، بينما لم تحصل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المحافظات المختلفة- والتي يبلغ عددها 1.3 مليون منشأة ويعمل بها أكثر من 5 ملايين عامل- سوى على 10.6 مليارات جنيه، بمتوسط مائة ألف جنيه تقريبًا لكل منشأة، بينما متوسط ما حصل عليه كل رجل أعمال هو 240 مليون جنيه للشخص الواحد.
الإسلام هو الحل

- لماذا تخوض الانتخابات تحت شعار الإسلام هو الحل، خاصةً وأن هناك اتهامًا بأن هذا الشعار راح زمانه في ظل تطور الأوضاع السياسية؟!
- سيبقى الإسلام هو الحل لكل المشكلات الإنسانية وهو مفتاح الآخرة، فالإسلام نظام شامل، يصلح لكل زمان ومع جميع الناس إذا حَسُن فهمهم وسَمَت إرادتُهم، كما أن الإسلام يوجِب أن يكون رأيُ نائب الدائرة في كل ما يخص شئونها مجردًا من كل مصلحة شخصية أو عصبية أو عضوية، فهو مسئول أولاً وقبل كل شيءٍ أمام الله عن هذه الأمانة التي أولاها الشعب إياه، وعليه أن يستوحي مشاكل وهموم وتطلعات أفراد الدائرة عند اقتراح أو قبول أو رفض أي تشريعات تنظيمية على المستوى القومي، وأن يجعل انتماءَه للحق أينما كان وأن يسير وراءه، ويدور في نطاقه ويدافع عنه، مبتغيًا في ذلك وجه الله.
- الجماهير ترى أن انتخابها لمرشح الحزب الوطني أفضل لها من مرشح المعارضة؛ لأنه لن يستطيع حل مشاكلها.. فما هو تعليقك؟!
- أعتقد أنه اعتقاد خاطئ؛ لأن المرشَّح لمجلس الشعب هو مرشَّحٌ عن الأمة، ونائبٌ عن الأمة في تنظيم المجتمع وكفايته وحمايته، وليس عن دائرة معينة، ودور النائب في مجلس الشعب دورٌ له جوانب عديدةٌ، فهو يراقب أداء الحكومة، ويسنُّ تشريعاتٍ جديدةً، ويسائل المسئولين عن أدائهم، ومع ذلك يجب على نائب الدائرة أن يستلهم مشاكل دائرته عند إقرار أو رفض أو قبول أو اقتراح أي قانون أو تشريع.
- كما يعمل الإخوان المسلمون على حل مشاكل أفراد الدائرة بصفة دائمة، دون الحاجة إلى مقابل دنيوي، وقد أظهرت تجربة الإخوان المسلمين في المجلس مدى كفاءة نواب الإخوان في أداء هذا الدور، وعليكم بالرجوع إلى تقارير المجلس لتعرفوا ذلك.
- ما أبرز المشاكل التي تواجهها على مستوى الدائرة من الناخبين؟ وما هي مشاكل الدائرة التي تخوض الانتخابات فيها؟!
- مشاكل دائرتي مثل غيرها من المشاكل التي تعاني منها مصر؛ نتيجةَ سوء الإدارة وتوزيع خطط التنمية، فهناك مشكلة البطالة، وتدهور المرافق، ومشاكل تلوث مياه الشرب، والصرف الصحي ببعض الأحياء، وأزمة الإسكان والتعاونيات، وغير ذلك من المشاكل المزمنة التي تحتاج إلى جهد كبير لعلاجها.
- هذه المشاكل لها عشرات السنين، فهل تعتقد أنك قادر على حلها لو دخلت مجلس الشعب؟
- أعتقد أن قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى﴾ (النجم: 39) هو الرد المناسب، وكذلك القاعدة الفقهية "ما لا يُدرك كله لا يترك كله"، ولو أننا فقدنا الأمل في التغيير فلن تشهد بلادُنا أي تطور، كما أننا نتأسي بالرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي لم ييأس من نشر الإسلام، رغم كل الضغوط التي كان يواجهها، ولعل ذلك هو ما يدفعنا إلى التعامل مع هذه الأمور بأمل في الله.
برنامج طموح
- ما هو برنامجك إذًا في هذه الانتخابات؟
- البرنامج لا يختلف كثيرًا عن برنامج الإخوان الرسمي وبرامج باقي الإخوان في الدوائر الأخرى؛ لأن مشاكل وهموم الوطن واحدة كما سبق وأن ذكرت، ولكني أهتم أولاً ببناء الفرد بناءً متكاملاً بوصفه الأصل في التنمية، فبهذا البناء يمكن بناء أسرة ومجتمع بناءً قويًّا واعيًا متوازيًا قادرًا على تحقيق التنمية، والمدارس الإسلامية هي السبيل الأقوم لإعداد أبناء صالحين وجيل مؤمن، يحمل في قلبة عزيمة الإيمان، وفي نفسه روح الإسلام، جيل يوجِّه اهتماماته إلى الأمام، إلى الذرية، إلى الناشئة، إلى الجيل المقبل، دون أن يتخلى عن الوراء، إلى الأبوة، إلى الجيل الذاهب.
- وتوجيهات الحكومة للمحليات بشأن إغلاق هذه المدارس أو مصادرتها، ووقف إنشاء معاهد أزهرية جديدة هو اتجاه لتدمير الجيل المقبل تدميرًا نفسيًّا، وهو اتجاه يعكس نزعات الشر المتأصِّلة على رقاب المحكومين، والسعي لاستعبادهم وإذلالهم؛ ابتغاء مرضاة أعداء الإسلام، وإطلاق حرية إنشاء الجمعيات الأهلية بما تقوم به من دور بالغ الأهمية في خدمات الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والرياضية، علاوةً على ما تحققه من توفير فرص العمل بشكل منتظم يساهم في تقليص البطالة، والمحافظة على حقوق الشعب في القطاع العام وحقوق العاملين المصريين في شركات القطاع العام المعدَّة للبيع، وذلك من خلال إعطاء العاملين في هذه الشركات الأولوية لشراء أسهم الشركات المعروضة للبيع، ووضع القيود على بيع شركات القطاع العام للأجانب حمايةً للأمن القومي، مع التأكيد على ملكية الشعب لشركات الطاقة الكهربائية ومياه الشرب والغاز الطبيعي والخدمات، واستغلال حصيلة البيع لبناء مشروعات صغيرة ومتوسطة يشارك فيها العمال.
- وقبل كل ذلك إعادة تقييم شركات القطاع العام المعروضة للبيع بمعرفة بيوت خبرة محايدة؛ للتأكد من عدم التلاعب في عمليات البيع لحساب أفراد معينين، وضمان المساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات، فلا تمييز لفرد أو فئةٍ أو جماعةٍ دون أخرى، وتحقيق العدالة في توزيع الأعباء المالية، فلا ضرائب غير مباشرة تصيب الفقير والغني على السواء، وإنما ضرائب مباشرة تصيب المموِّل دون غيره، والعدالة في توزيع الوظائف والمناصب، فلا فضلَ لفرد على فرد، ولا لحزبٍ على حزبٍ، ولا لحاكمٍ على محكومٍ، وكفالةُ حرية القول والفكر والعبادة والعمل والتعليم والانتقال والهجرة والجهاد في سبيل الله والعفو في جرائم القصاص والدية، وتأمين احتياجات الناس الضرورية من مأكل ومشرب ومسكن وعلاج وانتقال وتعليم ودفاع، ووقف نزيف الموارد لتوفير السيولة أو لتحقيق نصر سياسي أو إعلامي، وتنفيذ برامج قومية متكاملة توفر فرص العمل لملايين الشباب.
- كذلك برامج لتحقيق التكامل العربي الإسلامي بصفة عامة والتكامل المصري السوداني والمصري الليبي بصفة خاصة، وتطبيق البحث العلمي في كل مجالات التنمية، وتعظيم الاستفادة من خبرات المصريين في داخل وخارج البلاد، وإعادة هيكلة السلطات في المجتمع، بما يضمن عدم جور السلطة التنفيذية على باقي السلطات، ويحقق الرقابة والتقويم للسلطة التنفيذية، ويعزز استقلال السلطة القضائية، ويفصل السلطة المالية لتكون بمنأى عن يد الحكام، وتشجيع الادخار الذي هو سبيل الاستثمار، ونبذ الإسراف والاكتناز، وذلك من خلال بناء ثقافة واسعة في المجتمع تشجِّع على ادخار المال بدلاً من الثقافة الاستهلاكية التي تروِّج لها كل وسائل الإعلام الرسمية، فمعدل الادخار في مصر لم يتجاوز 15% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2003، بينما بلغ 42- 47% في كل من الصين وسنغافورة وماليزيا.
- على أي أساس وضعت هذا البرنامج؟
- على أسس شرعية وموضوعية.
- هل لمست قبولاً له من قبل الجماهير؟ وهل أثرت الدعاية السلبية للحزب الوطني ضد جماعة الإخوان وضد شعار "الإسلام هو الحل" على قبول الجماهير لك؟
- الحمد لله لمست قبولاً، لدرجة أن أحد الشباب قال إن فرحته بسماع شعار "الإسلام هو الحل" أكبر من فرحته بنجاحه في الثانوية العامة، وأعتقد أن هذا الشعور المتنامي هو حائط الصد ضد الدعاية السلبية التي يوجهها البعض ضد الإخوان.
- ما الذي يمكن أن تضيفه هذه الانتخابات من وجهة نظرك للحياة السياسية في مصر؟
- تقدم مصر في مجال الحريات السياسية؛ لأن هذا هو الطريق لأي تقدم ونهضة وتطور.
المصدر
- مقال:عودة: سأهتم ببناء مدارس إسلامية لإعداد أبناء صالحينإخوان أون لاين