عكرمة صبري: لا يجوز التنازل أو التفاوض حول الأقصى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عكرمة صبري: لا يجوز التنازل أو التفاوض حول الأقصى
08-05-2005

حاورته: استشهاد عز الدين

مقدمة

- الشرطة منعت اليهود من الاقتراب خوفًا عليهم لا حبًا في الأقصى

- مؤتمر الشئون الإسلامية تجاهل قضية القدس خوفًا من أمريكا

- الصهاينة ينبشون قبور الصحابة ويقصفون المساجد بالدبابات

"بسم الله الرحمن الرحيم..

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا ينقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يضارُّ أحدٌ منهم، ولا يَسكن بإلياء معهم أحد من اليهود، وعلى ما في هذا الكتاب عهدُ الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.. شهد على ذلك خالد بن الوليد، عبد الرحمن بن عوف، عمرو بن العاص، معاوية بن أبي سفيان، كتب وحضر سنة خمس عشرة".

نعم إنها العهدة العمرية لأهل إيلياء (القدس) منذ ألف وأربعمائة وأحد عشر عامًا.. إنها عهد الله وذمة رسوله- صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين والمؤمنين من قبل ومن بعد بألا يدخل القدس يهوديٌ وألا يدنس الأقصى أحد من أحفاد القردة والخنازير.. نعم.. الأقصى.. الأقصى الذي قيل عنه إنه إن لم يستطع المرء الوصولَ إليه والصلاة فيه فليرسل إليه بزيت تسرج به قناديله، الأقصى الذي تحيق به الأخطار من كل حدب وصوب، وتطأ نعالُ الصهاينة ساحاتِه ليل نهار، الأقصى الذي أُحرق ودمرت بعض أبوابه، واليوم يسعون لتقسيمه ثم هدمه.. الأقصى الذي ما عادت قناديله تسرج بالزيت.. بل بالدماء.. بانتظار من يفي بعهد الله وذمة رسوله- صلى الله عليه وسلم- ويكمل ما بدأ عمر بن الخطاب.

ومن القدس، من فوق منبر الأقصى المبارك كان لـ(إخوان أون لاين) هذا الحوار مع الشيخ عكرمة صبري (مفتي القدس وإمام وخطيب المسجد الأقصى) حول أحداث التاسع من أبريل الماضي والصدام المنتظَر في العاشر من مايو الجاري بين المرابطين حول الحرم القدسي، والغارقين في أوهام الهيكل المزعوم.

  • يتعرض المسجد الأقصى منذ بداية الاحتلال الصهيوني لتهديدات مستمرة، بلغت ذروتها يوم العاشر من أبريل الماضي، حين دعت الجماعات اليهودية المتطرفة لمسيرة من عشرة آلاف يهودي يتوجهون للأقصى لتحقيق وهْم الهيكل المزعوم، فهل كنتم على استعداد لمواجهة مثل هذا العدوان؟!
سبحان الله.. كلما أرادوا المساس ب الأقصى المبارك ردَّ الله كيدَهم إلى نحورهم، وازداد تعلق المسلمين في خارج وداخل فلسطين بمسرى نبيهم الكريم- صلى الله عليه وسلم- فهذا المسجد في قلوب وعقول وعيون كل مسلم على وجه المعمورة، وسبحان القائل: ﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 216)، أما بالنسبة لما يتعرض له المسجد الأقصى من تهديدات وأخطار فهو ليس جديدًا علينا، فقد تعرض للعديد من الأخطار من قبل، ولكن المرابطين من أهل فلسطين يتصدون لها أولاً بأول وعلى أرض الواقع، ويئدونها في مهدها، وبفضل الله- ثم جهادهم- لم يتمكن الصهاينة من فرض أي أمر واقع في باحات الأقصى الشريف حتى اليوم، وهذا ما أثبتته أحداث العاشر من أبريل المنصرم؛ إذ تجلت فيها قوة المرابطين وثباتهم وقدرتهم على صد عدوان اليهود؛ مما دفعهم لتحديد موعد آخر هو التاسع من مايو الجاري ليعيدوا محاولة اعتدائهم ومسيرتهم الفاشلة، ولكننا لن نسمح لهم بذلك، ولن نفرِّط في أي ذرة من تراب الأقصى، فنحن حذِرون، وعلى استعداد تام لصد أي عدوان في أي وقت على مدار السنة وليس في هذه الأيام التي يحددها الصهاينة حتى لا نباغَت باقتحام جديد، مستبشرين ببشارة الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، ولعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء، قلنا: أين هم يا رسول الله؟! قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".


نحن على استعداد تامٍّ لصد أي عدوان يتهدد الأقصى

  • في رأيكم.. هل يستهدف الصهاينة من وراء تلك المسيرات والمواجهات تفريغ طاقة المرابطين حول الأقصى في ردود أفعال في حين تسير مخططاتهم على المدى البعيد لهدم الأقصى .. وكذلك قياس ردود أفعال الشارع العربي والإسلامي إذا ما تم لهم ما يريدون؟!
كل شيء محتمل، لكن ما أود التأكيد عليه أنه لم ولن يحدث تفريغ لثورة المسلمين لحماية الأقصى في أي وقت من الأوقات، حتى ولو بقوا مرابطين على أبوابه 100 عام؛ لأن ارتباطهم به ليس مجرد عواطف عابرة أو انفعال طارئ، وإنما ارتباط عقيدة ووجود، والمسلم يحتفظ بعقيدته حيةً متأججةً بين جوانحه ما بقي فيه نفَس يتردد، وأي محاولة مستقبلية لتهديد المسجد الأقصى سيدفع الصهاينة ثمنها فادحًا، وسيبذل المسلمون لحماية قبلتهم الأولى مهما كلف الأمر.. أما محاولات الهدم والتقسيم فنحن نعلم ونُعلن في كل محفل أنها لا زالت مستمرةً، ويوم العاشر من أبريل ليس هو اليوم الوحيد الذي يتعرض فيه الأقصى للخطر، ومن ثم لا بد من التواجد المكثف فيه وحوله باستمرار، وهو ما يبذل إخواننا فلسطيني 48 جهدًا كبيرًا لتحقيقه، وكذلك على الأمة أن تقوم بدورها لحماية مسرى نبيها- صلى الله عليه وسلم.
  • تحدثت عن الرباط حول الأقصى، خاصةً في يوم العاشر من أبريل .. فكيف تصف لنا هذا اليوم الذي كنت أحد شهوده؟
بفضل الله تمكن عشرات الآلاف من دخول الحرم القدسي الشريف في ذلك اليوم، وهناك أضعافهم لم يتمكنوا من الدخول فتترسوا حول الأقصى من الخارج، يفْدونه بأرواحهم وأبنائهم وأهليهم، الكبير والصغير كانوا على استعداد للتضحية من أجل الأقصى ، فالطفل يترك مدرسته ويتوجَّه منذ الصباح الباكر للحرم القدسي، والشيخ الطاعن في السن يسرع متكئًا على عكازه ليعينه على المسير وليكون سلاحه في مواجهة الجنود والمتطرفين، ورب العائلة يصطحب زوته وأولاده يفتدي بهم وبنفسه أولى القبلتين وثانيَ المسجدين وثالثَ الحرمين، ويتحصَّن الجميع بالمسجد منذ المساء، يتوضأون ويصلون الفروض والنوافل، ويبتهلون إلى الله بالدعاء وتلاوة القرآن أن يحفظ بيته ويرد كيد أعدائه عنه، فكنا نرى اليهود يفرون من خشيتهم، ولا يجرؤون على الاقتراب من الأبواب الخارجية للحرم، ولتكون للمسلمين آية، إن وعد الله حق، وإنه إن صدق العزم وصحَّت النوايا نصرهم الله بإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم.
  • وماذا بشأن دور الحركة الإسلامية بفلسطين المحتلة عام 48 وعلى رأسها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية؟!
نفتخر بالجهود الطيبة البنَّاءه لإخواننا في 48، من إعمار للأقصى، وترميمه، وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في مدينة القدس ؛ ليتمكن أهلها من البقاء والاستمرار ومواجهة محاولات الصهاينة لطردهم من القدس، وكذلك تيسير تأدية الفروض الخمس ب المسجد الأقصى ، من خلال مسيرة (البيارق)؛ حيث توقف الحركة عشرات الحافلات لتقلَّ المصلين إلى المسجد الأقصى ، وقد أثبتت أحداث العاشر من أبريل أهمية دورهم وثباتهم.
  • هل كان لاعتقال الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية بفلسطين المحتلة عام 48- علاقة بمحاولات اليهود هدم الأقصى ؟
اعتقال الشيخ رائد وإخوانه كان بمثابة العقاب لهم؛ لأنهم شاركوا في ترميم المسجد الأقصى ومرافقه ومواجهتهم المستمرة للاعتداءات المتكررة على الأقصى ومحاولات السيطرة عليه التي تتم من قبل اليهود المتطرفين والحكومة الصهيونية المحتلة.

السلطة الفلسطينية تحتجز أموال صندوق الأقصى

  • وكيف ترون دور وزارة الأوقاف والسلطة الفلسطينية في مواجهة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك؟
للأسف الشديد.. على أرض الواقع لا علاقةَ لوزارة الأوقاف والسلطة الفلسطينية بمدينة القدس من الأصل، وقد تمخَّضت الأحداث عن أن الذين يستطيعون رد العدوان هم المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.. أما من كانوا خارجه فمن يستطيع منهم الدخول ينضم للمرابطين، ومن لم يستطع فإنه يشارك بإصدار البيانات والشجب والاستنكار وبعض الإصدارات، وهذه قضايا إعلامية لا بأسَ بها وإن كانت لا تكفي وحدها.
  • وكيف تصفون موقف الشرطة والحكومة الصهيونية من هذه الأحداث؟
لقد قامت الشرطة الصهيونية بمنع الآلاف من المسلمين من دخول المسجد الأقصى ، بالرغم من أن هذا غير جائز، وأنهم ليسوا طرفًا في المشكلة، كما منعت العديد من اليهود من الاقتراب، ولكن شتان بين الأسباب وطريقة التعامل في الحالتين، فإن منعها اليهود من اقتحام الأقصى كان خوفًا عليهم وحمايةً لهم وليس حبًا في الأقصى أو دفاعًا عنه أو حفاظًا على المقدسات، فكم انتهكوا من مقدساتنا!! كما واكبت أحداث الأقصى زيارة شارون للولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن في صالحه أن يتوتر الوضع على الصعيد الداخلي في ذلك الوقت، هناك عدة عوامل تضافرت، وعلى رأسها موقف إخواننا من فلسطيني 48 الذين حشدوا الوضع ووقفوا وقفةً إيمانية؛ لأن الأمر يخصهم كما يخصنا، فليس لأي مسلم في القدس من الأقصى أكثر مما لأي مسلم آخر في أي مكان على وجه البسيطة.. المهم في الأمر أن كل هذا أثبت في النهاية أن ادعاء الصهاينة محاولتَهم كبح جماح المتطرفين لم يكن إلا "تكتيكًا" وخدعةً يضحكون بها على الرأي العام العالمي.
  • وما تقييمكم لرد فعل العالم العربي والإسلامي على هذه الأحداث؟
نحن لا نعول كثيرًا على الأنظمة العربية، التي لو فكرت أن تتحرك لضاع الأقصى من أيدينا حتى يلتقي الزعماء ويتباحثون ويتدارسون ويقررون، وما أسفرت عنه أحداث العاشر من أبريل أثبتت أن الصهاينة تراجعوا بفضل الله ثم أولئك المرابطين ببيت المقدس، والذي واجهوا الاعتداءات وأجهضوها في مهدها، في حين كانت ردود الأفعال في العالم العربي والإسلامي على مستوى الشعوب والحكومات دون المستوى.
نعم هناك صندوق اسمه صندوق الأقصى ، ولكنه لم يُنتفع منه بشيء، بالرغم من أن بعض الدول تدفع استحقاقاتها فيه، ولكن كل هذا يوهب إلى ميزانية السلطة الفلسطينية ولم يصل منه شيء للأقصى.
  • دائمًا ما تحوم الأخطار حول المسجد الأقصى المبارك من قبل الصهاينة، ولكنَّ وتيرتها تتزايد في بعض الأحيان.. فما الذي دفع اليهود اليوم للتبجح والإعلان عن عزمهم لهدم الأقصى ، بل والسعي لتنفيذ مخططاتهم في هذا الشأن علانيةً؟!
ما في شك أن أوضاع الأمة المتردية هي التي سمحت لكل شرير من شراذم الأرض أن يتجرأ على مقدساتها وأعراضها وأوطانها، فالتمزق والخلاف الذي أصاب الأمة شجَّع الصهاينة على تنفيذ مخططاتهم العدوانية، ومكَّن حكومتهم من تسيير الأحداث الدولية لصالحها، وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين، ولقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورًا كبيرًا في هذا الشأن، ولا زالت تدعم الكيان الصهيوني والمخططات اليهودية في المنطقة والعالم أجمع بكل قوتها ومقدراتها، وهذا ما جعل المتطرفين من اليهود يرَون في الوضع الحالي فرصةً ذهبيةً للانقضاض على الأقصى، ومن المعلوم أن هذه الحركات المتطرفة داخل الكيان في تزايد مستمر، وتقوم الحكومات الصهيونية- على اختلاف توجهاتها- بدعم هذه الحركات، وصدق الرحمن إذ يقول: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ (الحشر:14)، ولكنهم يقوون بضعفنا، ويتَّحدون بفرقتنا، فإذا ما قوي المسلمون واتحدت كلمتهم لرأينا كيف أن هؤلاء اليهود بأسهم بينهم شديد، وأن اتحادهم ما هو إلا قشرةٌ واهيةٌ تُخفي سوسًا ينخر في أوصالهم.
  • هناك عدد من السيناريوهات المطروحة حاليًا في المخطط الصهيوني، من بينها تقسيم الأقصى، كما حدث بالحرم الإبراهيمي على إثر المذبحة الشهيرة عام 1990 م، فهل ترون أنه قد يستطيع اليهود تحقيق ذلك؟!
نحن ندرك تمامًا المراحل التي يخطط لها اليهود لهدم الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه، أولاً: إثبات أمر واقع بالسماح لهم بالصلاة في باحات الحرم القدسي الشريف ، ثم تقسيمه بين المسلمين واليهود، وإيجاد سيادة علوية للمسلمين على ما فوق الأرض من مساحة الحرم القدسي التي تبلغ 144 دونمًا، وسيادة سفلية لليهود على ما تحت الأرض من نفس المساحة، ثم هدم المسجد وإقامة الهيكل على أنقاضه..!! هذه مراحل مكشوفة لدينا، وبفضل الله نُحبط هذه المحاولات أولاً بأول؛ لنمنع فرض أي أمر واقع لليهود بالمسجد الأقصى ، وإن كان العرب والمسلمون حريصين على الأقصى فليتفضلوا لتحريره.
  • لم تقتصر محاولاتهم على ذلك، بل يسعَون لتطويق الحرم القدسي الشريف بمحاولات تجري حاليًا للحصول على اعتراف من علماء وحكام عرب بحقوق مدنية لليهود في القدس ؛ وذلك لإضعاف موقفها في مفاوضات الحل النهائي.. فما موقفكم من هذه المحاولات؟!
نحن أصلاً نستبعد أن يكون هناك حلاً نهائيًا لمدينة القدس ، والصهاينة أعلنوا مرارًا رفضَهم طرح القدس للمفاوضات؛ ولذا فهذا الكلام ليس إلا تخديرًا وإبر "مورفين" لتستطيع قوات الاحتلال تمكين نفسها في المدينة، ولكسب مزيد من الوقت حتى لا يبقى شيء نتفاوض عليه، ومن ثم لا أملَ لوجود حل سلمي لمدينة القدس، أما مسألة الاعتراف بحقوق مدنية لليهود في القدس فإن هذا الأمر لا يحق لا لعالم ولا لحاكم؛ لأن القدس ملكٌ للعرب والمسلمين بأمر رباني، ولا يملك أحد التفاوض أو التنازل عن أي ذرة تراب فيها، ومن يعترف أو يتنازل فهو ليس بصاحب حق؛ لأن اصحاب الحقوق لا يتنازلون عنها، وكذلك لا تملك أمريكا حق السماح لليهود بإقامة مغتصبات في القدس؛ إذ ليس لها سلطان على أي شبر من أرضنا لتمنح أو تمنع.
  • (هدم الأقصى ) كنا نتوقع أن نستيقظ صباح الأحد العاشر من إبريل ليكون هذا هو أول خبر تطالعنا به نشرات الأخبار، فهل من الممكن أن يحدث هذا؟
لا يجوز أن نضع هذا الافتراض، ومع ذلك فكل شيء محتمل، والأقصى سبق وأن هُدم وحُوِّل إلى إسطبلات للخيول وحظائر للخنازير، لكن يبقى المكان هو المبارك، وسيعود المسلمون إلى عزِّهم ومجدهم ونصرهم إذا عادوا لدين ربهم ومنهاج نبيهم- صلى الله عليه وسلم- والخير في أمة محمد إلى يوم القيامة.
لا.. فحقد اليهود ليس له حدود، إنهم يقصفون المساجد بالدبابات، وهناك مساجد تُقتحم ومقابر أثرية- بعضها يَخص الصحابة- يتم نبشها وتحويلها إلى مواقف سيارات ومرافق عامة.
  • في حين لم تهدأ أحداث العاشر من أبريل عقد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مؤتمرَه السابع عشر، وشارك فيه أكثر من 62 دولةً إسلاميةً في السابع عشر من الشهر نفسه، وكنتم أحد المشاركين فيه، فما حجم المساحة التي شغلَتها القضية على مائدة المؤتمر؟!
بالرغم مما احتواه البيان الختامي للمؤتمر من فقرات تدعم القضية الفلسطينية وتستنكر المساس ب
المسجد الأقصى المبارك .. إلا أن هذه الفقرات لم يتم إضافتها إلا بعد جَهد من الوفد الفلسطيني وبعض الوفود الأخرى، خاصةً وأن القضية لم تكن مطروحةً أصلاً على جدول أعمال المؤتمر، وهو ما نعتبره نوعًا من التناسي أو التجاهل لموضوع القدس ، ربما خوفًا من الولايات المتحدة الأمريكية، أو لأنهم لا يأملون بعودة القدس فيتركون الأمر لأهل فلسطين ، بالرغم من إدراكهم أن الأخطار أكبر من حجمنا..!!

المصدر