عبرة بدر
موقعإخوان ويكي
لم يدع الشاعر محمد رجب البيومي ذكرى بدر تمر دون أن يحرك سواكن القلوب، وينعم على قلمه بفيوضلت الخير التي صورت المشهد البدري أثناء معركة بدر والتي حدثت بين المسلمين والكفار عام 2 هـ فيقول:
دع التشدق يا مجنون بالخطب
- فالحكم للسيف ليس الحكم للأدب
إن الحسام إذا أعيتك ضائقة
- يلقي مواعظه في منطق عجب
كم في براهينه من آية كشفت
- عن العقول ظلام الشك والريب
طافت بكل بليغ قام يجحدها
- فأسكتته على غيظ فلم تجب
ردت معارضها عن رأيه خجلا
- وأحرزت في وغاها راية الغلب
فاقبض حسامك لا تقبل به عوضا
- فالسيف أصدق أنباء من الكتب
هذي قريش رأت في الذكر معجزة
- عدت مع الريح فاستولت على القصب
في يوم بدر وذكرى بدر ارتسمت
- في كل ذهن من الأذهان لم تغب
قام الحسام خطيبا في الوغى لبقا
- فكان ما قاله من أجمل الخطب
ثم يقول:
كتائب قد مضى جبريل يحرسها
- ويبعث العزم في أبطالها النجب
فالخيل تصهل تحت البيض راقصة
- والعيس تقفز من وخدٍ إلى خبب
تبيت في زحفها سكرى مرنحة
- حتى لتسحبها في نشوة الطرب
من كل أصيد يزهى في أعنته
- يود لو يلتقي بالموت عن كثب
صهٍ حذار فهذا حمزة التطمت
- دماء صرعاه مثل البحر ذي العبب
قد خضبته كسيف بين راحته
- فيا لمختضب يهوي بمختضب
الله أكبر تم النصر واندحرت
- كتائب عرفت بالفوز والغلب
جحافل قمع الإسلام صولتها
- ألست تسمع منها صرخة الغضب
يسائلون عن الأسباب في عجب
- وليس غير امتشاق السيف من سبب
بالسيف بالجحفل الجرار مصطحب
- تقوم رغم الأعادي وحدة العرب
هم يطلبون دليلا يقنعون به
- وفيك يا بدر ما يبغون من طلب
وبذلك كانت غزوة بدر في شعر الإخوان المسلمين.
المرجع
1- مجلة الإخوان المسلمين النصف شهرية، العدد (67)، السنة الثالثة، 15رمضان 1364ه/ 23أغسطس 1945م.
