عبد الله مصباح: مدارس الصلح تخفيف لأعباء القضاء
أكد عبد الله عبد العزيز مصباح، أحد خريجي مدارس القضاة العرفيين بجماعة الإخوان المسلمين ومرشح الإخوان في برلمان 2010م بمحافظة كفر الشيخ، أن مدارس القضاة العرفيين بالجماعة أنشئِت منذ 10 أعوام، بهدف الصلح بين الأطراف المتنازعة التي تنشب بين العائلات بالمدن والمناطق والأحياء بمختلف المحافظات.
وأوضح لـ(إخوان أون لاين) أن القضاة العرفيين بالجماعة ليسوا بديلاً عن المحاكم كما ادَّعى البعض؛ ولكنها تُسهِم في حلِّ المشاكل قبل وصولها للقضاء وتأزمها؛ لعدم الوصول إلى حالةٍ من الاحتقان والعداوة بين أطراف النزاع.
وشدد على أن الإخوان قرروا تخفيف العبء عن القضاء الذي ينظر ملايين القضايا سنويًّا؛ حيث يؤدي الضغط على القضاء إلى بطء الفصل في النزاعات واتساع المشاكل وإهدار الوقت والمال بين طرفي الخصومة، موضحًا أن القضاء العرفي موجود منذ مئات السنين ويحدث حالةً من التوازن بين أفراد المجتمع عبر إعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه، ثم ترضية الطرفين والصلح بينهما.
وأضاف مصباح أن مدة الدراسة بمدرسة تخريج القضاة العرفيين بالجماعة سنتان يتم فيها مدارسة القرآن والسنة، وخاصةً الآيات والأحاديث التي تشير لطبيعة عمل الحكماء مثل آيات القصاص والمعاملات وأحاديث البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، وعلم المواريث وكيفية تقسيم التركات، وعلم الأحوال الشخصية مثل: الزواج والطلاق وخلافه والمساحة والقانون والفصل بين أصحاب الحرف الواحدة والمواطنين وكيفية حل المشاكل بين الأسر والعائلات وبين الجيران وجميع القوانين المحلية التي تهم المواطنين.
وأكد أنه في ظلِّ النظام البائد كانت مقار مدارس تخريج القضاة العرفيين في المنازل، ومعظم من تخرجوا في هذه المدرسة تلقوا العلم على أيدي أساتذة جامعة كلٌّ في تخصصه، وفي مقدمتهم الدكتور السيد كشك أستاذ بجامعة الفيوم وقضاة عرفيون آخرون سواءٌ من الإخوان أو غيرهم، لهم خبرة في هذا المجال.
وأوضح مصباح أن مدرسة تخريج القضاة العرفيين بالجماعة تابعة لقسم البر بالإخوان، وتشترط اللجنة لقبول الدارس في هذه المدارس أن يكون له القبول الاجتماعي وحسن السمعة والسلوك، وألا يكون له أخطاء قادحة تخل بسمعته، وكذلك سلامة الذمة المالية وعدم تأليب الهوى، وليس شرطًا وجود مؤهل عالٍ.
وأكد ضرورة توفر شروط قبيل عقد جلسة القضاء العرفي من أهمها موافقة طرفي النزاع على القاضي والالتزام بقراراته والرضا، وتنفيذ الأحكام التي تصدر عنه؛ لأن بعض المحاكم أو المستشارين قد يأخذون بحكم الجلسات العرفية بعد التصديق على أحكامها من قِبَل الطرفين والقضاة العرفيين والشهود الحاضرين.
وشدد مصباح على أن القضاء العرفي له تأصيل شرعي في القرآن والسنة مصداقًا لقوله تعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ (النساء: من الآية 114)، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 1) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "وإصلاح ذات البين هي الحالقة".
وقال: إن الصلح بين المتخاصمين له أجر عظيم عند الله، ولذلك ينبغي أن يكون القاضي العرفي خالصًا حكمه لوجه الله بعيدًا عن الهوى، وأن يكون عادلاً، وأن يتخيل نفسه أنه يجلس في مثل مجلس جلس فيه الرسول والأنبياء والصحابة فيتقي الله في عمله.
المصدر
- خبر: عبد الله مصباح: مدارس الصلح تخفيف لأعباء القضاء موقع اخوان اون لاين