عبد الرحمن منصور يكتب: كن من هؤلاء .. ولا تك من هؤلاء
بتاريخ : الأربعاء 13 نوفمبر 2013
لا تك من هؤلاء
1- "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ".
2- "وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ" فلا تحزن أبداً أنهم لم يكونوا معكم فى جهادكم فى رابعة العدوية أو النهضة أو بالمظاهرات أو المسيرات تأييداً للحق لماذا ؟
3- "لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ".
4- "الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
5- "رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ".
6- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ".
7- " وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا".
وكن من هؤلاء
1- "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
2- "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار".
3- "أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ".
4- "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْل مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".
5- "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا".
فلماذا نكن من هؤلاء ؟؟
أولاً: لأن الله تعالى قال "لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًاسورة النساء إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُخْبِرُ أَهْلَ مَكَّةَ بِمَا يَنْزِلُ فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَكَتَبَ الْآيَةَ الَّتِي نَزَلَتْ : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) فَلَمَّا قَرَأَهَا الْمُسْلِمُونَ قَالَ حَبِيبُ بْنُ ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ لِبَنِيهِ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا : احْمِلُونِي فَإِنِّي لَسْتُ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، وَإِنِّي لَا أَهْتَدِي إِلَى الطَّرِيقِ .
فَحَمَلَهُ بَنُوهُ عَلَى سَرِيرٍ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا بَلَغَ " التَّنْعِيمَ " أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ ، فَصَفَّقَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ هَذِهِ لَكَ ، وَهَذِهِ لِرَسُولِكَ ، أُبَايِعُكَ عَلَى مَا بَايَعَتْكَ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَمَاتَ حَمِيدًا . فَبَلَغَ خَبَرُهُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا : لَوْ وَافَى الْمَدِينَةَ لَكَانَ أَتَمَّ أَجْرًا .
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ "وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"
فقد رأى الصحابى أنه ما دام له مال ليستعن به ويحمل به إلى المدينة فقد انتفى عذره - مع أنه كان مريضاً كما تفيد بعض الروايات- فالتعلّات حاضرة والأعذار قائمة ، لكنه أراد أن يصل إلى مقصوده مهما بلغ الثمن فليس المراد الوصول إلى المقصود بل المراد هو صدق التوجه وحسن الاستعداد وهذا ما كلفنا الله إياه.
فهذا الصحابى - وإن لم يصل إلى المدينة - حيث أراد لكن الله علم منه صدق التوجه وحسن الإستعداد فأنزل قرآناً يتلى يعلن للناس جميعاً أن أجر هذا الرجل على الله فمن يقدّر هذا الأجر وهذا فقهٌ أملاه الإيمان وزكّاه الإخلاص والتوحيد ، فنحن فى أمس الحاجة إلى هذا الفهم الذى لم يترك لأحد عذر للقعود فى بيته دون أن يؤدى واجب الوقت وهو الخروج فى وجه سلطان ظالم ونظام فاسد .
ثانياً :حتى نكون من أصحاب الهمم العالية الذين يصنعون تاريخ أمتهم كما صنعها سالفوه ، وما أحوجنا فى هذه الأحداث إلى مثل هذا الجيل صاحب الهمم صنّاع الحياة ، فرب همة أحيت أمة فكونوا كأمثال النسور هممهم دائماً فوق الجبال ولا تكونوا كأمثال الغربان لا ينزلون إلا على الجيف.
ثالثاً : اسمعوا هذا النداء من إمامكم "هل أنتم على استعداد بحق لتجاهدوا وليستريح الناس؟ وتزرعوا ليحصد الناس؟ وأخيرا لتموتوا وتحيا أمتكم؟ وهل أعددتم أنفسكم بحق لتكونوا القربان الذي يرفع الله به هذه الأمة إلى مكانتها؟."
فإذا كنتم على مستوى هذا الاستعداد فأنتم تحتاجون إلى الأمل الفسيح كما يقول الإمام البنا "تحتاج الأمّة النّاهضة إلى الأمل الواسع الفسيح، وقد أمدّ القرآن أممه بهذا الشّعور بأسلوب يخرج من الأمّة الميّتة أمّة كلّها حياة وهمّة وأمل وعزم، وحسبك أنّه يجعل اليأس سبيلاً إلى الكفر، والقنوط من مظاهر الضّلال... ".
وإنّ أضعف الأمم إذا سمعت قوله تعالى: (ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة) ... إن أضعف الأمم إذا سمعت هذا التّبشير كلّه، وقرأت ما إليه من قصص تطبيقيّة واقعيّة، لابدّ أن تخرج بعد ذلك أقوى الأمم إيمانًا وأرواحًا، ولابدّ أن ترى في هذا الأمل ما يدفعها إلى اقتحام المصاعب مهما اشتدّت، ومقارعة الحوادث مهما عظمت، حتى تظفر بما تصبو إليه من كمال".
- من خلال المصادر الثلاث السابقة للإجابة فَهم الإمام البنا رحمه الله هذا الفهم فربّى أبنائه وجماعته على أن يكونوا فى مقدمة المضحين بأموالهم وأنفسهم وبكل ما يملكون من أوقاتهم فقال رحمه الله " ويخطئ من يظن أن الأخوان المسلمين دعاة كسل أو إهمال، فالإخوان يعلنون في كل أوقاتهم أن المسلم لا بد أن يكون إماما في كل شيء، ولايرضون بغير القيادة والعمل والجهاد والسبق في كل شيء ، في العلم وفي القوة وفي الصحة وفي المال ، والتأخر في أية ناحية من النواحي ضار بفكرتنا مخالف لتعاليم ديننا".
المصدر
- مقال:عبد الرحمن منصور يكتب: كن من هؤلاء .. ولا تك من هؤلاء موقع: إخوان الدقهلية