عامر شماخ يكتب: حسن البنا غني عن تاريخكم الغث

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عامر شماخ يكتب: حسن البنا غني عن تاريخكم الغث


17-08-2012

من باب (جر شكل) الإخوان وقطع الطريق عليهم، عمدت صحيفة خاصة إلى فبركة خبر ادّعت فيه أن وزارة التعليم بدأت في وضع شخصية حسن البنا ضمن مناهج تاريخ المراحل الدراسية: الابتدائية والإعدادية والثانوية..

وقد حققت الجريدة المشبوهة هدفها من نشر الخبر؛ إذ هاجم الكارهون للجماعة الوزارة بشراسة والتي سارعت بنفي الخبر، وأكدت أنها لا تعلم عن هذا (القرار) الوهمي شيئًا ولم تفكر- أبدًا- فيما ادعته الصحيفة!!.

وحجة الكارهين: أن حسن البنا لم يرق إلى درجة زعماء مصر الذين جاء ذكرهم في كتب التاريخ، من أمثال عبد الناصر والسادات ومبارك!!، وأنه لم يقدم شيئًا يذكر، بل ذهب بعض المتطرفين منهم إلى ادّعاء أنه أضر أكثر مما نفع.

وإزاء هذا التهريج نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.. إن حسن البنا الذي يردد هؤلاء الغوغائيون اسمه مجردًا كان نسيجًا وحده، وشعرة واحدة في صدره تساوي ألف زعيم من زعمائهم (الفشنك) الذين أحال بعضهم البلاد إلى مستنقع للإباحية، وحصد لنا البعض الآخر هزائم تاريخية ما زلنا نعاني آثارها الكارثية حتى الآن.

لن يضير [[حسن البنا]، مجدد الإسلام في القرن العشرين، أن يُذكر اسمه أو لا يُذكر في تلك الكتب الصفراء المسماة تاريخًا والتي أملاها الطغاة الجهلة يومًا على (كتبة) أطلق عليهم- زورًا- مؤرخين، فكان تاريخًا مسخرة بكل معاني الكلمة؛ رفع أقوامًا سفلة حاربوا الدين واللغة والأخلاق والقيم، وخفض آخرين هم أهل المروءة والإسلام، من أمثال حسن البنا، ممن حموا مصر من الوقوع في شراك الصهيونية العالمية، وحافظوا- رغم ما لاقوه من عنت- على عنصر الدين في الأمة، بأخلاقه الفاضلة وقيمه الرصينة.

لقد اكتسب البنا من الذيوع والشهرة ما لم يتوافر لأحد من البشر باستثناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولو ضرب أحدهم بيده على لوحة مفاتيح حاسوبه لاكتشف تلك الحقيقة، ولعلم أن البنا الذي يمتنعون عن إدراج اسمه ضمن كتب تاريخ مصر، إنما هو زعيم عالمي، تخطى حدود مصر إلى الخارج؛ ليكون واحدًا ممن غيروا الدنيا ولا يزالون.

إن التاريخ الحقيقي لمصر لم يكتب بعد، وإن ما نراه مجرد (خواطر شيوعية) كتبها مجموعة لصوص، سطوا علينا في حقب انتفاش الباطل، وأعطوا لأنفسهم الحق في تنصيب من يشاءون زعماء، واستبعاد من يريدون خارج دائرة تاريخهم المشبوه، وهذا- في حد ذاته- لا يرفع قدر من رفعوه، ولا يقلل قدر من استبعدوه، إنما العبرة بالحقيقة وبالواقع الذي يكذب هؤلاء المزورين، ويجعل عملهم لا قيمة له، هباءً منثورًا.

لقد كان من آخر فضائح المخلوع أنه أمر في 3 من ديسمبر 2005م بحذف جهود الإخوان من كتب التاريخ المطورة، حيث أصدرت المخابرات العامة وقتها أوامرها للجنة المشرفة على وضع مناهج التاريخ، بحذف ما تم إدراجه من أحداث وطنية شارك فيها الإخوان المسلمون، خاصة في مرحلة ما قبل الثورة وحرب فلسطين.

وقد أكد لي أحد أساتذة التاريخ المعروفين، أن التاريخ الحقيقي الموثق الذي أعدته لجان متخصصة أنفق عليها الكثير والكثير، ما زال في مخازن القوات المسلحة لم يفرج عنه؛ لأنه ينصف جماعة الإخوان المسلمين ويدين- في الوقت ذاته- الحكام الإمعات، ولو قدر لهذا التاريخ- الذي أكد الأستاذ أنه يقدر بملايين الصفحات- أن يرى النور لفوجئ الجهلة أن حسن البنا وجماعته قد تسيدوا الموقف، فلم تخل صفحة واحدة من ذكر اسمهم وأفضالهم.

لقد قدر الله الخير للبنا ألا يكتب اسمه في كتب تاريخ مخجل، ليس فيه نصر ولا إنجاز، ولا شخصية تستطيع أن تقول إنها تستحق التكريم.. إن التاريخ الذي تتدخل فيه (إسرائيل) بالحذف والإضافة لا يعد تاريخًا، والتاريخ الذي تفرض عليه إملاءات طائفية داخلية لا يعد تاريخًا.. إنما التاريخ الحقيقي هو الذي يتجاوز الخلافات ويسجل الحقائق بعيدًا عن الواقع السياسي الذي تتصارع فيه القوى والأحزاب.

إن حسن البنا الذي يستكثر الجهلة ضمه لكتب التاريخ، كان زعيمًا بكل مقاييس الزعامة، فهو الخطيب المفوه الجاذب للعقول والقلوب، والعالم الفذ، والعبقرى ذو العقلية التنظيمية الخلاقة، وقد تميز بسمات نفسية وروحية عجيبة، وكان (كاريزما) عصره، فما سمعه أحد أو التقاه إلا تعلق به وأحب فكرته ودافع عنها، وما كتب عنه وما أذيع حول إنجازاته لا يمكن حصره بحال من الأحوال.

ويكفى أن المستشرق الأمريكى روبير جاكسون كتب عنه يقول: "إنني على ثقة بأن حسن البنا رجل لا ضريب له في هذا العصر، وأنه قد مر في تاريخ مصر مرور الطيف العابر الذي لا يتكرر.. ومن أبرز أعمال هذا الرجل، أنه جعل حب الوطن جزءًا من العاطفة الروحية، فأعلى قدر الوطن، وأعز قيمة الحرية، وجعل ما بين الغني والفقير حقًّا وليس إحسانًا، وبين الرئيس والمرءوس صلة وتعاونًا وليس سيادة، وبين الحاكم والشعب مسئولية وليس تسلطًا.. وتلك من توجيهات القرآن، غير أنه أعلنها هو على صورة جديدة لم تكن واضحة من قبل..".

ومن المؤكد: لو وضعت أعمال (زعماء) مصر على مدار تاريخها في كفة ووضعت إنجازات البنا في كفة أخرى، لرجحت كفة البنا، الذي لولاه- بعد الله- ولولا جماعته الوطنية المخلصة لضاعت مصر ولانتقضت الكثير من عُرى الإسلام عروة بعد أخرى.

المصدر