عاكف: رمضان فرصة لتنهض الأمة من كبوتها

(14-10-2004)
كتب- محمد الشريف
حذَّر الاستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين الشعوب العربية والإسلامية من تآمر الصهاينة والأمريكان المدعوم بآلة إعلامية تريد نشر الفتنة وتسير في ركاب أعداء الأمة، كما حذَّر فضيلته من المتحمسين الذين لا يروا إلا ما تحت أقدامهم ويضعون أنفسهم دون أن يدروا في خدمة أعداء الأمة.
وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية إلى الأمة الإسلامية "إنَّ شهر رمضان الكريم يأتي وحريات الدعاة المخلصون الواعون مقيدة، ممنوعون من اعتلاء المنابر لتوعية وترشيد الشباب، وبيوت الله مراقبة تشرف عليها جهات الأمن والعمل الأهلي والاجتماعي والخيري مطارد بذريعة دعم الإرهاب والنشاط السياسي ممنوع فلا انتخابات حرة ولا برلمانات حقيقية ولا محاسبة على هذه السياسات المدمرة والفساد، وذلك في الوقت الذي يتعرض فيه الرأي العام العالمي لأكبر حملة تضليل في التاريخ.
وتحدث فضيلة المرشد في رسالته عن المشهد الدامي الذي تتعرض الأمة العربية والإسلامية مع قدوم شهر رمضان، وقال إنه وسط ما تُعاني منه الأمة يفلت المجرمون الحقيقيون من أي لوم أو عقاب، وجرائمهم علنية نراها على الشاشات في فلسطين وأفغانستان، والعراق والشيشان، آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المعتقلين، ومئات الآلاف من الجرحى، بيوت مهدمة، حقول مجرفة، أطفال يقتلون، ومنازل تُهدّم على رؤوس أصحابها دون ذنب وشعوب تحاصر بالأسوار العالية والجدران الأسمنتية، والعالم يصمت ولا ينبس ببنت شفة.
وعلى الجهة المقابلة نرى الحشود تحشد والأبواق تنطلق والقرارات تتوالى ضد سوريا والسودان، بينما تستخدم أمريكا الفيتو لتمنع مجرد إدانة المجزرة الصهيونية والبشعة في شمال غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من مائة وثلاثين شهيد وخمسمائة جريح خلال عشر أيام ومازالت مستمرة حتى الآن، لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق حول مزاعم إبادة في دارفور بالسودان، والإبادة الصريحة التي لا تحتاج إلى تحقيق واضح للعيان في فلسطين والعراق والشيشان.
وأضاف: أقبل علينا رمضان هذا العام والمسلمون- بحمد الله- يقاومون ويصمدون ويتمسكون بعقيدتهم ودينهم ويدافعون عن حضارتهم وبلادهم، فألحوا على الله بالدعاء أن يمن الله علينا بفرج سريع ونصر قريب, وأقبل رمضان والمرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس يصرون على خيار المقاومة والمدافعة، لا يستسلمون لعدوهم ولم تنكسر إرادتهم ويحتفظون بوحدة صفهم، المذابح تتوالى عليهم لكنَّ الله منَّ عليهم بالثبات، والمقاومون في أرض الرافدين يثخنون المحتل الغاشم بالجراح، المؤامرة عليهم كبيرة، وحملات التشويه ضدهم لا تنقطع، وتواطؤ أولي القربي يدمي قلوبهم وقلوبنا، لكنهم نجحوا في ترسيخ خيار المقاومة وفضحوا المخطط الأمريكي- الصهيوني، وأوقفوا سلسلة الحروب الاستباقية ولو إلى حين.
كما تناول فضيلة المرشد الحديث عن مشاهد العنف العشوائية التي لا يقرها شرع ولا دين والتي تتوالى في بلاد العرب والمسلمين في دمشق وبيروت، في طابا وسيناء، في باكستان وروسيا وغيرها، ودائما الفاعل فيها مجهول، لا تحقيق ولا محاكمات، الهدف منها هزُّ الاستقرار وفقدان الأمن ونشر الفوضى، وخلط الأوراق لتشويه صورة المقاومة المشروعة في فلسطين والعراق، وأفغانستان والشيشان، بل رسم صورة مشوهة للإسلام وحشد الرأي العام العالمي في الحملة الأمريكية الظالمة ضد الإسلام باسم مكافحة الإرهاب الذي لا تعريف له حتى الآن؛
بل إننا نجد الإرهاب الحقيقي في فلسطين والعراق وأفغانستان يفلت دون عقاب أو مجرد عتاب، بينما يوجه الاتهام إلى الإسلام والمسلمين وبحجة مطاردة الأشباح الذين لا نراهم ولا نسمع عنهم إلا على شبكة الإنترنت أو شاشات الفضائيات ملثمون مقنعون لا يعرفهم أحد.
كما انتقد فضيلة المرشد أن يأتي علينا شهر رمضان الكريم وآلاف المسلمين المجاهدين الصابرين خلف الأسوار في مصر وفلسطين والعراق، وليبيا وتونس وباكستان وأفغانستان، وأخيرًا موريتانيا وجوانتانامو دون أية تحقيقات أو محاكمات منذ 3 سنوات ، والتحق بهم إخواننا في ليبيا الذين مرَّت عليهم سنوات.
وتساءل فضيلته أما آن لهذا الظلم أن ينتهي، أما آن لهذا البطش بالأبرياء أن يتوقف، ودعا فضيلتة المسلمون في كل مكان إلا يتخلوا عن إخوانهم وأخواتهم المكبلين بأغلال ودعاهم إلى التحرك في كل مكان لوضع حد لمعانات إخوانهم داخل السجون.
المصدر
- تقرير: عاكف: رمضان فرصة لتنهض الأمة من كبوتها موقع إخوان أون لاين