عاكف: التحرر والاستقلال معركة الإخوان التاريخية
(12-05-2006)
كتب- أحمد رمضان
أكد المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف أن معركة الاستقلال والتحرر هي أحد الثوابت الأساسية بالنسبة لشعوب العالم العربي والإسلامي، مشددًا على أن الإسلام يعتبر الرافدَ الأساسي الذي يغذي طموحات هذه الشعوب للرفعة والاستقلال.
وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية لعموم الإخوان المسلمين، والتي جاءت هذا الأسبوع بعنوان: "معركة التحرر والاستقلال مستمرة"؛ إن الإمام الشهيد المؤسس حسن البنا قد أدرك هذا المعنى منذ عقود طويلة حيث رأى الأمة وهي تعيش مرحلةَ الاستعمارِ والسلبِ الحضاري والتدمير الثقافي للهوية، فبدأ يدعو إلى الاستقلال والتحرر منذ أن أسس جماعة الإخوان المسلمين.
وانتقد عاكف حالة الارتهان الحالية للحكومات العربية والإسلامية للغرب كأحد أبرز مظاهر التبعية للأجنبي وسيطرة هذا الأخير على مقدرات الأمة وتدخله في كل ما يمس شئونها سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا، ضاربًا على ذلك بنموذج سياسي يتعلق بقضية السودان والتدخلات الدولية فيها، أمَّا اقتصاديًّا فقد حدد فضيلة المرشد قضية الخصخصة كملمح أساسي لسيطرة الأجنبي على المقدرات في مصر.
كما استهجن عاكف الضغوط الأمريكية والغربية على الفلسطينيين عقابًا لهم على خيارهم الديمقراطي، المتمثل في انتخاب حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في الخامس والعشرين من يناير الماضي.
وحذَّر فضيلته من أن التنصير بات أداةً مهمةً للتدخل الأجنبي في شئون الأمة، وقال إن الإخوان أدركوا منذ فترة طبيعة عمق علاقة التنصير بالحركة الاستعمارية، مشيرًا إلى ما أكده الإمام البنا من أن التنصير كان دائمًا أداةً من أدوات السياسة الاستعمارية في المجتمعات العربية والإسلامية.
وأكد عاكف أن الإخوان كانوا أكثر القوى الوطنية قوة في رفض الاحتلال الأجنبي وكانوا أول من "حمل راية الكفاح لمواجهته على كل الأصعدة العسكرية (بتأسيس النظام الخاص) والسياسية (بمعارضة الحكومات الهزيلة والعميلة)، والثقافية (بالتنديد بدعاة تقليد الغرب)، والاقتصادية (بالدعوة للاعتماد على الذات، ومقاطعة الشركات الأجنبية، ومقاومة التدخل الاقتصادي الأجنبي)".
وفي نهاية الرسالة وجَّه المرشد العام رسالةً إلى كل الجماعات والأفراد والشعوب في العالم العربي والإسلامي للاضطلاع بمهامهم في مواجهة هذا المد الاستعماري الخَطِر الذي يهدد هوية الأمة وحاضرها ومستقبلها.