عادل الأنصاري يكتب: من النقابة إلى الرقابة
حتى هذه اللحظة لم تستنكر ولم تعبأ نقابة الصحفيين بأي من الانتهاكات المتزايدة والمتكاثرة على حرية النشر و العمل الصحفي والإعلامي التي تتعرض لخروقات بشعة غير مسبوقة منذ اللحظات الأولى للانقلاب على الشرعية.
لم نسمع عن بيان أو تصريح أو إدانة من نقابة الصحفيين أو نقيبها عن إغلاق 15 محطة فضائية في غمضة عين ودون سابق إنذار وبعيدا عن أي إجراء قانوني حتى وإن كان شكليا.
لم نسمع إدانة عن الهجمة البوليسية الشرسة التي تعرض لها زملاؤنا الصحفيون والمعدون والمقدمون في هذه القنوات عندما تم التعامل معهم بمهانة غير مسبوقة وتم اعتقالهم تعسفيا واحتجازهم في أماكن مجهولة قبل أن يتم إخلاء سبيلهم.
لم نسمع من نقابة الصحفيين إدانة أو تصريحا ولم يخرج منها بيان يؤكد على الحرص على حرية إصدار الصحف وتضمن حرية التعبير فيها ، وربما فعلت العكس مع جريدة "الحرية والعدالة" عندما فوجئنا بتعليمات الرقيب تأتينا من رأس النقابة التي قبلت أن تتحول من النقابة إلى الرقابة.
لم نسمع من نقابة الصحفيين تصريحا أو إدانة لما حدث للزميل الشهيد أحمد عاصم مصور جريدة الحرية والعدالة الذي ارتقى شهيدا برصاصات غادرة أصابت يده التي تصور وكاميرته التي يلتقط بها الحدث ويوثق بها الجريمة.
لم نسمع كلمة واحدة أو بيانا من نقابة الصحفيين تتكلم فيه عن منع الإعلاميين من تغطية الأحداث وإلقاء القبض عليهم أثناء أداء مهام عملهم في عودة سافرة ومتسارعة لحقبة الستينات وليس لحقبة مبارك.
لم نسمع كلمة أو بيان إدانة من نقابة الصحفيين حول منع عشرات المقالات التي كانت تنشر بكل حرية خلال العام الماضي في مختلف الصحف القومية المملوكة للشعب كله وليس لفصيل دون غيره.
ورغم كل هذا الصمت المريب نقول لعشاق الظلام وقامعي الحريات لا عليكم ، فالدعاية السوداء وتكميم الأفواه وحجب الحقائق من أهم العوامل التي تدفع الناس للوصول إلى الحقيقة والانحياز لها .
المصدر
- مقال:عادل الأنصاري يكتب: من النقابة إلى الرقابة موقع: إخوان الدقهلية