عادل الأنصاري يكتب: استئصال التيار الإسلامى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عادل الأنصاري يكتب: استئصال التيار الإسلامى


بتاريخ : الثلاثاء 18 يونيو 2013

لا أظن أن أحدا فى التيار الإسلامى بجملته يتصور أو يبنى حساباته على التخلص من تيار معارض أو القضاء المبرم على فصيل يختلف معه فى منطلقاته السياسية أو الفكرية.

صحيح أن هناك نوعا من التدافع المنطقى فى الشارع السياسى والفكرى والثقافى بين التيارات كافة، وأن كلا يسعى إلى استقطاب مزيد من الجماهير فى اتجاهه وإلى صفه، إلا أن فكرة الخلاص من المنافس الفكرى أو السياسى لا أراها واردة فى عرف وواقع التيار الإسلامى.

فى المقابل، أرى شواهد عديدة من التيارات السياسية والفكرية اليسارية والليبرالية تدل على وجود تصورات لدى الكثيرين منهم تُوهِمهم بإمكانية القضاء المبرم والخلاص التام من التيار الإسلامى، سواء من الحياة السياسية أو الحياة الفكرية.

ورأيت فى هذا الاتجاه مَن يذهب بخياله إلى حديث عن القضاء المبرم على جماعة الإخوان والتيار الإسلامى عامة، ليقول الناس بعدها "كان هنا تيار اسمه التيار الإسلامى"!

بل إن البعض ظن -فى ظل وجود عدد من الخلافات والاحتقان السياسى بين الفصائل المتنافسة- أن هناك فرصة سانحة للتخلص من التيار الإسلامى جملة وتفصيلا ليتوارى بعدها بعيدا عن المشهد إلى غير رجعة.

وذهب الخيال بالبعض متصورا أن هذا التحول الجذرى فى طبائع الأشياء يمكن أن يحدث فى ساعة من نهار أو فى يوم من الأيام يتم الإعداد له أو التجهيز للوصول إليه.

هذه أوهام يحملها أصحابها، وتحتاج بجدارة إلى تحليل نفسى قبل أن تتطلب تحليلا علميا أو نقاشا فكريا، وهى تدخل عن جدارة فى باب السذاجة قبل أن تدخل فى ساحة السياسة.

وهنا لا أتكلم عن العمق الإستراتيجى للتيار الإسلامى عامة، ولجماعة الإخوان المسلمين خاصة، وتجذرها فى قلب المجتمع، ومكوناته كافة، ولكننى أتكلم عن فكرة الاستئصال التى تدور فى عقول أصحابها، ويريد البعض من خلالها أن يصور للناس أن بإمكانه أن ينتهى من تيار سياسى جامع وعميق الأثر عن طريق سطوة العنف، أو تحت مقصلة الإعلام الزائف.

ما نحتاج أن يفهمه هؤلاء أن فكرة الاستئصال للتيار الإسلامى لن تحدث على أرض الواقع؛ أما مَن يُدمن البقاءَ فى الأحلام والأوهام فله أن يظل فى سباته، ويغط فى نومه عسى أن تتجدد أضغاث أحلامه.

المصدر