طبخة جاهزة لتصفية القضية !

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
طبخة جاهزة لتصفية القضية !

2010-07-08

بقلم : د.عدنان بكرية

لقاء اوباما نتنياهو وما رافقه من انسجام وتناغم تام بين الطرفين فيما يتعلق بكافة القضايا المطروحة وخاصة القضية الفلسطينية وافق الحل ..جاء ليقول لكل المراهنين على الادارة الامريكية ..بأن الطريق الى التحرر من الاحتلال لا يأتي عبر بوابة البيت الابيض .. فنتنياهو استطاع ان يفرض رؤيته وشروطة على البيت الابيض وبسهولة ودون الحاجة لدبلوماسية فائقة او حتى عناء الاقناع ..

بالمقابل تقف السطة الفلسطينية متخبطة حائرة في كيفية "لحس" مواقفها وتصريحاتها السابقة بشأن شروط البدء بالمفاوضات المباشرة ..وهي التي اقسمت بعدم البدء بالمفاوضات المباشرة اذا لم يحصل تقدما في المفاوضات الغير مباشرة !وبرغم التسميات المتعددة للمفاوضات الا ان المباشر وغير المباشر يمس نفس القضايا ولا فرق بين التسميتين !

نتنياهو استطاع ان يحصد العديد من المكاسب خلال زيارته الحالية لواشنطن وفي مقدمتها املاء شروطه على البيت الابيض واهمها .. تجاهل قضية تمديد تجميد الاستيطان .. والاتفاق حول العقوبات المفروضة على ايران وضرورة تصعيدها ..والملف النووي الإسرائيلي وضرورة تجاهله وعدم التعرض له من قبل أي كان ..اما الاهم دعوة اوباما الطرف الفلسطيني البدء بمفاوضات مباشرة .

كل هذه الامور تدلل على الانحياز الامريكي التام لإسرائيل والاستهتار بالعرب وقضاياهم ..وسقوط قناع الراعاية عن وجه الولايات المتحدة التي ابدت هذه المرة توافقا كاملا مع سياسات إسرائيل العدوانية ..واثبتت ايضا ان اكاذيبها حول اقامة الدولة وضرورة السلام لم تكن الا "جعجعات" سياسية تهدف الى تضليل العالم واستقطاب الرأي العام العالمي نحوها .

السلطة وتحت الضغط الامريكي ستذهب للمفاوضات صاغرة متنازلة عن شروطها التي وضعتها ..لكن ليس قبل ان ترمي الطابة في ملعب لجنة المتابعة العربية والتي يصح تسميتها (بلجنة المبايعة العربية).. فالسلطة بدأت تهيء الاجواء والمناخ للبدء العلني بالمفاوضات المباشرة ..فالمفاوضات لم تنقطع يوما ما ..بل كانت تمارس تحت اغطية ومسميات متعددة ..كلقاء فياض – باراك .. وبدات رموز السلطة باطلاق التصريحات التي تشير الى نية الطرف الفلسطيني الاستمرار بالمفاوضات .

يبدو ان السلطة ذاهبة الى اقصى الحدود في عبثيتها وتساوقها مع المحتل.. برغم معارضة كافة الفصائل الفلسطينية.. والتي ترى بأن مفاوضات من هذا النوع وفي هذه الظروف ستكون الضربة القاضية التي توجه للقضية الفلسطينية ..وستفسح المجال امام الاحتلال لفرض صفقة مؤلمة على الشعب الفلسطيني ..

لقد اشارت وسائل الاعلام الى نية عباس التنازل عن اجزاء من القدس وتبادل الاراضي لصالح الاحتلال ..ويبدو ان هذه الافكار قد مررت لاوباما من خلال جورج ميتشيل ..وجاء لقاء نتنياهو اوباما ليضع اللمسات الاخيرة على الطبخة الجاهزة اصلا والمعدة في المطبخ الامريكي .

افشال محمود عباس لجهود المصالحة وباعتراف لجنة المصالحة نفسها يدلل على النوايا المبيتة بشأن الصفقة المعدة .. فاحقاق المصالحة من شأنه ان يعيق خطوات ابو مازن وربما يفشلها .. لذا سعى لحل لجنة المصالحة الوطنية من اجل المضي قدما في مشروعه التآمري على الشعب الفلسطيني وقضيته .. وتمرير الاملاءات الامريكية والإسرائيلية دون عقبات .

القضية الفلسطينية تمر اليوم في اخطر مراحلها وادقها كونها لا تتعرض فقط لتآمر خارجي بل لان التآمر الداخلي يأكلها ..وهذا التآمر هو الأخطر على القضية ومستقبل الشعب الفلسطيني .. والاخطر هو انسياق بعض الاطراف الفلسطينية المحسوبة على الصف الوطني وراء اوهام الحل التصفوي .. الاخطر هو صمت الشارع الفلسطيني على ما يحاك ضده من مؤامرات !

المصدر

المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات