صورتك وحدك..!
10 اكتوبر 2009
بقلم: حسن المستكاوي
خرجت من اتحاد كرة القدم دعوة للتحقيق فى خروج منتخب الشباب من بطولة كأس العالم، وهى دعوة تثير الدهشة مثل دعوات مماثلة سابقة ولاحقة لأننا لن نتغير.. فالقضية ليست الخسارة والخروج من البطولة، لكنها رياضة، أكرر رياضة، هل تعرفون يا من تحققون يعنى إيه رياضة؟! هل الدعوة للتحقيق بسبب خسارة مباراة والخروج من البطولة؟
إن كانت كذلك، فلا أعتقد أن هناك دولة واحدة فى كوكب الأرض أو فى كوكب الزهرة تحقق فى هزيمة فريقها ببطولة أو فى مباراة.. إنهم لا يحققون، بالمعنى وبالطريقة «البوليسية» للوصول إلى الجانى.. ولكنهم يحققون بهدف الدراسة الفنية.. حتى فى حالات الفوز يدرسون ويحققون فى أسبابه.. هم يستفيدون من انكساراتهم ومن انتصاراتهم..أما نحن فيشغلنا دائما القفز إلى السفينة أو القفز منها!
وإذا كان الأمر يستوجب التحقيق فإنى أساعد الاتحاد، وأقترح عليه أن يحقق فيما تردد عن اشتباك لاعبى المنتخب فى فندقهم عقب خروجهم من البطولة، فالواضح أن القيمة الإخلاقية والتربوية مفقودة، وهو ما يستحق أن نحققه ونلحقه، فيكفى ما حدث وما ضاع.. كذلك أقترح على اتحاد الكرة التحقيق فيما أنفق على الفريق، فمن الأولى أن نعرف كيف أنفق الاتحاد 20 مليون جنيه؟ وهل حقا ذهب الكثير من تلك الأموال إلى الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين كمكافآت..؟!
من مظاهر الهزائم أيضا إسراع سمير زاهر فى الإعلان عن إقالة الجهاز الفنى، بينما حسب ما نشر فى الصحف، ينتهى عقد سكوب يوم 31 أكتوبر.. وهذا الإسراع بالإعلان يجسد فلسفة «امتصاص الغضب»، وهى فكرة جهنمية رائعة قديمة، طارت فيها أعناق مدربين حتى لا تطير أعناق المسئولين... أعتقد أننا لن نتغير..!
والأن انفض المولد للأسف.. انفض المولد. ولا يهم أنها بطولة لكأس العالم تقام فى مصر، ولا يهم إذا كانت ناجحة أو لم تنجح.. ولا يهم أن الجميع قبل أيام كانوا يتحدثون عن أدوارهم وكيف ساعدوا الفريق على الفوز ضد ترينداد وكيف ساندوه أمام إيطاليا.. الآن كل من المساعدين والمساندين يبحث عن وسيلة يقول فيها «مش أنا».. فحتى مباراة إيطاليا كان هانى أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة يعانى من زحام الإلتفاف حوله، بطريقة: «كلنا كده عايزين صورة».. والآن يعانى هانى أبوريدة من الوحدة حيث يقولون له: «إتصور وحدك»..؟!
المصدر
- مقال :صورتك وحدك..! ن الشروق
