شيرين عرفة تكتب:هل تعرف ماذا يعني ضابط بالاعدادية؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شيرين عرفة تكتب:هل تعرف ماذا يعني ضابط بالاعدادية؟


(12/23/2014)

ماذا يعني ضابط بالاعدادية؟

أصدر قائد الانقلاب العسكري "[[عبد الفتاح السيسي]]"، قراراً بتعديل قانون هيئة الشرطة واستحداث فئة شرطية جديدة تسمى "معاونو الأمن".

وأشار القانون إلى أن تلك الفئة الجديدة من الضباط سيكونون من حملة الشهادة الإعدادية ذوى القدرات الصحية والنفسية والرياضية.

وسيتم منحهم صفة الضبطية القضائية،وسيصل راتب معاوني الشرطة الجدد من طلبة الإعدادي إلى 4000جنيه.

"وهو للمفارقة يمثل أضعاف الراتب الذي يتقاضاه الأطباء و الصيادلة والمعلمين والبيطريين في مصر الذين أتموا تعليمهم الجامعي ".

ولكن هل تعرف ماذا يعني هذا القانون؟! وما هي تبعاته الكارثية؟!

ذلك يعني أن جيشٌ البلطجية الذي أسسه اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، والذي يعتبر أول وزير في تاريخ مصر ينجح في تكوين أخطر امبراطورية للبلطجة بأكثر من 300 ألف مجرم و مسجل خطر، كان يتم استخدامهم في تزوير الإنتخابات لصالح الحزب الوطني المنحل وإنجاح أعضائه وإفشال مرشحي جماعة الإخوان المسلمين ،كما ظهر دورهم جليا حينما استخدمهم العادلي في عملية ترويع المواطنين وسرقة منازلهم عقب سقوط جهاز الشرطة،في جمعة الغضب 28 يناير 2011، و طوال ثلاث سنوات مرت من عمر الثورة كان يتم استخدامهم لإفشال المظاهرات المناهضة للحكم العسكري ، وكثيرا ما كان يتم وصفهم بالطرف الثالث،الذين تحدث عنهم من قبل رئيس حزب الوسط المعتقل "م. أبوالعلا ماضي" وهاج عليه إعلام مبارك وقتها.

كما استخدمهم بشكل كبير وزير داخلية الإنقلاب "محمد إبراهيم" لمحاربة التظاهرات المعارضة للانقلاب العسكري والمطالبة بعودة الشرعية، وقد أتفق إعلام مبارك بصحفه وفضائياته بعد الثالث من يوليو على تسميتهم بالمواطنين الشرفاء، وقد نجح الوزير الإنقلابي من خلالهم في إحداث الشغب وأعمال العنف مثل حرق الأقسام والكنائس التي حدثت اثناء جمعة الغضب الثانية بعد مجزرة فض رابعة والنهضة ، ويتم محاكمة قيادات الإخوان اليوم بشأنها ومنحهم أحكاما بالإعدام بدون أي أدلة وفي قضايا أقل ما يمكنها وصفها به أنها هزلية.

فضباط الشرطة الذي طالما عاني المجتمع من عنف غالبيتهم وسلوكياتهم الإجرامية ويتم إسناد ذلك لضعف مستواهم العلمي وعدم تأهيلهم نفسيا، ويحلو للبعض وصفهم بأنهم ضباط الخمسين بالمئة ، أي أصحاب المجاميع الضعيفة في الثانوية العامة الذين تم منحهم سلطات لا محدودة في إذلال وإهانة كل فئات المجتمع الأخرى وحتى الأعلى منهم تعليميا، لك أن تتخيل ماذا سيكون الحال حين يصير ضابطا بالإعدادية وله حق الضبطية القضائية لأساتذة الجامعة والأطباء الذين حلم دوما أن يصبح مثلهم ففشل ، بل ومعلميه الذين دأبوا على تقريعه وتأنيبه بسبب فشله وتأخره الدراسي.

فإذا كانت دولة مبارك قد اتفق الجميع على وصفها بالدولة البوليسية ،وتم تحديد يوم عيد الشرطة موعدا لبداية الثورة ، حيث كان واضحا للمجتمع أعمال العنف والإجرام التي مارسها ضباط الشرطة من خلال فيديوهات التعذيب البشعة التي سربت لهم في الأقسام وأثناء المداهمات، فإنه وبعد ذلك القانون يمكننا وبكل ثقة تسمية دولة الإنقلاب بقيادة "[[عبد الفتاح السيسي]] " بانها دولة البلطجة بلا منازع ، وهي أسوأ عصور مصر قاطبة على مدار تاريخها الحديث.

إن هذا القانون يعني ان ممارسات ضباط الشرطة التي انهار المجتمع أمنيا بسببها قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير ويعاني منها إلى الآن ، وتتمثل في العنف اللفظي والبدني وسلوكيات التعذيب المريضة النابعة من مشاكل نفسية مريرة و إنهيار أخلاقي لضباط تم منحهم كل الصلاحيات بلا حسيب ولا رقيب،تلك الممارسات ستصبح ماض نترحم عليه ،فالقادم أكثر سوء وأشد بشاعة، مع جيش مقنن من البلطجية الفشلة تعليميا وأخلاقيا ولا يتمتعون سوى بعضلات مفتولة ونفسية حاقدة على كل شيء وهي بالطبع القدرات الصحية والنفسية والرياضية التي اشترطها القانون في تلك الفئة الجديدة من الضباط ، في دولة توعد أساسا "السيسي" قبل أن يتولى زمام حكمها ألا يحاسب ضابط على أفعاله "في الفيديو المسرب الشهير له بين ضباطه في وزارة الدفاع".

فإذا كانت دولة "مبارك" لا يختلف اثنان على وصفها بدولة الظلم ، حيث البلطجة فوق القانون، فدولة "السيسي" يصح لنا تسميتها بدولة الفجور اللامعقولة ،حيث البلطجة فيها بقانون رئاسي ، والبلطجي يحمل نجوم على كتفه وسلاح مرخص في يده يروع به المواطنين.

ولكن الإيجابي في الموضوع أنه ما لم ينجح فيه المتظاهرون منذ الإنقلاب وإلى الآن ، قد فعله السيسي بإقتدار،إنه يدمر دولته الإنقلابيه بيده ، واليوم قد حدد لنا موعدا لإسدال الستار ، هي النهاية إذن ، لم يعد ثمة ما نصل إليه، أوصلنا "السيسي" إلى القاع الذي ليس بعده قاع.

المصدر