شقيقه: "اليماني" يحتضر بعد 30 شهرًا اعتقال.. والنقابة غائبة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شقيقه: "اليماني" يحتضر بعد 30 شهرًا اعتقال.. والنقابة غائبة


اليماني يحتضر بعد 30 شهرًا اعتقال.jpg

(30/03/2016)

حوار: سماح إبراهيم

مقدمة

حكاية معتقل.. طبيب المستشفى الميداني بالتحرير ورابعة يعاني في طره

  • عابد يماني: رئيس مباحث طره ومعاونوه تعدوا بالضرب على أخي حتى تقيأ دمًا
  • قيادات الداخلية تمزق محاضر الإضراب: النيابة مستنية تقرير وفاتك
  • اليماني لم يعد يقوى على المشي ويقضي معظم وقته نائما على الأرض
  • رسائل طبيب الامتياز تعكس أوضاع السجن والحالة النفسية للمعتقلين
  • وكيل نيابة: كل التهم على ورق لو قاضي بيفهم هيطلعك براءة

"هنا في السجن المظلومون بلا حجاب بينهم وبين الله.. هنا في السجن لا نملك سوى الدعاء بأن يرفع الله الظلم عن مصر وأهلها.. نحتاج منكم يا من أنتم خارج السجون ليس إلى الدعاء وفقط؛ نحتاج منكم إلى أن تخاطبوا الناس بكل اللغات، لكي ترسلوا أصواتنا إلى كل منظمات حقوق الإنسان في العالم؛ نحتاج منكم أن تخاطبوا الضمير والإنسانية.. تصلنا دعواتكم؛ لكن هل وصلتكم آلامنا نتيجة لحرياتنا التي انتهكت؟

إن كان العالم قد غض الطرف عن حقوقنا كبشر، وإن باتت قيمة الإنسان تتوقف على فكره وانتمائه!! فأيقظوا أنتم ضمير العالم، وأعيدوا إلى الإنسانية قيمتها التي انتهكت.. افعلوا شيئا فإننا نحب الحرية.. لقد عمقت فترة الاعتقال التي أقضيها حتى الآن في نفسي كراهية الظلم، وأكدت أن شرعية أي سلطة إنما تقوم على العدل، وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية.". " قريبا سننتصر، وستعم الحرية والكرامة والعدالة كل أرجائك يا وطني.. على الأمل نعيش، وبالأمل سنبقى"..

هذه الكلمات من إحدى رسائل طبيب الامتياز بجامعة الأزهر إبراهيم أحمد محمود، أحد مؤسسي المستشفي الميداني باعتصام رابعة، كما شارك بمستشفى ميدان التحرير إبان ثورة يناير، ونال درع نقابة الأطباء بحضور وزير الصحة، تكريمًا له عن مشاركته الفعالة لإنقاذ أرواح الثائرين بميدان التحرير.

يوم السابع عشر من أغسطس 2013م، من أمام مسجد الفتح برمسيس تم اعتقال طالب الامتياز " إبراهيم يماني" خلال إسعافه لمصابين بالمستشفى الميداني الذي أُقيم داخل المسجد، حيث أطبقت قوات الداخلية حصارها علي جميع المتواجدين بالمسجد، وفي اليوم الذي يليه، بتاريخ 18 أغسطس 2013 تم إدراج اسمه بقضية حملت رقم: 8615 لسنة 2013 جنح الأزبكية و أحيل إلى الجنايات تحت رقم 4361 لسنة 2013 كلي شمال القاهرة.

أسندت إليه النيابة التهم الموجهة للمعتقلين على ذمة نفس القضية: وهي قتل 210 شخص من "مؤيدي وأنصار الرئيس محمد مرسي"، التجمهر، استعراض قوة وعنف، قتل كل من " هاني لطفي، محمود حسين، عمادالدين، محمد مصطفى، وأسماء أخرى مجهولة، تخريب منشئات عامة منها قسم الأزبكية، مترو الأنفاق، وسيارات الشرطة والمطافي والإسعاف، تخريب منشئات خاصة ومنها المقاولون العرب، تعطيل سير المواصلات، حيازة أسلحة نارية، تعطيل الصلاة في مسجد الفتح!!.

"الحرية والعدالة" حاورت أسرة طبيب مسجد الفتح الذي تكبد 3 سنوات من عمره بالحبس الاحتياطي ثمنًا لموقفه الصلب في رفض انقلاب 3 يوليو، حيث تدهورت حالته الصحية كثيرا وظهرت دماء في البول وبوادر فشل كلوي، فضلًا عن تعرضه للتعذيب البدني والنفسي دون استجابة حقوقية أو تحرك جاد من جانب نقابة الأطباء دفاعا عن زميل لهم أبى إلا أن يكون إنسانا يعالج المرضى ويخفف من آلام المصابين وآنات الجرحى عله ينقذ نفسا تصارع الموت.

البداية

بداية يقول المهندس عابد يماني، شقيق طبيب الامتياز المعتقل: كانت أولي جلسات نظر قضية مسجد الفتح يوم 12 أغسطس 2014 م، وقتها قررت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطره، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي "قاضي مبارك في محاكمة القرن" التنحى عن نظر المحاكمة لاستشعارها الحرج.

ويضيف: تم تحديد يوم 1 ديسمبر 2014 للمحاكمة أمام دائرة جديدة، لكن القاضي أعلن تأجيل المحاكمة ليوم 6 يناير 2014 لتعذر حضور المتهمين، ثم أجلت المحاكمة بعدها أيضا لنفس السبب حيث أجلت جلسة يوم 26 مارس 2015 إلى يوم 26 أبريل 2015 لسماع شهود الإثبات

ثم أجلت المحاكمة إلى يوم 3 يونيو 2015، ثم أجلت إلي 2 أغسطس 2015، ثم أجلت إلى 4 أكتوبر 2015، ثم أجلت إلي 9 يناير 2016 م، وكان جميع المتهمين في نفس القضية وعددهم 494 معتقلًا قد حضروا أمام القاضي الذي لم يساعده القفص على سماع أو رؤية المعتقلين، حيث كان القفص زجاجي، محاط بالحديد والأسلاك السميكة والصوت بداخله معزول عن خارجه.

وتابع: وكيل النيابة الذي تولي التحقيق معه في معسكر قوات أمن طرة أخبره أن "كل التهم دي على ورق لو قاضي بيفهم هيطلعك براءة علطول، كل الموضوع إن القضية دي اتعمل عليها دوشة وعليها العين".

الإضراب موتًا

اليماني أضرب عن الطعام مرتين، الأولى بدأها يوم 25 ديسمبر 2014م، حتى يوم 23 مارس 2014م أي 89 يوم واضطر إلى فك الإضراب بسبب تعذيبه والضغط عليه وحبسه انفراديًا لأكثر من عشرين يومًا في زنزانة الحبس التأديبي بغطاء واحد لاغير، بمكان رائحته كريهة مليء بالحشرات.

ويستطرد: كان زملاؤه في الزنزانة حينما كانوا ينادون الحرس لنقله للتدواي بالمستشفى، يردون عليهم: لما يموت عرفونا عشان ناخد جثته! مضيفًا: بدأت وسائلهم الرخيصة في إجباره علي فك الإضراب، بالتهديد تارة وبالمساومات تارة، ثم بالضغط، ولما رفض قطعوا أوراق إثبات إضرابه عن الطعام وهددوه بنقله لسجن آخر.

ويقول: يبدو أن التعذيب لم يكن وحده كافيًا، فتعرض للحبس الانفرادي لأكثر من 20 يومًا، وكانوا يغمرون أرضيه الزنزانة بالمياه الباردة حتى لا يستطيع النوم، وتسبب منع الرعاية الطبية عنه فقدانه الوعي مرات كثيرة بدون أي اهتمام، ثم تدهورت حالته بظهور دم في البول ودم في القيء، وظهور بوادر فشل كلوي.

ويتابع: الإضراب هو أصعب وسيلة يستطيع بها المُعتقلون، إيصال صوتهم، وقد يكون له أثار سلبية مثلما حدث مع أخي فور إعلان إضرابه، بزيارة وفد من قيادات الداخلية بدعوي التحدث إليه، ولكنهم قاموا بتقطيع محضر الإضراب والتحاليل، وقالوا له نصًا: "النيابة مستنية تقرير وفاتك من غير شوشرة"!!

أما الإضراب الثاني فكان جماعيا، حيث أضرب إبراهيم و90 معتقلًا معه بنفس القضية (بسجن وادي النطرون) احتجاجًا على الحبس الاحتياطي دون محاكمة وحين بدأت انتفاضة السجون الثانية تعرض المضربون للضغط، والسحل، وتعالت وقتها هتافات العنبر كله والخبط ع أبواب الزنازين، ولإخبارنا بما يدور بالداخل من تنكيل أرسل إبراهيم رسالة ليصف ما يحدث بالآتي:

"تم قطع المياه والكهرباء عنا، وعندما عادت المياه عادت لساعتين تقريبا ثم تم قطعها مرة أخرى، أيضا تم منع الحالات المرضية من الذهاب إلى مستشفى السجن كحالات مرضى السكر التي تحتاج للأنسولين بصفه مستمرة، وأيضا حالات الأزمات التنفسية التي تحتاج لجلسات تنفس بشكل دوري مما أدى إلى تدهور حالتهم، وعندما قمنا بالطرق على الأبواب والهتاف اقتحمت قوات الأمن الزنازين وقامت بالاعتداء علينا وحرق بعض المتعلقات وإطلاق قنابل الصوت والتهديد بإطلاق قنابل الغاز، واضطر المعتقلون إلى فك الإضراب.

تهديدات بالجملة

يوضح شقيق إبراهيم يماني أن شقيقه قد تعرض لمضايقات ومحاولات للنقل إلى الحبس التأديبي الانفرادي وكذلك للضرب والتعذيب النفسي والحرمان من الزيارة، وبالفعل، تم نقله إلى الحبس الانفرادي يوم 13 يناير 2015 وحرمانه من الزيارة لمدة شهر أعلن على إثرها إبراهيم الإضراب عن الماء أيضا حتى يتم إعادته إلى الزنزانة العادية، على الرغم من أن العقاب المقرر له من المفترض ألا يتجوز 7 أيام لكن إدارة السجن رغم ذلك أصرت على أن يظل محروما من الزيارة لمدة شهر.

وأضاف: رئيس مباحث استقبال طرة شرع بسبه وتوبيخه والتعدي عليه بنفسه وعاونه في ذلك القوة المرافقة له، ثم تغيرت معاملته للموافقة علي توقيع استمارة للمصالحة بينه وبين الإدارة، رغم ما كان يبديه له من حنان وتأثر بحالته في الفترة الماضية أملا في أن يوافق إبراهيم على التوقيع على استمارة المصالحة تزامنًا مع زيارة المجلس القومي لحقوق الإنسان حيث رفض إبراهيم الإجابة على تساؤلاتهم قائلًا: "لما أبقى مسجون وعليا حكم ابقى اسألني عنهم؟!، أنا هنا معتقل ومسلوب حريتي وحتى حقي في المحاكمة مش واخده!

وعن أسباب فك الإضراب يقول: كانت حالة إبراهيم الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب تمسكه بالإضراب عن الطعام دون المياه فقط، ولفترتين متتاليتين،مما أدى لتدهور حالته تماما " فَقَدَ أكثر من ثُلث وزنه وتدهورت وظائف أعضاء جسده".

وفي المقابل منعت إدارة السجن عن إبراهيم أدويته الخاصة والمحاليل الطبية، ولم تتحرك لتلك النداءات أي جهة مسؤولة ولا المنظمات الحقوقية العالمية أو المحلية ولا نقابة الأطباء المصرية بل كانت سندا للقمع بدلا من إيقافه، ولما زادت الضغوط على إبراهيم من قبل الأسرة، بعدما رأينا من ضعف جسده وانهياره لفترات طويلة، استجاب أخيرا إبراهيم لمطالبنا وبدأ تدريجيًا في جعل إضرابه إضرابًا جُزئيًا.

تقارير طبيبة موثقة

هناك تقارير طبية تثبت تعرض إبراهيم للموت الممنهج داخل محبسه، أولها تمت قبل نقله من سجن وادي النطرون إلى سجن استقبال طره.. ولم نتسلم ورقة رسمية لمنع إدارة السجن إعطاء أي أوراق رسمية لإبراهيم أو محاميه عن حالته الصحية وكانت كالتالي:

ضغط الدم: 30 | 70، نسبة السكر في الدم: 35، سيولة الدم: 6، نسبة الأسيتون في البول:+4 مع ظهور دم بدلا من البول.. بوادر فشل كلوي، ظهور ايديما " تجمع مائي" مثل جفن العين، تردي حالة القلب بسبب أن إبراهيم كان يعاني من مشاكل في قلبه قبل اعتقاله.

أما عن الانتكاسة الصحية الثانية فقد كانت في أواخر ذي الحجة 2014 م؛ حيث تم تركيب جهاز تنفس لأخي وأكد الطبيب المعالج أنه قد (بلع كمية من الدماء، وإن عضلات التنفس حصل فيها سمية من الاسيتون)، وأخبر رئيس مباحث السجن (محمد العشري) مطالبًا بنقله لمستشفى بالخارج بها عناية مركزة ولكن إدارة السجن رفضت.

كما أصيب أخي بحروق من الدرجة الثانية نتج من احتكاكه بأحد السخانات الملحقة بالعنبر وقد أثبتت والدتي الدكتورة نفيسة عبد الخالق الواقعة بتحرير محضر بالقضية رقم 8615 لسنة 2013 لمكتب الشكاوى بالمجلس القومى وثبت فيه ما يعانيه إبراهيم من حروق من الدرجة الثانية والثالثة أعلى الظهر مع منطقة أسفل الرأس حتى الكتف وانسلاخ الجلد بهذه المنطقة، وحروق من الدرجة الثانية والثالثة بامتداد الذراع الأيسر حتى كف اليد، وكدمات على جانبي الظهر بسبب ارتطام جسده بالأرض إثر تعرضه لصدمة كهربائية مع وجود تجمع دموى.

وطالبت والدتي بنقله إلى مستشفى متخصصة لإنقاذ حياته متمسكة بنص المادة 36 من قانون تنظيم السجون رقم 396 لسنة 1956 والتى تسمح بذلك.

ويوضح:

أخي لم يعد يقوي على المشي ويقضي معظم وقته نائما على الأرض في الزنزانة بلا حركة.

ويسترسل:

تقدم إبراهيم عن طريق محاميه بأكثر من إنذار إلى مصلحة السجون والنيابة العامة بهدف إثبات إضرابه داخل السجن، حيث تم الاستجابة إلى أحد هذه الإنذارات وتم عمل محضر أصر إبراهيم على إثبات أنه مضرب عن الطعام به وإلا لن يقوم بالتوقيع على المحضر ونجح في ذلك.

خاطبوا الناس بكل اللغات..!

وعن حالته النفسية بالداخل وتواصله مع المجتمع بالخارج، يقول: إبراهيم دائم التواصل مع المجتمع عن طريق رسائل كانت دائمًا بمثابة مرآة تعكس أوضاع السجن و الحالة النفسية للمعتقلين

ومن أبرز ما جاء بمقتطفات رسائله:

"هنا في السجن المظلومون بلا حجاب بينهم وبين الله.. هنا في السجن لا نملك سوى الدعاء بأن يرفع الله الظلم عن مصر وأهلها.. نحتاج منكم يا من أنتم خارج السجون ليس إلى الدعاء وفقط ؛ نحتاج منكم أن تخاطبوا الناس بكل اللغات، لكي ترسلوا أصواتنا إلى كل منظمات حقوق الإنسان في العالم ؛ نحتاج منكم أن تخاطبوا الضمير و الإنسانية.. تصلنا دعواتكم ؛؛
لكن هل وصلتكم آلامنا نتيجة لحرياتنا التي انتهكت ؟ إن كان العالم قد غض الطرف عن حقوقنا كبشر، وإن باتت قيمة الإنسان تتوقف على فكره وانتمائه!! فأيقظوا أنتم ضمير العالم، وأعيدوا إلى الإنسانية قيمتها التي انتهكت.. افعلوا شيئا فإننا نحب الحرية.. لقد عمقت فترة الاعتقال التي أقضيها حتى الآن في نفسي كراهية الظلم، وأكدت على أن شرعية أي سلطة إنما تقوم على العدل، وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية..".

كما كتب "االيماني" عن التهم المنسوبة إليه بالقضية في أحد رسائله قائلًا: من المضحكات المبكيات في قضيتنا "قضية مسجد الفتح "، أن من بين التهم الموجهة إلينا تدنيس المسجد ومنع إقامة الصلوات والشعائر فيه!!

طب هو مين اللي أصدر أوامره بغلق المسجد منذ أن تم اقتحامه ونحن بداخله، وكان بيننا نساء ومصابين وشهداء، تم اقتحام المسجد وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الصوت وقنابل الغاز، سمع العالم وشاهد كل ذلك، ثم تم القبض علينا بعد حفلة ضرب وسحل مميزة

وبعد ذلك رحلونا إلى السجون، واذكر هنا أن سيارة الترحيلات غير الآدمية التي كنت بداخلها كان معي فيها 74 شخصا، ولم يكن غريبا أن أقف بداخلها على قدم واحدة!! مسجد الفتح مغلق تماما منذ حوالي 10 أشهر يا سادة!! هل يمكن توجيه تهمة تدنيس المسجد ومنع إقامة الصلاة فيه إلى من اقتحموه علينا ببياداتهم ورصاصهم وقنابلهم، ثم بعد ذلك أغلقوه من خلفهم ؟! أظن الإجابة ستكون بالنفي!)

إبراهيم اليماني أكثر من 300 يوم إضراب عن الطعام ابراهيم طبيب مش بلطجي ولا قاتل .. إبراهيم نزل علشان يعالج الجرحي في المستشفى الميداني بمسجد الفتح وقُبض عليه بعد حصار المسجد والقبض على كل من كان فيه #الحرية_لإبراهيم_اليماني#الحياة_لإبراهيم_اليمانيرابط اليوتيوب https://www.youtube.com/watch?v=SsDhZzVrLR0 Posted by

المصدر