شاهد.. "جمعة الغضب".. 5 سنوات ولم يسقط النظام!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شاهد.. "جمعة الغضب".. 5 سنوات ولم يسقط النظام!


5 سنوات ولم يسقط النظام.jpg

(28/01/2016)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

بدأت أحداث "جمعة الغضب" في حدود الساعة الواحدة ليلًا، بعد موجة من الاعتقالات الواسعة قام بها العسكر شملت نشطاء وشباب الثورة وكل الأحزاب، ومن أبرز مفاجآت اليوم قيام وزارة الاتصالات بقطع خدمة الإنترنت عن كل محافظات مصر لاستشعار الجهات الأمنية بأنها مصدر الخطر الأساسي الذي يتم عن طريقه حشد المواطنين.

واليوم بعد خمس سنوات يحتل هاشتاج 28 يناير، اليوم الخميس، المرتبة الأولى على مواقع التواصل الأجتماعى باسم "28jan" فى الذكرى الخامسة لـ"جمعة الغضب"، خلال ثورة يناير المجيدة، التي قامت ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

مظاهرات شعبية

شهدت محافظات الجمهورية فى 28 يناير مظاهرات شعبية واسعة، خرجت من مئات المساجد بالقاهرة والمحافظات، أعقبتها حالة من الانفلات الأمنى المقصود، حيث تعمد "المجلس العسكري" إحراق أقسام الشرطة واقتحام السجون، ما أجبر قوات الشرطة على الانسحاب لفشلها فى قمع وقتل المتظاهرين. بدأت قوات الجيش بالظهور فى ميادين القاهرة، وفُرض حظر التجول فى الإسكندرية والسويس، ثم انتشرت قوات الجيش بشكل أوسع فى مختلف المدن للسيطرة واستلام البلاد من المخلوع "مبارك".

كان "جمعة الغضب" يومًا لا يشبه يومًا آخر من أيام الثورة، تميز هذا اليوم عن سابقه في أنه جمع القوى الوطنية والأحزاب والعمال والموظفين، على عكس الأيام الأولى والتي اقتصر المتظاهرون فيها على طلبة الجامعات والمثقفين. عقب صلاة "الجمعة" انطلقت تظاهرات من جميع أنحاء المحافظات، وقابل الأمن المسيرات بالقنابل المسيلة للدموع ومنع رجال الأمن المتظاهرين من الوصول للتحرير وجميع الميادين الأخرى باستخدام الرصاص المطاطي، ما أدى لإصابات عديدة بين صفوف الثوار، وتخفى رجال الأمن وراء الملابس المدنية لملاحقة الثوار والقبض عليهم، إلا أن المتظاهرين لم يعبأوا بما يحدث وتمركزوا في التحرير رافعين شعار "الشعب يريد اسقاط النظام، وهو ما لم يحدث حتى الأن.

واستمرت المناوشات عقب صلاة الجمعة وحتى المغرب، وتعاملت الشرطة بكل قسوة ووحشية، ولم يقتصر الأمر على القنابل المسيلة للدموع، وإنما وصل إلى حد استخدام الرصاص الحي والمطاطي، وتصدى الشباب للعنف باستخدام الحجارة والطوب، وبدأت حوادث حرق أقسام الشرطة المنظمة برعاية المجلس العسكري، من محافظة الإسكندرية إلى السويس وجميع المحافظات. فشلت الشرطة في التصدي للأمر وقاموا بالاختفاء عن المشهد، ومن الأقسام إلى مقرات الحزب الوطني الديمقراطي انطلاقًا من القاهرة وصولاً لجميع المحافظات، وقام المتظاهرون بإتلاف جميع صور الرئيس حسني مبارك في مسقط رأسه بمحافظة المنوفية.

الهروب الجماعي

وفي حدود السادسة من مغرب اليوم شهدت جميع محافظات مصر اختفاء قوات الشرطة، وهروب العديد من المساجين والمسجلين خطر من السجون، فيما عرف باسم الهروب الجماعي، وسادت حالة من الفوضى والقلق في الشوارع بسبب اختفاء كل أجهزة الشرطة وهروب هذا الكم المريع من المساجين. بعد ذلك بدأت قوات الجيش بالظهور في ميادين القاهرة، ومن ثم أعلن "المجلس العسكري" حظر التجوال وتمركز جميع المتظاهرين في ميدان التحرير والميادين الرئيسية وخلت الشوارع من المواطنين واقتصرت على قوات الجيش.

إنقاذ الجنود من الحريق

شهدت جمعة الغضب مواقف مضيئة للثوار، قابلها بعد ذلك العسكر بالقمع والقتل، حيث قام عدد من ثوار "ميدان التحرير" بإنقاذ جنود من الحريق داخل مدرعة للشرطة بعدما تعرضت للحريق، بعد أن حاولت الدخول وسط الحشود لميدان التحرير لدهس المتظاهرين. كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشاب مصري من الثوار، ووصفوه بأنه أشجع شاب في الثورة، حيث يعد هذا المشهد الأشهر فى جمعة الغضب.

وظهر في المقطع الشاب وهو يقف أمام مدرعة للشرطة فى تحدى لها، جعل قائدها يقف أمام صمود الشاب، الأمر الذى تابعه قدوم باقى المتظاهرين للوقوف بجوار الشاب البطل الذى تحدى قوات الأمن بمفرده.

اللجان الشعبية

استوحت كافة مناطق مصر فكرة عمل "اللجان الشعبية" والتي تكونت من أهالى المناطق، حيث شملت مجموعة من الشباب ورجال المنطقة، والذين تسلحوا بكل ما يمكن اعتباره سلاح وانتشروا في شوارع مناطقهم، على شكل دوريات لتأمين المنطقة وتعويض دور الشرطة المنسحبة، من خلال فحص تراخيص والبطاقات الشخصية لكافة الأشخاص المارين في الشوارع، سواء راجلين أو في سيارات وتفتيشهم، ووضع متاريس تساعدهم على السيطرة على حركة المرور وللحماية من هجمات الخارجين عن القانون، وعمل كمائن في الشوارع الرئيسية والهامة.

وقد ساعد العدد الهائل للمتطوعين في هذة اللجان في تأمين معظم شوارع مصر، وقد نجحت هذة الفكرة بشكل غير متوقع حيث منعت سرقات عديدة، وأدت لفرض نوع من النظام في الشارع المصري، وقسم أعضاء اللجان أنفسهم لمجموعات وورديات تساعدهم على البقاء في المهمة لمدة 24 ساعة في اليوم. بل ووصلوا لاختراع "كلمات سر"، لضمان تسليم الوردية للأعضاء الحقيقيين للجنة، وفي بعض اللجان تم عمل شعار صغير بسيط يرمز للجنة الشعبية، لتسهيل تعاونهم معاً، وقد استمرت هذة اللجان لحين خطاب التنحي يوم 11 فبراير 2011.

المصدر