سينما السيسي: زنا محارم ورقابة محجوب عبد الدايم
(11/04/2016)
كتب: أسامة حمدان
مقدمة
"دا أمر ميرضيش ربنا.. دا أمر ميرضيش ربنا.. واللي ميرضيش ربنا إحنا بندعمه ونأيده وهنبقى معاه"، تلك التصريحات كانت ميثاق "الحرام" الذي غاص فيه قائد الانقلاب وأتباعه حتى ذيولهم، بوصلة "الحرام" في سينما العسكر تتوغل في فراغ الأخلاق وتتمدد مثل خلية سرطانية، في جسد أنهكته مقامع شرطة الانقلاب.
حرام الجسد
دراما تطرح زنا المحارم علنًا على المصريين، لا لمواجهة تلك الرزيلة إن وجدت بل لتحسين القبيح وإيجاد المنعدم، ولأن بوصلة أي عمل سينمائي هو دوافع شخوصه والطرح الذي يرغب صانعه في التعبير عنه، هنا يبدو العنوان غامضًا لدرجة التكلف "حرام الجسد"، لغويًا هو خبر لمبتدأ محذوف يفترض أن يوضحه الفيلم لتصير الجملة في النهاية هي "كذا هو حرام الجسد".
لكن وبعد تصعيدات درامية وعلاقتي جنس غير شرعي "الزنا" وطفل مجهول النسب و3 وفيات، لا تصل سينما السيسي إلى إجابة واضحة يمكننا أن نفهم منها ما يصفه المخرج بـ"حرام الجسد"، أو ما يريد طرحه كاستنتاج نهائي لهذه الجريمة الجنسية. فقد أثار الفيلم عاصفة من الجدل بمجرد طرحه بدور سينما الانقلاب، تارة بأن الفيلم يتناول قضية شائكة وهى زنا المحارم، وتارة تناوله لثورة يناير بشكل بدا فيه إقحام على الخط الدرامى، لكن الاتهام الأكبر كان وجود مشاهد "حرام" في الفيلم.
الأخلاق أشياء سطحية!
فيما دافعت بطلة الفيلم ناهد السباعي عن الانحلال الأخلاقي بالقول:
- "لا أقدم عملاً مسفًّا، والتصنيف للفيلم أنه للكبار فقط بسبب مشاهد قتل، ونحن نقوم بعمل صناعة وهذه هى الاحترافية، وإذا أردنا أن يكون لدينا أفلام قوية وعالمية لا بد ألا نفكر في أشياء سطحية"!
مضيفة:
- "الناس أيضًا ركزت على ملابس البطلة في الفيلم وعلى المشاهد الموجودة به ولم تركز على الكثير من القضايا التى يناقشها الفيلم، وهى موجودة بالفعل فى المجتمع المصرى، وهى تعرض الفتاة المصرية للقهر والظلم".
المفارقة أن رقابة السيسي تتبنى أسلوب صلاح نصر ، رئيس جهاز المخابرات المصرية في عهد عبد الناصر ، والذي عرف عنه انحرافاته وممارساته الشاذة ونشر الفاحشة في السينما، والذي تم محاكمته بسبب ذلك وسجنه 15 عامًا. وحول رد رقابة السيسي على الفيلم، كتبت تقول: "إنه أفضل فيلم شاهدوه منذ 15 عامًا، وإنهم ضحكوا وبكوا مع أحداث الفيلم ولم يطلبوا منا حذف أي مشهد!.
حرب على الفضيلة
وفي الوقت الذي تشن فيه سينما السيسي حربًا بصرية على الخلاق والفضيلة، تواجه المحجبات والمنتقبات تضييقًا ليس جديدًا على جمهورية العسكر، فقد تم منعهن من حضور المحاضرات في الجامعة ومن التدريس ومن مزاولة مهنة الطب في المستشفيات الحكومية.
الحرب التي أكدها جابر عصفور، وزير الثقافة في حكومة الانقلاب السابق، بقوله إن مثقفي العسكر هم من كانوا يقودون المجتمع المصري حتى بدايات السبعينيات، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة بكامل فروعها لم تكن تعرف شيئَا اسمه حجاب أو نقاب إلا في الفترة الحالية، وهو ما يؤكد على الحريات التي أطلقها الرئيس محمد مرسي قبل اختطافه والانقلاب عليه.
وزعم عصفور إلى أنه خلال فترة دراسته بجامعة القاهرة في أوائل الستينيات لم تكن توجد ولو فتاة واحدة محجبة أو منتقبة في الجامعة، وكانت المرأة والفتاة المصرية في هذا الوقت نموذجًا للرقي والفكر المتحضر، ووصف غياب الحجاب والنقاب عن الجامعات في ذلك التوقيت بأنه أمر جيد! وقال أن مسألة اللوحات العارية هو أمر يتوقف فقط على التربية الفنية، والدليل على ذلك أن اللوحات العارية تنشر وتشاهد بشكل عادي في العالم، لأن فيها رقيًا وجمالاً إنسانيًا.
المصدر
- تقرير: سينما السيسي: زنا محارم ورقابة محجوب عبد الدايم موقع بوابة الحرية والعدالة