سياسيون: توقيع السيسي على وثيقة النهر خيانة عظمى لمصر
(23/03/2015)
استقبل النشطاء والسياسيون خبر توقيع قائد الانقلاب العسكري وثيقة مبادئ سد النهضة المشتركة بين مصر وإثيوبيا والسودان بمزيد من السخرية والانتقاد. سخر محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي، من تشبيه وسائل الإعلام زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا بزيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للكنيست الإسرائيلي.
وأضاف سيف الدولة، خلال تغريدة له بـ"تويتر":
- "لا أعلم من هو العبقرى الذى أصدر تعليماته للإعلام بتشبيه زيارة السادات للكنيست بزيارة السيسى لإثيوبيا! هل يريدون كارثة كامب ديفيد جديدة؟".
وعلق جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، على توقيع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لما يسمي بوثيقة سد النهضة قائلا:
- "في عهد مرسي كان الحديث عن الموضوع يعد من الكبائر .. وفي عهد السيسي أصبح من المكارم !".
ورأي الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن:
- "الانقلاب لم يخرب فقط المجتمع أو نهب خيراته أو قسم هذا الشعب إلى كيانات، بل تآمر ضد كل مقدرات مصر..".
ووصف الدكتور "محمد محسوب"، القيادي بحزب الوسط، ما يسمى بوثيقة "سد النهضة" بـ"وثيقة_النهر .. وخيبة الدهر"، قائلا
- "القاعدة الثابتة أن حقوق شعب في المياه للشرب والزراعة تسبق حق أي شعب آخر في إنتاج الكهرباء منها.. فالكهرباء لها بدائل لكن المياه لا بدائل لها.." وأضاف: "من هنا كان اعتراضنا على أن توقع مصر على أي وثيقة خصوصا اتفاق إعلان المبادئ الأخير، لأنه ينطوي بكل بساطة على إقرار بحق إحدى دول المصب في أن تقدم حقها في إنتاج الكهرباء على حق دول المصب في الحصول على الماء.." .
وواصل محسوب،
- "كان من الممكن توجيه المباحثات إلى كيفية توفير مصادر لإنتاج الكهرباء لأثيوبيا بدلا من القبول بالأمر الواقع الذي فرضته دون تشاور أو تفاوض قبل الإقدام عليه، معتبرة أن من حقها استغلال مياه النيل كما تشاء بغض النظر على أثر ذلك على شعوب المصب.."، مؤكدا "المشكلة لا تتمثل في حسن نوايا الأطراف ، وما أشار إليه قائد الانقلاب في كلمته، من توّفر الثقة بين قيادات تلك الدول.. فالسياسة المتغيرة لا تسمح بأن تضع مصدر حياتك بيد دولة أخرى معتمدا على أنها لن تستعمل تلك القدرة على التأثير في سياساتك، بل وربما حياتك..".
وأوضح:
- أن سد النهضة لا يمثل لمصر مجرد سد وإنما بوابة تتحكم في وصول المياه إليها وحجم تلك المياه.. ولك أن تتخيل يوم أن تتراجع هذه الثقة أو تتصادم المصالح.. فهل يضمن قائد الانقلاب أن لا تكون مصر تحت مقصلة بوابات سد النهضة..؟!!".
وأضاف
- "إنه لا يسعى للحفاظ على ميراث مصر من حقوق؛ وإنما إلى الحفاظ على مقعده وكسب الصداقات على حساب مصير بلد.." .
واختتم محسوب قوله:
- "تلك الحماقة التي ارتكبها قائد الانقلاب بالتوقيع على أخطر وثيقة في تاريخ مصر دون العودة للشعب تجعله خارج الجماعة الوطنية.. وأصبح التمسك بعدم شرعيته الطريق الوحيد لرفض تلك الوثيقة.. وإعادة التفاوض مع أشقائنا من دول حوض النيل على بدائل لا تجعل مصر تحت رحمة أحد ولا تجعل أحدا تحت رحمة مصر.. وإنما اقتسام عادل لمياه النيل وبحث للجميع عن مصادر للطاقة لا تضحي بمصالح أحد وحقه في السيطرة على مياهه ومصدر حياته .."
وشبه المستشار "وليد شرابي"، المتحدث الرسمي باسم "حركة قضاة من أجل مصر"، توقيع السيسي لما يسمي بوثيقة "سد النهضة" بأنها "نكسة جديدة"، وتابع شرابي عبر تويتر :"في نكسة 67 نفى العسكر عن أنفسهم الخيانة وصدقهم الشعب، ولكن في نكسة سد النهضة لن يملك العسكر نفي الخيانة عن أنفسهم ومن ينفيها عنهم فهو مثلهم" .
وكان خبراء الري والمياه قد حذروا قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي من توقيع وثيقة المبادئ بين مصر وإثيوبيا والاتجاه نحو مصادر جديدة , منتقدين غموضها والتكتم على بنودها .
المصدر
- تقرير: سياسيون: توقيع السيسي على وثيقة النهر خيانة عظمى لمصر موقع بوابة الحرية والعدالة