سمير العيوطى يكتب: حرقوهم أحياء وأهانوهم أموات
بتاريخ : الاثنين 06 يناير 2014
حرقوهم أحياء وأهانوهم أموات وسيواريهم التراب وذويهم مازالوا يبحثون عنهم
هذا هو الحال الذى تعيشه مصر فى عهد الظلم والقهر والطغيان الذى فاق الحدود والذى لم يتخيله الظالمون فى مخيلاتهم الغاشمة على مر العصور.
يفعله الأن جنود السيسى بأعز وأشرف أبناء هذه الأمة
وصلت اليوم 35 جثة كريمة إلى مدافن محافظة القاهرة بعد عدم التعرف عليها وتم دفنهم بطريقة مهينة خالية من الإنسانية .
تم حملهم بدون أبسط حق يستحقه المتوفى عند تشييعه.
حرموهم حتى من نعش يحملهم أو خشبة لا تساوى شيئاً للحفاظ على أجسادهم التى باتت تنتظر ذويها ليتعرفوا عليها قرابة الخمسة أشهر. مر عليها أصحابها فى هذه المدة مراراً وتكراراً ولم يتعرفوا عليها من تفحيمها على يد قتلة السيسى
كل جثة منهم قد تكون لطبيب شاب كان يمثل أملاً لأسرته , أو عالماً جليلاً حرموا الناس من علمه , أو شاباً فى مستهل العمر كان يضحك ويلعب ويفرح بين أقرانه , أو أم لأطفال صغار حرموهم من حنانها ورعايتها , أو أباً يعول أسرة ليس لهم سواه.
كلاً منهم له قصته وكانت له حياته وأمنياته وأحلامه وأهله وأطفاله الذين مازالوا يبحثون عنه حتى هذه اللحظة. على أمل أن يكون مازال حياً بين الآف المعتقلين بعدما تأكدوا أنه ليس من الأموات
ليت أحداً ينبئهم بأنه مات ليموت معه هذا الأمل الذى مازالت قلوبهم تتعلق به.
ليت أحداً يخبرهم بمكانه وبقبره ليذهبوا لزيارته ويضعون علي قبره الورود ويقرأون له ماتيسر من كتاب الرحمن.
ليت أحداً يخبرهم أن عزيزهم الأن يرقد فى مقبرة لم يعرف عنها شيئاً قبل اليوم ولا يعرف من بجواره.
ليت أحداً يخبرهم أن عزيزهم تتوق نفسه لسماع خطواتهم تقترب من مسواه لتهدأ مشاعرهم بروحه تعم أرجاء المكان وليرقد هادئاً.
ليت أحداً يخبرهم أنه استراح بمقربة الحق عن مجاورة الظلم الذى نعيشه الآن.
ليت أحداً يخبرهم أن عزيزهم إن كان مجهول بين العباد فهو لاشك معلوم لدى رب العباد.
عليكم أن تطمـأنوا فهو بإذن الله منذ خرجت روحه الذكية من جسده النقى ونحسبه شهيد عند الله.
نظنه الآن يتنعم بخيرات ربه منذ أن تسارعت إليه الحور العين لإستقباله فور سقوط أول قطرة دم طاهرة من جسده. نحسبه بصحبة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يرتوى من حوضه ويشرب بيديه الشريفتين.
نحسبه قد قُرت عينه برؤية ربه عز وجل. نحسبه فى جنات عرضها السموات والأرض منذ الخمسة أشهر فلن يضيره بإذن الله كيد هؤلاء اللابشر ولا إمتهانهم لحرمات حرمها الله.
فــــــــــــــــــــــ ياأمى وياأبى وياأختى وياأخى وياولدى ويــــــــــــــا كل من له عزيز فُقد إعلموا أن من أعزه الله وأكرمه بالشهاده يعجز ملوك الأرض مجتمعين على إهانته أو إزلاله فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم صادقين
المصدر
- مقال:سمير العيوطى يكتب: حرقوهم أحياء وأهانوهم أموات موقع: إخوان الدقهلية