سالم الفلاحات يكتب: فلسفة حفظ الميم والناطق الرسمي
بقلم: أ. سالم الفلاحات
يظهر أن "الميم" حرف مهم في الأجواء الديمقراطية جدًا، وخاصة في البلاد العربية التي فيها ناطق رسمي، والميم تستخدم عوضًا عن "اللا" المضادة "للنعم"؛ لأنَّ "اللا" المتكررة المستخدمة كأداة إستراتيجية في التعامل مع الشعوب ممجوجة وركيكة ومكروهة، وحتى لا تقع في الحرج فالتغيير والبديل يخفف الصدمة على الشعوب.
يفترض أنَّ حكومات أي بلد في الدنيا تتجاوب مع نبض مجتمعاتها؛ فالأصل أنها تسوس مصالحها بحكمةٍ ورشدٍ واحترامٍ، "فاللا" عدو لدود لكل هذه القيم، وهذه "اللا" تتوسع هذه الأيام ويزداد استخدامها، من هنا فإنَّ أحد الظرفاء من العوام- ولكنه يظهر أنه خبير بسياسة النفوس وهو يقدم النصيحة للناطقين الرسميين مجانًا وهو أمي- قال لي: "يا بني احفظ الميم تحفظك"، قلت: سبحان الله، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "احفظ الله يحفظك" فما هذه الميم التي تحفظك؟.
قال كلام الرسول- صلى الله عليه وسلم- على العين والرأس ولكن اسمع مني: إذاسألك أحدهم هل تعرف فلانًا فقل: "مدري"، هل رأيت فلانًا قل: "ما شفته"، هل سمعت بالحادث أمس قل: "ما سمعت"، وهكذا "ما عندي.. ما معي خبر.. مو أنا ما قلت.. ما كلمته".
ويظهر أنَّ الميم وفضائلها وأسرارها من أبجديات ما يدرسه الناطقون باسم الحكومات، وهذا سر ما نراه ونسمعه في التعامل مع القضايا الكبرى، فالنفي بأدواته المختلفة هو الإجابة المتكررة ويستمر تأثيره حتى تقع الفأس في الرأس وعندها ينكشف الطابق.
النفي النفي، لا، أبدًا مطلقًا، لم يحصل، غير صحيح، أبدًا، أعوذ بالله، من أين هذه الأخبار لا، لا، ما ما "ما في منه" هذا كلام مغرض.
يقول أحدهم منعتموني من دخول النقابات.. لا ما منعناك.
يقول آخر ضربتمونا.. لا ما ضربناك يعلم الله مَن ضربك.
رفعتم الأسعار.. لا ما رفعناها أبدًا هذا تخريب للاقتصاد وتشويه للسوق.
الفساد يستشري ويأكل الأخضر واليابس.. لا لا فساد ولا ما يحزنون هذه شائعات.
البطالة تزداد لا لا، ما تزداد من قال "مو صحيح" أبدًا مع احترامنا.
الفقر يزداد والشكوى تتسع والأنين يتعالى.. لا لا سبحان الله الدنيا بخير.
التعيينات في الوظائف الكبرى والصغرى.. لا ما في تعيينات إلا حسب الأُسس.
نعم لو بحثت في قاموس التكامل مع الأحزاب، والنقابات والعلماء والسياسيين ورجال الوطن لوجدت أنَّ علاج اقتراحاتهم ومشروعاتهم وطروحاتهم الأغلب الأعم من قبل الحكومة هو "كورس لا" و"ميم" وأخواتهما، فلا مشكلةَ في الحريات العامة ولا في قوانين الانتخاب ولا قوانين الاجتماعات العامة ولا رواتب الموظفين ولا ارتفاع كلفة التعليم الجامعي ولا أسعار المأكولات والملبوسات والعلاجات.
استخدم اللا إذا أردت أن تستخدم اللغة السياسية الفصحى، واسخدم الميم إذا أردت أن تتحدث باللهجة البلدية الوطنية العامية، وخذ منهما ومن أخواتهما ما شئت، وما المانع "فاللا" هي أول حرف في كلمة التوحيد فما وجه الاعتراض؟!
عسى أن نتعامل بلغة أخرى مع قضايانا الإستراتيجية المهمة ونقلع عن النفي ونفي النفي وتجاهل الآخر عندما نملك المال والسلطة فالأوطان تبنى بالنعم الاستيعابية، ولا تبنى بلا النافية لكل الناس والأفكار والتظلمات، ولا تحفظ الميم ولا اللا إلا في مواضعها فلن تحفظك السلبية والانسحاب.
المصدر
- مقال:سالم الفلاحات يكتب: فلسفة حفظ الميم والناطق الرسميإخوان أون لاين
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,